نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور الثانى

الحوار الوطني.. وتعزيز مفهوم "السلام الاجتماعي"

بيشوى رمزى
بيشوى رمزى
بيشوى رمزى
ربما كان تحقيق الاستقرار الإقليمي، في منطقة الشرق الأوسط، أحد أهم الأهداف التي سعت "الجمهورية الجديدة" إلى تحقيقها منذ انطلاقتها قبل ثماني سنوات، على اعتبار أن الصراعات الإقليمية باتت تحمل في طياتها طبيعة "فيروسية" سريعة الانتشار، وهو ما تجلى في أبهى صوره إبان "الربيع العربي"، والذى أضفى البيئة المناسبة لجماعات الإرهاب لتتجاوز في تهديداتها حدود الدول التي تقبع بها نحو إطار إقليمي، ومنها إلى العالمية، ناهيك عما ترتب على تلك الحقبة من حروب أهلية وعدم استقرار اقتصادي، بالاضافة إلى أوضاع سياسية متأزمة، غيرها من الأزمات التي انتقلت بسلاسة من دولة إلى أخرى، لتتحرك الدولة المصرية، في أعقاب ثورة 30 يونيو، نحو العمل على استعادة الاستقرار في الداخل، مع إرساء دعائمه إقليميا، في إطار يبدو متزامنا ومتوازنا.
 
فلو نظرنا إلى التحركات المصرية، نجد أنها حملت شعار "الحوار"، باعتباره الوسيلة الوحيدة لتحقيق الاستقرار الاقليمي، عبر اجتماعات "تشاورية" تبنتها مصر على مستوى القمة، تجاوزت الثنائية التقليدية، نحو قمم ثلاثية وأخرى رباعية وخماسية، مع قادة الدول الاخرى في المنطقة، في إطار "حواري"، يهدف في الأساس إلى الوصول إلى أرضية مشتركة مع تنحية الخلافات جانبا، بينما تبنت نهجا يبدو مماثلا في الداخل عبر إشراك كافة الفئات المجتمعية، وعلى رأسها تلك التي عانت تهميشا طويلا دام لعقود طويلة من الزمن، بهدف تحقيق "السلام الاجتماعي"، وبل وامتدت مظلة الشراكة من القطاعات المجتمعية إلى الجغرافيا، عبر المشروعات التنموية العملاقة التي امتدت إلى كافة محافظات الجمهورية بعدما كانت مقتصرة على دائرة محدودة.
 
ولعل التركيز على مفهوم "السلام الاجتماعي" هو المحور الأهم، في هذا الإطار، سواء عبر الحوار الوطني، الذي أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسي في أبريل الماضي، أو ما سبقه من فاعليات، لم تتجاهل أي فئة من المواطنين، بدء من الشباب والمرأة وحتى ذوى الهمم والقوى السياسية باختلاف توجهاتها، لتنصهر جميع هذه الفئات في "بوتقة" الحوار، والذي لا يهدف في النهاية إلا للاحتفاظ بحالة "السلام" بين كافة أطياف المجتمع، وامتدت كذلك إلى مختلف المناطق على المستوى الجغرافي حتى لا تكون هناك فوارق كبيرة، بين مواطنيها من حيث الفرص المتاحة لهم، وبالتالي تحويلهم من مجرد "متابع" للأحداث إلى أطراف فاعلة ومشاركة في تقديم حلول للأزمات، سواء الراهنة أو المستقبلية، وبما يؤهلهم لجني الثمار التنموية في المستقبل.
 
الحوار الوطني ليس الحالة الوحيدة الذى تتجلى فيها حرص الدولة المصرية على تحقيق "السلام الاجتماعي"، فهناك العديد من المشروعات الهامة التي استهدفت فئات بعينها في المجتمع، في إطار العمل على تحقيق الشراكة المرجوة، على غرار مشروع "حياة كريمة"، والتي استهدفت تحسين حياة قطاع كبير من المصريين الذين عانوا ظروفا غير آدمية، وكذلك مبادرة "تكافل وكرامة"، ناهيك عن القرارات الأخرى التي تتخذها الدولة في وقت الأزمات لدعم مواطنيها، وهو ما بدا خلال حقبة كورونا كما أسلفت.
 
وفي واقع الأمر، فإن مفهوم "السلام الاجتماعي" لا يمثل أولوية ملحة للدولة المصرية فحسب، وإنما للعديد من دول المنطقة العربية، والتي تبنت مبادرة "الحوار الوطني"، منها الجزائر والسودان والعراق، باعتباره الوسيلة العملية لتحقيق المفهوم على أرض الواقع، حيث يبقى بمثابة الضمانة الحقيقية لتحقيق الاستقرار، وبالتالي إغلاق الطريق أمام أي محاولة من شأنها إثارة الفوضى، في إطار يعكس حالة من الانسجام بين الداخل والخارج، وكذلك التأثير الكبير للسياسات التي تتبناها الدولة، في إطار "جمهوريتها الجديدة"، على شركائها الإقليميين فى محيطها الجغرافي، ناهيك عن كونها شهادة دولية ضمنية بفاعلية النهج الذي تتبناه مصر في معالجة أزماتها.
 
وهنا يمكننا القول بأن "الحوار الوطني"، يبقى بمثابة التطبيق العملي لمفهوم "السلام الاجتماعي"، والذي يمثل مرحلة مهمة، في إطار حماية الدول من مخاطر الفتن والفوضى المترتبة عليها، خاصة في أوقات الازمات، والتي تمثل فرصة لجماعات بعينها لإطلاق الدعاية المغرضة والشائعات، بعيدا عن لغة التنظير السياسي المعتادة، حيث يمثل انصهارا لكافة مكونات المجتمع في بوتقة واحدة، بهدف تحقيق التوافق في قضية أو قضايا معينة ومن ثم الانطلاق نحو توسيع دائرته إلى قضايا أكبر لتحقيق المصلحة العامة للوطن والمواطن
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

بعد نهاية الأجندة الدولية.. موعد مباريات الجولة السادسة فى دوري nile

محافظ القاهرة: تفكيك كوبرى السيدة عائشة لتطوير الميدان خلال الفترة المقبلة

منتخب مصر يغلق صفحة إثيوبيا ويستعد لمواجهة بوركينا فاسو بتصفيات كأس العالم

أرملة نجل صلاح الشرنوبى ترد على حماها: ممنوعة أنا وابنى من دخول شقتنا

وفاة الفنان فكرى عبد الحميد الشهير بشبيه عادل إمام


الولايات المتحدة تستعرض قوتها.. وفنزويلا تعلن تعبئة الملايين استعدادا لمواجهة محتملة.. تصعيد غير مسبوق فى الكاريبى.. "مادورو" يقرر تجنيد 8 ملايين شخص للقوات الفنزويلية.. وانهيار خطوط الإمداد النفطى أبرز المخاوف

حار رطب نهارًا.. حالة الطقس المتوقعة اليوم السبت 6 سبتمبر 2025 فى مصر

منتخب مصر يُحلق فى الصدارة بثنائية ضد إثيوبيا ويقترب من التأهل لكأس العالم.. صور

المغرب يتأهل إلى كأس العالم 2026 رسميا بخماسية فى مرمى النيجر

تبديل محمد صلاح فى الدقيقة 87 والدفع بدونجا أمام إثيوبيا


منتخب مصر يحافظ على تفوقه بثنائية نظيفة أمام إثيوبيا بعد 75 دقيقة

منتخب مصر يواصل تقدمه على إثيوبيا 2 - 0 بعد مرور 60 دقيقة.. صور

محمد صلاح يحرز الهدف الأول لمنتخب مصر أمام إثيوبيا في الدقيقة 41.. صور

العالم هذا المساء.. مصر تستهجن تصريحات نتنياهو عن التهجير عبر معبر رفح: مرفوض قسرا وطوعا.. فضيحة ضرائب تجبر نائبة رئيس وزراء بريطانيا على الاستقالة..الرئيس الأمريكى السابق جو بايدن يخضع لجراحة لإزالة ورم سرطانى

القنوات الناقلة لمباراة مصر وإثيوبيا بتعليق محمد عفيفى والكوالينى

الصحة: تقديم العلاج للحالات الطارئة دون تحميل المريض أى تكاليف لمدة 48 ساعة

ثورة في جدول المباريات الدولية.. فيفا يدمج توقفات سبتمبر وأكتوبر

بلاغ جديد ضد البرلماني السابق رجب هلال حميدة

نقل كريم مغاورى للعناية المركزة.. والفنان يطلب الدعاء

انسحاب ممثلى حزب الله من جلسة مجلس الوزراء اللبناني حول حصر السلاح بيد الدولة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى