ممكن ترسمنى؟

محمد غنيم
محمد غنيم
محمد غنيم
ممكن ترسمنى.. ما من جملة أسعدت الرسامين وزينت مسامعهم بالعذوبة ورضا النفس وإشباع الذات بالإبداع الفني مثل هذه الجملة، فما من فن استطاع أن يطفو فوق بحر السعادة مثل فن رسم الشخوص أو تجسيد الشخصيات بالرسم أو ما يطلق عليه عالم الفن والفنانين البورتريه، تشير دراسات النفس البشرية أن الإنسان المفعم بالحس بسعد برؤية بني جنسه مرسومين على ورق أو منحوتين على مجسمات.
 
ففن البورتريه فاقت مكانته مثلا منزلة فن الكاريكاتير في الصحف والمجلات، ولكن سرعان ما اختفى بعدما رفعت راية الإخراج الصحفي شعار انقراض الرسم الصحفى، بصرف النظر عن الجوانب الاقتصادية ولكن ناتج عن الذوق العام فعلى الرغم من أن هذا الفن هو الأقرب إلى ذوق المشاهد، أيا كانت خلفيته الثقافية، فما من شخص يقدر أهمية الرسم إلا ووقف مبهورا أمام صورة رجل أو امرأة أو طفل وما من رسام إلا وقد سمع : "صورتك جميلة" فالجمال وليد النفس البشرية المستقرة منذ قديم الزمان، ففن البورتريه لم يكن من الفنون الإبداعية الحديثة أو مولود بعد مخاض حضارة حديثة أو من رحم ثورة إصلاح مجتمعية.
 البورتريه فن فرض نفسه بقوة على أعمدة المعابد وجدران المقابر الفرعونية القديمة، استخدمه المصري القديم في تزيين جداريات الحضارة، دون التركيز على إظهار ملامح وتجاعيد الوجه فحسب، بل اهتم بتفاصيل الجسد كاملا، حيث يكشف الرسم عن الجانب الفسيولوجي للجسد إن كان مصابا أو معافى وإن كان سمينا أو ممشوق القوام، فرسم الشخوص عند الفراعنة كان بمثابة نواة ذلك الفن الإبداعي وإن كان العبقري الفنان الإيطالي "ليوناردو دافنشي" المتوفي في 1519 هو الأب الشرعي لهذا الفن القيم.. أعلم عزيزي القارئ أنك تنظر للتاريخ بعين الغرابة وإن كنت تعض على شفتيك من طول المدة، وبعد تاريخ وفاة دافنشي، وعلى الرغم من ذلك مازال اسمه يتردد على مسامع أجيال متعاقبة، وأثرت لوحاته الفن، وتعلم منها فنانون عاشوا وماتوا منذ قرون، نعم الفن المؤثر باقٍ مهما تسارعت الأيام ومرت السنوات، فالبقاء في الفن للأروع والأكثر تأثيرا.
 
نعلم أن دافنشى هو صاحب لوحة الموناليزا الشهيرة التى صنفها أهل الاختصاص من النقاد والفنانين على مختلف الثقافات والعصور كأفضل نموذج لفن البورتريه، فيها استطاع دافنشي أن يغوص في التفس البشرية ويعبر عما بداخلها بالرتوش التى تفوح بأريج الروح، أما في العصر الحديث بعد أن فرضت برامج الفوتوشوب سيطرتها وأصبح الرسم الإلكتروني وتطبيقات التلوين إحدى أهم أدوات الرسام، وعلى الرغم من مجسمات اللوحات ثلاثية وخماسية الأبعاد، ذات الألوان الذاهية إلا أنها فقدت التزيين بحلاوة روح الرتوش، ففن رسم الشخوص أو البورتريه في مصر على وجه الخصوص شهد تراجعا ملحوظا لأسباب أهمها الاستسهال الذي وفرته التكنولوجيا من برامج وتطبيقات، وبعد المؤسسات الفنية عن تشجيع الرسامين وإقامة المسابقات والجوائز، أو لعدم توافر مبدعين يقدرون الفن ومن ثم يرصدون مبالغ مالية للتشجيع، أو قلة الزوق العام لتذوق الفن، أو تعكر المزاج وتلوث المشهد البصري.. الفن والهوية البصرية جمال وإبداع تتوارثه الأجيال ويرسخ هوية الدولة والمواطن.. 
 
أقول لكم شجعوا أولادكم على الإبداع بعيدا عن التطبيقات الجاهزة كى لا يصبح تفكيرهم استهلاكي وغير محفز على الذكاء، أجلبوا لهم الورق والألوان وامنحوهم فرصة كى يرسموكم ويلونوا حياتهم.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

معلومات الوزراء: مصر تتطلع للاستفادة من خبرات دول تجمع البريكس فى5 مشروعات

الداخلية تكشف قضية غسل أموال بقيمة 17 مليون جنيه فى أسوان

ناشئات الطائرة أمام إسبانيا فى تحديد مراكز بطولة العالم

ربنا يرحمهم.. أسماء ضحايا حريق سنترال رمسيس (إنفوجراف)

قصة مصورة جديدة تشرح ما حدث خلال سنوات سلسلة "أفاتار"


الأهلى يخطر أشرف دارى بموقف النادى من العروض الخارجية خلال ميركاتو الصيف

خالد صلاح يكتب : إنذار مبكر.. الأفكار المتطرفة لم تمت بعد .. وعمليات تجنيد إرهابيين جدد لا تزال مستمرة

اتحاد الكرة: لن نستدعى زيزو والأهلى إلا بعد حضور محامى الزمالك لجلسة الاستماع

موعد مباراة فلومينينسى وتشيلسى فى كأس العالم للأندية والقناة الناقلة

هنا الزاهد نجمة موسم صيف 2025 السينمائى بـ3 أفلام فى يوليو


الزمالك يطالب حسام عبد المجيد بحسم موقفه من تمديد العقد

أسماء ضحايا حريق سنترال رمسيس من موظفي المصرية للاتصالات

وزير التموين: انتظام صرف الخبز المدعم للمواطنين بجميع محافظات الجمهورية

بدء غلق مؤقت للطريق الإقليمي لمدة أسبوع بدءا من اليوم

بعد عطل الاتصالات والإنترنت.. إقلاع 36 رحلة طيران وجار العمل على 33 أخرى

مواعيد القطارات على خط القاهرة أسوان والإسكندرية أسوان والعكس اليوم الثلاثاء

رئيس إشبيلية يُغري ياسين بونو بالعودة إلى الليجا

مقتل 5 جنود إسرائيليين وإصابة 10 آخرين في "كمين كبير" بغزة

اتحاد بنوك مصر: استمرار العمل بشكل طبيعي اليوم الثلاثاء

فات الميعاد الحلقة 19.. الحكم على أحمد مجدى بالسجن خمس سنوات

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى