المدفع .. أو طريقة التفكير العلمي

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
أشاهد مؤخرا حلقات تليفزيونية على إحدى المنصات تتحدث عن السلطان العثماني محمد الفاتح وسقوط القسطنطينية، وكيف أن "المدفع" كان هو صاحب الصوت الأعلى فى سقوط المدينة الحصينة التي حاول 23 جيشا قبل محمد الفاتح أن يسقطوها لكنهم فشلوا بسبب قوة أسوارها وحسن تحصنها، وقد ذكرتني هذه الحلقات بفعالية ثقافية شهدتها منذ سنوات، ففى إحدى المناقشات العلمية، التى شهدتها سنة 2018، وكانت عن فن الاعتذار فى الأدب الأندلسى، وهي رسالة دكتوراه فى جامعة عين شمس، مقدمة من الباحث أحمد عبد القوى، وقد أشرف عليها الدكتور محمد زكريا عنانى، والدكتور محمد يونس عبد العال، وشارك فى مناقشتها  الأستاذ الدكتور سليمان العطار، والدكتور أشرف نجا، وقد كانت مناقشة الدكتور سليمان العطار، بمثابة محاضرة عظيمة فى واقعنا العربى والإسلامى تستحق التوقف عندها.
 
 تحدث الناقد والمترجم الكبير المرحوم سليمان العطار، عليه رحمة الله، عن تاريخ الأندلس وتوقف عند سنة 1492 الشهيرة، وقال إن الأندلس سقطت فى هذا العام، وذلك بعدما سقطت مملكة غرناطة التى ظلت تقاوم سنوات طويلة، أما عن كيفية سقوطها، فيقول إنه ذات مرة وجد كتابًا صغيرًا يباع فى إسبانيا وسط الكتب القديمة بعنوان "مملكة غرناطة"، وعرف منه أن الدولة الإسلامية سقطت بسبب استخدام المدفع ضدها.
 
 لم يتخيل المسلمون المتحصنون خلف أسوار المدينة أنه يمكن للعدو أن يصيبهم عن بعد بهذه الطريقة، وأن يقتل عددًا منهم مرة واحدة دون سيف أو رمح أو حتى سهم، ولم يتخيلوا أن يهدم سورًا دون أن يروا منجنيق أو خلافه ولم يستوعبوا الصوت الذى انفجر فى السماء، فسقطوا.
 
 قال سليمان العطار، إن أحد علماء المسلمين استطاع أن يعرف سر صناعة المدفع، وألف كتابًا فى ذلك سماه «ناصر الدين على القوم الكافرين»، وطاف به على كل ملوك المسلمين كى يتبنوا الفكرة  ويصنعوا مثله لكنهم لم يفعلوا ذلك، ومن يومها انطلق الغرب مستعمرًا ومسيطرًا، بينما تحول العرب والمسلمون إلى ضحية كبرى.
 
لقد غير المدفع استراتيجيات التفكير فى العالم، وضع مفهومًا جديدًا للقوة، مفهومًا قائمًا على العلم وليس العدد، أى أنه قدم تفسيرًا مختلفًا للشجاعة، التى كانت من قبل تعنى شخصًا ضد شخص، وتحمل معنى المبارزة، لكن الأساليب الجديدة فى الحرب كانت تفيد بأن الرب يسعى بقوة للنهوض من سباته بينما كان العرب والمسلمون يستعدون للنوم.
 
قرون مرت على هذه التواريخ، تطورت الحروب وتغيرت سبل الحياة، وقامت حروب وثورات وأنظمة حكم، وسقطت دول ونشأت أخرى، وتغيرت موازين القوة أكثر من مرة، لكن طرق التفكير العلمية لم تأخذ فى مجتمعنا العربى المكانة التى تليق بها، مع أنه لم يعد الأمر رفاهية مثلما يظن البعض ويعتقدون أنها أسس لاستمرار الحياة ليس إلا.
 
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

لقاء الخميسي تحتفل بالعرض الخاص للفيلم العالمي المدبلج للمصرية Grand Prix of Europe

أخطر 5 اعترافات لقاتلة أسرة دير مواس: "مشيت فى جنازتهم علشان أبعد الشبهة"

الجريدة الرسمية تنشر قرارًا جمهوريًا بتعيينات في المحاكم الابتدائية.. بالأسماء

اعترافات صادمة لقاتلة أسرة دلجا بدير مواس: وضعت لهم السم والسبب ضرتي

ريبيرو يستبعد 9 لاعبين من قائمة الأهلى لمواجهة غزل المحلة بالدوري


زوجة الأب سممت الجميع.. الداخلية تكشف سبب وفاة أسرة دلجا بديرمواس

جيش الاحتلال: نتنياهو وكاتس وزامير أشرفوا على هجوم صنعاء من مقر سلاح الجو

إيرادات فيلم الشاطر تقترب من الـ 90 مليون جنيه في شباك التذاكر المصرية

تنسيق المرحلة الثالثة .. إتاحة تسجيل الرغبات الثلاثاء 26 أغسطس

والد طالبة تعديل الرغبات يتنازل عن المحضر ضد المتسببة.. ويؤكد: كان يهمنى مستقبل بنتى


وفاة مساعد مخرج مسلسل "إميلي في باريس" أثناء التصوير في فينيسيا

الأرصاد تزف بشرى للمواطنين وتكشف عن موعد انخفاض درجات الحرارة

المنتخب يدرس استبعاد ثنائى الأهلي إمام عاشور ومروان عطية من معسكر سبتمبر

تزايد عدم الرضا عن ترامب فى الولاية الثانية.. استطلاع: 56% يعترضون على أدائه

غدًا.. بدء تصويت المصريين بالخارج في جولة الإعادة بانتخابات مجلس الشيوخ

العثور على جثة طافية جديدة ليرتفع عدد ضحايا غرق شاطئ أبو تلات لـ7 وفيات

أحمد حمدي سليم 100% وجاهز للمشاركة مع الزمالك منذ بداية الموسم

زوجان يتخليان عن ابنهما في المطار لانتهاء صلاحية جواز سفره.. والشرطة تتدخل

إصابة شخصين إثر حادث انقلاب سيارة فى الصف

زلزال بقوة 4.1 درجة بمقياس ريختر يضرب ولاية "جوهر" الماليزية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى