فى الذكرى الـ52 لافتتاحه.. "اليوم السابع" يوثق تاريخ إنشاء السد العالى مع العاملين فى المشروع.. المسعف إبراهيم حامد يتحدث عن إصرار المصريين على تنفيذ أعظم المشروعات فى القرن العشرين.. وهذه ذكرياته مع الجرحى

"اليوم السابع" يوثق تاريخ إنشاء السد العالى مع العاملين فى المشروع
"اليوم السابع" يوثق تاريخ إنشاء السد العالى مع العاملين فى المشروع
أسوان – عبد الله صلاح السبيع

رسمت التجاعيد على وجهه ملامح الكفاح التى تعكس في صورتها سنوات الصمود وأيام العمل ومراحل العطاء التى لا تتوقف عند هذا الجيل، الذى شهد إنشاء أعظم مشروع هندسى في القرن العشرين وهو مشروع السد العالى، الذى وقف عم إبراهيم محمد حامد 83 سنة، يسترجع ذكريات العمل فيه ومراحل بنائه وسط زملائه العاملين في المشروع آنذاك.

إبراهيم-محمد-حامد
إبراهيم محمد حامد

"اليوم السابع" التقى عم إبراهيم محمد حامد، بمحافظة أسوان، والذى تجاوز عمره الثمانين وغطت التجاعيد وجهه، لكنه تحدث في الذكرى 52 لافتتاح السد العالى 1971، والذى يواكب احتفال محافظة أسوان بعيدها القومى 15 يناير.

إبراهيم محمد حامد وشهرته "الجراش" من أبناء محافظة أسوان ويقيم في مستعمرة السد العالى شرق، والتى كانت مخصصة مساكن للعاملين في مشروع السد العالى آنذاك، يحكى عن ذكرياته مع مشروع السد العالى قائلاً: "التحقت بالعمل في مشروع إنشاء السد العالى عام 1960 وعينت في وظيفة مسعف في مواقع العمل والإنشاء، وكنتُ شاهداً على أحداث كثيرة وشريط من الذكريات حول هذا المشروع القومى الذى التف حوله المصريون لبناء تاريخ لهم".

الأنفاق
الأنفاق

وأضاف مسعف السد العالى، أن السد كان يحتاج إلى عمالة في بداية إنشائه وخاصة الخبرات التخصصية وهو ما أهله للحصول على الوظيفة نظراً لخبرته في الإسعافات الطبية التى كان يعمل بها داخل القوات المسلحة بعد التدريب في جميع الأقسام الطبية المتنوعة والعمل داخل المستشفيات المختلفة، وبعد إنهاء الخدمة التحق بمشروع السد، ومع أول أسبوع عمل تسلمت مهام العمل كممرض أو مسعف في موقع العمل، والمهام عبارة عن حقيبة الإسعافات التى تحتوى على الأدوات والإسعافات الطبية اللازمة، وطبيعة العمل كانت داخل "كشك" طبى وخشبى متنقل، يتم نقله من مكان إلى آخر بحسب حاجة العمل وتواجد العمال من بناة السد العالى.

وأشار إبراهيم حامد، إلى شعوره بالمساهمة في هذا الإنجاز العظيم الذى يتم تشييده على أرض أسوان، حتى وإن كانت طبيعة عمله ممرض للحالات الحرجة والمصابين أثناء العمل في هذا المشروع القومى الكبير، خاصة أن المصريين جاءوا إلى أسوان من شتى الأنحاء للالتحاق بالعمل في السد العالى، وعلق قائلاً: "كنت أقول لنفسى أنت أولى بالسد منهم".

العلم-المصرى-قديماً-بموقع-بناء-السد
العلم المصرى قديماً بموقع بناء السد

وأوضح، أن عمله كان متواصلا لمدة 12 ساعة ثم يأخذ مكانه زميله الآخر، وكان يجلس وحيداً داخل الكشك الطبى بموقع العمل وليس معه سوى مساعد يعاونه في حالة احتاج إلى نقل حالة مصاب أو متوفى أثناء العمل، مضيفاً أن المصابين كانوا يأتون إلى الكشك الطبى ويوقع الكشف الطبى المبدئى عليهم فإذا كانت الإصابة طفيفة عالجها في المكان وإذا استدعت تدخل جراحى يتم نقله عبر سيارات إسعاف إلى المستشفى، ويتم صرف العلاج والأدوية وإجراء الجراحات للعاملين في مشروع السد بالمجان دون أن يتحملوا أى مبلغ مادى، وفى حالة الوفاة يرافقه بالمتعلقات الشخصية له حتى المشرحة.

ومن المواقف الصعبة التى مرت عليه، قال إبراهيم، إنه جلس في أحد الأيام يباشر عمله داخل الكشك الطبى ، وكان لا يزال حديثاً بالمكان الذى يقع في ممر، كان بمثابة القناة الأمامية للسد قبل تحويل مجرى النيل، وكان هناك تفجيرات تتم يومياً في هذا الموقع وتحديداً في تمام الساعة الثانية والنصف ظهراً، إلا أنه لا يدرى عنها شيئاً، ولولا العناية الإلهية بتدخل أحد الأشخاص والذى أخذه بعيداً عن "الكشك الطبى" لمسافة تبعد كيلو متر تقريباً، لكان ضحية لهذه التفجيرات التى كانت تتم في جبال أسوان لفتح القناة الأمامية للسد، حتى شاهد بعينه الصخور تتساقط عقب التفجير كـ"المطر" في السماء – على حد وصفه – والتى أتت على كشك عمله ودمرته بالكامل.

بناة-السد
بناة السد

وتابع مسعف السد: حزنتُ على ضياع العهدة تحت أنقاض التفجيرات، خاصة أنى لا زلت ملتحق حديثاً بالعمل وتوجهت إلى الطبيب المسئول عنى بالعمل وذكرت له ما حدث وعلقت له قائلاً: "مستقبلى ضاع"، ولكن رد فعله هو ما أدهشنى بأنه قال لى: "المهم سلامتك يا بطل وإحنا عاوزينك تكمل معانا وهنعوض كل اللى ضاع منك بعد أن تحصل على يومين راحة من أثر التفجير عليك".

ولفت إلى أنه بعد الانتهاء من تحويل مجرى النيل 1964، بدأ المشروع يأخذ شكلاً آخر أكثر استقراراً وأماناً وأقل خطورة وإصابات بين العمال لأنها مرحلة التشييد والتشغيل، موضحاً أن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر كان يزور مشروع السد كثيراً ويطمئن على العمال المصريين المشاركين في بناء السد بالتعاون مع الخبراء الروس، ويحاول إسعاد العمال باللقاءات معهم مباشرة وإقامة الحفلات وليالى أضواء المدينة لكبار المطربين.

بناة-السد-يتبادلون-الحديث
بناة السد يتبادلون الحديث

وأشار إلى أن بناة السد كانوا يعرضون حياتهم للخطر يومياً في سبيل نجاح هذا المشروع القومى الذى يمثل "شرف مصر" بعد أن رفضت القوى العظمى مساعدة مصر في بناء هذا الصرح التنموى، لدرجة أن المصاب منهم كان يغرق في دمائه ويصر على استكمال العمل حتى لا يضيع وقت أو يدخر جهداً لإنهاء وإتمام هذا المشروع، وكان العمل خلية نحل من حوله منهم عمال اللحام والتقطيع والحمالين والفنيين والميكانيكية وهناك الأجانب الروس الذين ساهموا في المشروع أيضاً.

وأكمل ممرض السد، حديثه قائلاً: كنا نعمل بـ20 جنيهاً فقط في الشهر، وكان العاملون يساعدون بعضهم البعض على المعيشة والمأكل، ومنحت الدولة وقتها العاملين وحدات سكنية بالمجان، وعلق قائلاً: "سترتنا وسترت أولادنا وقدرنا نربيهم فيها ونكبرهم ونعلمهم ونتمنى من الهيئة تملكها لنا بعد هذه السنوات الطويلة من المعيشة فيها حتى ولو بالمقابل المادى".

جداريات-بمنطقة-السد-العالى
جداريات بمنطقة السد العالى
 
 
 
 
صحفى-اليوم-السابع-مع-مسعف-السد
صحفى اليوم السابع مع مسعف السد

 

صورة-نادرة-لبعض-بناة-السد
صورة نادرة لبعض بناة السد

 

مسعف-السد-العالى
مسعف السد العالى

 

مسعف-السد-فى-محل-إقامته
مسعف السد فى محل إقامته

 

وسام-استحقاق-من-عبدالناصر
وسام استحقاق من عبدالناصر

 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ألافيس ضد الريال.. الملكي يتقدم في الشوط الأول عن طريق مبابي

تعرف على آخر تفاصيل عرض الأهلى لضم حامد حمدان

تقرير مغربى: بلعمرى فى الأهلى مقابل 500 ألف دولار

صور نادرة لـ إيمان شقيقة الزعيم عادل إمام وأرملة الراحل مصطفى متولى

وكالة الفضاء المصرية تُعلن نجاح إطلاق وتشغيل القمر الصناعي المصرى SPNEX


7 معلومات عن شقيقة عادل إمام أرملة مصطفى متولى

نقابة الصحفيين تطالب بعدم تصوير جنازة أو عزاء شقيقة عادل إمام احتراما لرغبة الأسرة

ترامب يشيد بالبطل الأسترالي أحمد الأحمد: أنقذ أرواحا كثيرة في هجوم سيدني

وفاة شقيقة الزعيم عادل إمام أرملة الراحل مصطفى متولى

حسن شحاتة يقضى فترة النقاهة داخل المستشفى


تحذير عاجل.. نوة الفيضة الصغرى تضرب الإسكندرية غدا والأمواج ترتفع 3 أمتار

أحمد الأحمد المسلم بطل اليوم في أستراليا بعد تصديه للهجوم الإرهابى.. فيديو

نتيجة كلية الشرطة كاملة لعام 2025/ 2026 ثانوية عامة ومتخصصين.. فيديو

ضبط المتهمين بإشعال النيران فى شخص أمام زوجته وإصابته بحروق خطيرة.. صور

الطقس غدا.. انخفاض بالحرارة وأمطار وشبورة والصغري بالقاهرة 13 درجة

الرغبة تحسم انتقال آية النادي لتدعيم صفوف طائرة الأهلي

نتيجة كلية الشرطة 2026 كاملة لجميع التخصصات.. بالأرقام

سعد الصغير ينتقد غياب المطربين عن عزاء أحمد صلاح: مهنتنا مناظر أمام الكاميرات

5 آلاف إثيوبي ملزمون بمغادرة أمريكا خلال 60 يوما.. ما السبب؟

موعد مباراة منتخب مصر ونيجيريا الودية فى البروفة الأخيرة لأمم أفريقيا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى