أخلاقنا الجميلة.. شباب فى الدقهلية يحولون مقلب قمامة لحديقة عامة

أقبل عدد من الشباب فى إحدى مدن محافظة الدقهلية على تطبيق مبادرة "أخلاقنا الجميلة" والتى أطلقها موقع وتليفزيون "اليوم السابع" منذ فترة، والتى تعتمد على إظهار أخلاق المصريين والتى من شأنها التأثير فى حياة الأفراد والمجتمع، والتذكير وإبراز أخلاق وأصول المصريين.

وبدأ عدد من الشباب داخل مدينة منية النصر التابعة لمحافظة الدقهلية تحويل مكان كبير وحيوى فى وسط المدينة، حيث يقع بجوار كلية التربية النوعية التابعة لجامعة المنصورة والتى تقع فى وسط المدينة، وقام الشباب بتحويل مكان يسبب تلوث بصرى وأمراض، إلى مكان جمالى رائع يجذب الانتباه، ومن أفضل الأماكن فى المدينة، حيث اتجهوا للتفكير فى حل جذرى لإنهاء مشكلة مؤرقة لسكان المنطقة منذ سنوات سابقة، وهى تجميع القمامة بكميات كبيرة فى المنطقة، وعدم وجود حلول للقضاء عليها وتراكمها بكميات كبيرة تسبب أمراض وروائح كريهة وتلوث بصرى للجميع.

بدأت الفكرة بالحديث عن كيفية القضاء على هذه المشكلة المؤرقة لسكان المنطقة، والتفكير فى حل جذرى وغير تقليدى، يمكنهم من القضاء على هذه المشكلة نهائيا، حيث بدأ أحد سكان المنطقة فى التفكير مع أحد الشباب المتواجدين والذى يمتلك مكتبة، عن كيفية القضاء نهائيا على هذه المشكلة التى ترهق الجميع، حيث تواجد القمامة فى مكان حيوى يتردد عليه الكثير من خارج المنطقة ومن طلاب وطالبات كليه التربية النوعية والتى تقع فى نفس المكان.

وقال "أحمد الحديدى" مالك المكتبة، المشكلة كانت كبيرة والبعض كان يفكر فى إشعال النيران فى القمامة بسبب كمياتها الكبيرة وعدم مقدرتنا على رفع هذه الكميات يوميا، وكانت المنطقة مليئة بالدخان الكثيف نتيجة إشعال النيران فى القمامة، ما يسبب أضرارا صحية ويعوق الرؤية على الطريق فى ساعات الليل، وعند حديث أحد سكان المنطقة وهو مدرس ومن سكان المنطقة والتحاور والنقاش معى توصلنا واجتمعنا على فكرة واحدة وهى القضاء نهائيا على تلك المشكلة وتحويل المكان إلى مكان جمالى يجبر جميع المترددين للحفاظ عليه، وتوصل الشابان للفكرة النهائية للقضاء على المشكلة.

بدأنا فى العمل ورسم مخطط تخيلى للمكان كحديقة صغيرة، وبالفعل رفعنا القمامة والنفايات المتواجدة، ومن ثم تسوية الأرض وتمهيدها، بعدها استقدام كمية من الطمى "التربة القابلة للزراعة" ووضعها بالمكان، ثم إحاطة المكان بسور خشبى، ومن ثم البدء فى إحاطة السور من الداخل بأنواع مختلفه من النباتات لتكوين سور داخلى للمكان.

وتفرغ أحد الشباب من أصحاب الفكرة وهو مالك المكتبة الموجودة فى المنطقة، للاهتمام بالحديقة وتقليم أشجارها باستمرار، ومتابعة رى الأشجار الموجودة بالحديقة وتنظيفها، مخصصا بعض من وقتة يوميا لهذه الحديقة التي تعد المتنفس الحقيقى والرئيسى لسكان المنطقة، بعد أن كانت مكان غير آدمى يسبب مشاكل فى السابق لسكان ومرتادى المنطقة.

واستمر الاهتمام بالحديقة وتطويرها حتى وصل الأمر إلى زراعة أنواع مختلفة، وزراعة أشجار من الفواكهة مثل الجوافة والتوت، وبعض أنواع الخضار مثل الجرجير والنعناع، والجميل فى الآمر أن هذه الزراعات المختلفة متاحة للجميع، وتجد إن الحديقة مفتوحة أمام الجميع طوال الوقت فى كل ما بها من خيرات.

وقال الأستاذ "سيد نمير" ويعمل مدرسا وهو أحد الشباب أصحاب الفكرة ومن سكان المنطقة، إن تحويل المكان من مقلب قمامة يتجمع به النفايات إلى حديقة عامة تخدم سكان المنطقة وتعد المتنفس لهم أمر رائع، وأن كل ما تم من مجهود لا يساوى شيئا أمام وجودك فى مكان نظيف يمكنك من استنشاق هواء نقى ويكون أمامك مظهر جمالى وحضارى يساعد على الرؤية البصرية السليمة للجميع، داعيا الجميع لتطبيق ما حدث فى كل منطقة سواء أمام منازلهم أو مصالحهم حتى ننعم ببيئة صحية سليمة، مؤكدا "بلدنا جميلة" وربنا أنعم علينا بنعم كثيرة لابد من استغلالها والحفاظ عليها.

احمد الحديدي أحد شباب مبادرة اخلاقنا الجميلة والمساهم في تحويل المكان لحديقه

إستخدام ثلاجة المياة الخاصة بالحديقة من رواد الطريق

أشجار مختلفه وحديقة عامة بديل لمكان النفايات

الحديقة من الخارج وتظهر بالصوره ثلاجة المياة

زراعات مختلقه داخل الحديقة

زراعات وأشجار متنوعه داخل الحديقه التي أقامها الشباب في الدقهلية

شجرة فاكهة التوت الموجودة داخل الحديقة

صاحب المبادرة وأحد سكان المنطقة

مكان الثلاجة من الخارج التي اقامها الشباب بالجهود الذاتية

منظر الحديقة من الخارج