أحداث وقعت سنة 228 هجرية.. ما يقوله التراث الإسلامي

البداية والنهاية
البداية والنهاية
أحمد إبراهيم الشريف
بعد موت الخليفة المعتصم، وتولى ابنه الواثق جرت أحداث كثيرة بداية من عام 228 هجرية، فما الذى جرى، وما الذي يقوله التراث الإسلامي؟
 
يقول كتاب البداية والنهاية للحافظ ابن كثير تحت عنوان "ثم دخلت سنة ثمان وعشرين ومائتين":
 
فى رمضان منها: خلع الواثق على أشناس الأمير، وتوَّجه وألبسه وشاحين من جوهر.
وحج بالناس فيها محمد بن داود الأمير.
وغلا السعر على الناس فى طريق مكة جدا، وأصابهم حر شديد وهم بعرفة، ثم أعقبه برد شديد ومطر عظيم، كل ذلك فى ساعة واحدة، ونزل عليهم وهم بمنى مطر لم ير مثله، وسقطت قطعة من الجبل عند جمرة العقبة فقتلت جماعة من الحجاج.
 
قال ابن جرير: وفيها مات: أبو الحسن المدائني، أحد أئمة هذا الشأن، فى منزل إسحاق بن إبراهيم الموصلي.
 
وحبيب بن أوس الطائي، أبو تمام الشاعر.
 
قلت: أما أبو الحسن المدائنى فاسمه: على بن المدائني، أحد أئمة هذا الشأن، وإمام الأخباريين فى زمانه،  وأبو تمام الطائى الشاعر، صاحب الحماسة التى جمعها فى فضل النساء بهمدان فى دار وزيرها.
فهو حبيب بن أوس بن الحارث بن قيس بن الأشج بن يحيى، أبو تمام الطائي، الشاعر الأديب.
 
ونقل الخطيب عن محمد بن يحيى الصولى أنه حكى عن بعض الناس أنهم قالوا: أبو تمام حبيب بن تدرس النصراني، فسماه أبوه: حبيب أوس بدل تدرس.
 
قال ابن خلكان: وأصله من قرية جاسم من عمل الجيدور بالقرب من طبرية، وكان بدمشق يعمل عند حائك، ثم سار به إلى مصر فى شبيبته.
 
وابن خلكان أخذ ذلك من تاريخ ابن عساكر، وقد ترجم له أبو تمام ترجمة حسنة.
 
قال الخطيب: وهو شامى الأصل، وكان بمصر فى حداثته يسقى الماء فى المسجد الجامع، ثم جالس بعض الأدباء فأخذ عنهم وكان فطنا فهما، وكان يحب الشعر فلم يزل يعانيه حتى قال الشعر فأجاد.
 
وشاع ذكره وبلغ المعتصم خبره فحمله إليه وهو بسر من رأى، فعمل فيه قصائد فأجازه وقدمه على شعراء وقته، قدم بغداد فجالس الأدباء وعاشر العلماء، وكان موصوفا بالظرف وحسن الأخلاق.
 
وقد روى عنه أحمد بن أبى طاهر أخبارا بسنده.
 
قال ابن خلكان: كان يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة للعرب غير القصائد والمقاطيع وغير ذلك.
 
وكان يقال: فى طيء ثلاثة: حاتم فى كرمه، وداود الطائى فى زهده، وأبو تمام فى شعره.
 
وقد كان الشعراء فى زمانه جماعة فمن مشاهيرهم: أبو الشيص، ودعبل، وابن أبى قيس، وكان أبو تمام من خيارهم دينا وأدبا وأخلاقا.
 
ومن رقيق شعره قوله:
 
يا حليف الندى ويا معدن الجود * ويا خير من حويت القريضا
 
ليت حماك بى وكان لك الأجـ * ـر فلا تشتكى وكنت المريضا
 
وقد ذكر الخطيب، عن إبراهيم بن محمد بن عرفة: أن أبا تمام توفى فى سنة إحدى وثلاثين ومائتين وكذا قال ابن جرير.
 
وحكى عن بعضهم أنه توفى فى سنة إحدى وثلاثين، وقيل: سنة ثنتين وثلاثين فالله أعلم.
 
وكانت وفاته بالموصل، وبنيت على قبره قبة، وقد رثاه الوزير محمد بن عبد الملك الزيات فقال:
 
نبأٌ أتى من أعظم الأنباء * لما ألمَّ مقلقل الأحشاء
 
قالوا حبيب قد ثوى فأجبتهم * ناشدتكم لا تجعلوه الطائي
 
وقال غيره:
 
فجع القريض بخاتم الشعراء *وغدير روضتها حبيب الطائي
 
ماتا معا فتجاورا فى حفرة * وكذاك كنا قبل فى الأحياء
 
وقد جمع الصولى شعر أبى تمام على حروف المعجم.
 
قال ابن خلكان: وقد امتدح أحمد بن المعتصم ويقال ابن المأمون بقصيدته التى يقول فيها:
 
إقدام عمرو فى سماحة حاتم * فى حلم أحنف فى ذكاء إياس
 
فقال له بعض الحاضرين: أتقول هذا لأمير المؤمنين وهو أكبر قدرا من هؤلاء؟ فإنك ما زدت على أن شبهته بأجلاف من العرب البوادي.
 
فأطرق إطراقة ثم رفع رأسه فقال:
 
لا تنكروا ضربى له من دونه * مثلا شرودا فى الندى والباس
 
فالله قد ضرب الأقل لنوره * مثلا من المشكاة والنبراس
 
قال: فلما أخذوا القصيدة لم يجدوا فيها هذين البيتين، وإنما قالهما ارتجالا.
 
قال: ولم يعش بعد هذا إلا قليلا حتى مات.
 
وقيل: إن الخليفة أعطاه الموصل لما مدحه بهذه القصيدة، فأقام بها أربعين يوما ثم مات.
 
وليس هذا بصحيح، ولا أصل له، وإن كان قد لهج به بعض الناس كالزمخشرى وغيره.
 
وقد أورد له ابن عساكر أشياء من شعره مثل قوله:
 
ولو كانت الأرزاق تجرى على الحجا * هلكن إذا من جهلهن البهائم
 
ولم يجتمع شرق وغرب لقاصد * ولا المجد فى كف امرئ والدراهم
 
ومنه قوله:
 
وما أنا بالغيران من دون غرسه * إذا أنا لم أصبح غيورا على العلم
 
طبيب فؤادى مذ ثلاثين حجةً * ومذهب همى والمفرج للغم
 
وفيها توفي: أبو نصر الفارابي، والعبسي، وأبو الجهم، ومسدد، وداود بن عمرو الضبي، ويحيى بن عبد الحميد الحماني.
 
 
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

سقطة جديدة للإخوان.. أحزاب: محاولات الإرهابية التظاهر أمام السفارات المصرية إفلاس سياسى ومحاولة فاشلة لتصدير صورة سلبية عن الدولة المصرية..ونواب: مصر قادرة على صد أى اعتداء ومواصلة جهودها لدعم غزة رغم المضللين

وثيقة نادرة لـ "CIA" تكشف: الصحافة المصرية.. كابوس مؤلم للاحتلال الإسرائيلى

7 أخبار رياضية لا تفوتك اليوم الأحد 24/ 8/ 2025

أبرزهم سفاح الإسماعيلية.. تنفيذ 5 أحكام إعدام ضد متهمين بجرائم قتل خلال أسبوع

الزمالك يشكر الرئيس السيسى بعد التصديق على قانون الرياضة


ريال أوفييدو ضد الريال.. رودريجو يقود هجوم الميرنجى وفينى على الدكة

جنة تحت الماء.. إقبال أوروبى على رحلات السفارى لزيارة الجزر البحرية ومواقع الغوص بالبحر الأحمر.. مشاهدة كهوف الشعاب المرجانية والدلافين والقروش.. والأخوين والفنستون ووادي الجمال والشيلينات تجذب المحترفين.. صور

المخرج محمد فاضل ضيف 4 شارع شريف على قناة الحياة مع شريف مدكور غداً

ذكرى أمينة رزق.. حينما وصفها فريد شوقي بأنها رمز للوفاء والإخلاص

دموع التماسيح بجنازة الضحايا.. زوجة أب تقتل أفراد أسرة كاملة فى ديرمواس بالمنيا.. وتعترف: وضعت لهم السم فى الخبز.. حاولت الانتقام من زوجى لرغبته فى رد ضرتى.. وتؤكد: تظاهرت بالحزن وبكيت وزرت قبرهم لإبعاد الشبهة


الداخلية تضبط 3 أجنبيات حولن منزلهن بالتجمع وكرا لممارسة أعمال منافية للآداب

أخطر 5 اعترافات لقاتلة أسرة دير مواس: "مشيت فى جنازتهم علشان أبعد الشبهة"

الجريدة الرسمية تنشر قرارًا جمهوريًا بتعيينات في المحاكم الابتدائية.. بالأسماء

ريبيرو يستبعد 9 لاعبين من قائمة الأهلى لمواجهة غزل المحلة بالدوري

الداخلية تضبط ديلر الآيس فى شوارع المطرية

تنسيق المرحلة الثالثة.. 50% حد أدنى للتقدم لطلاب النظامين الحديث والقديم

هل ينخفض تنسيق الثانوى العام فى محافظة الجيزة؟

نبيل الكوكي يطالب لاعبي المصري بنقاط الحدود للحفاظ على قمة الدوري

النيابة تحقق فى بلاغ ضد الزمالك بسبب الدباغ.. والمحامى يكشف سر الرقم الناقص

وزارة الصحة تكشف عن 7 أمراض تهدد الحياة بسبب ارتفاع درجات الحرارة.. تفاصيل

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى