سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 19يناير 1873.. أفراح أنجال الخديو إسماعيل فى يومها الخامس.. وشوارع القاهرة المهمة تتزين وعروس الأمير توفيق تتوجه إلى القصر العالى

الخديوى اسماعيل
الخديوى اسماعيل
أمر الخديو إسماعيل بأن تزين شوارع القاهرة المهمة بالتحف والفوانيس المختلفة الألوان، وفى نهايتها أقواس نصر مختلفة الأنوار وفى أعاليها طرقات رصعت بالشموع، وذلك احتفالا بزواج أبنائه الأمراء الثلاثة، توفيق، وحسين، وحسن، من الأميرات، أمينة خاتم بنت إلهامى باشا بن عباس الأول، والأميرة عين الحياة بنت الأمير أحمد باشا إبراهيم، والأميرة خديجة بنت الأمير محمد على الصغير بن محمد على باشا الكبير، وزواج أختهم الأميرة فاطمة من الأمير طوسون بن محمد سعيد، حسبما يذكر «إلياس الأيوبى» فى كتابه «تاريخ مصر فى عهد الخديو إسماعيل».
 
أقيمت الاحتفالات ابتداء من 15 يناير 1873، ودامت أربعين يوما متتالية موزعة على عشرة أيام لكل واحد من الأربعة، ويقدم «الأيوبى» وصفا تفصيليا عن حالة البذخ التى سادت خلال هذه الأيام، واشتهرت تاريخيا باسم «أفراح الأنجال»، كما يذكر أحمد شفيق باشا فى الجزء الأول من مذكراته «مذكراتى فى نصف قرن»، جانبا مما رآه فيها حيث كان تلميذا وقتها، وأصبح فيما بعد فى معية الخديو توفيق، ثم تولى رئاسة ديوان الخديو عباس الثانى.
 
يصف «الأيوبى» حالة الشوارع قائلا: «تلألأت الشوارع المؤدية إلى القصر العالى مقر والدة إسماعيل وإلى سراى الجزيرة مقر حفلات إسماعيل المفضل، وسراى القبة مقر ولى العهد، وأقيمت فى أهم الميادين جوقات موسيقية أهمها تخت عبده الحامولى، ونصبت فى كل جانب المسارح المرتجلة ليمثل عليها غواة الفن، فيحضر من شاء تمثيلها مجانا، ويعود إلى منزله مرتاحا مبتهجا، ومُدت الحبال فى الساحات العمومية ليلعب عليها البهلوانيون أيضا ألعابهم المدهشة، ورتبت الصواريخ بتفنن غريب فى تلك الجهة وأخذوا يشعلون كل ليلة جانبا منها، فتدوى طلقاتها فى آفاق العاصمة كلها لساعات متوالية، ناشرة فيها الأفراح القائمة، وداعية الأهالى إلى الاشتراك فيها».
 
وحسب «شفيق» فإن هذه الأفراح ابتدأت بحفلة العقد «كتب الكتاب» التى دعى إليها العلماء والنظار وكبار الأعيان فى سلاملك القصر العالى، وكان يرأس الحفلة خليل أغا، الذى كان محل إجلال الجميع، حتى كانوا يقبلون يده عند المقابلة لنفوذه الكبير عند إسماعيل ووالدته، وكلمته فى الدوائر الحكومية، وبذلك أصبح من ذوى الثروات الضخمة. يضيف «شفيق»: «ابتدأت الحفلة بقراءة القرآن الكريم، ولما تم اجتماع المدعوين دخل الشهود إلى داخل الحريم يتقدمهم الأغوات، حتى إذا وصلوا إلى باب العروس المسدول عليه الستار، سألوا العروس التى كانت بالداخل محاطة بقريباتها وصاحباتها: هل تقبلين أن يكون فلان زوجك؟، على أن يعقبه سكون تام، فيعاد السؤال ثانيا وثالثا إلى أن تجيب العروس بالقبول، فينصرف الشهود إلى السلاملك، ويمضى العقد، وتقدم الشربات فى أقداح من الذهب وتوزع الشيلان على المدعوين».
 
يذكر «شفيق» أنه فى يوم الأحد، 19 يناير، مثل هذا اليوم، 1873 توجهت عروس توفيق باشا التى كانت تقيم فى سراى الحلمية مع والدتها منذ عقد العقد إلى القصر العالى لتقضى فيه حتى الخميس ولتشاهد الحفلات التى تقام فيه بهذه المناسبة، ولتزف بعدها إلى سراى زوجها، ويذكر الأيوبى الحالة فى هذا اليوم، قائلا: «فى التاسع عشر من يناير بدأت أعياد القصر العالى، فنصبت حول الساحة الممتدة أمامه السرادقات، وعليها أسماء أصحابها، وبيان الغرض المعد كل منها لأجله، وفرشت بالطنافس العجمية الفاخرة، وأقبل أرباب اليازرجة يقيمون ألعابهم اللطيفة وسط تلك الساحة الواسعة، ومن ضمنهم بهلوان كان يصعد حبله بخروف ويجزه فوقه، ثم تفرق لحومه على الفقراء، ورُتب مقصفان للعموم، أحدهما على النمط الغربى، وما فتئ مزدحما بقاصديه، الراغبين على الأخص فى أنبذته العتيقة الجيدة».    
 
يضيف الأيوبى، أن المقصف الثانى كان على النمط الشرقى، وما فتئ هادئا بالمقبلين عليه، وأقيمت صوواين خاصة للقناصل وغيرها للتجار، وأخرى للعلماء، وسرداق لمحافظ العاصمة، علاوة على الصواوين التى أقامها الأعيان على نفقتهم لأنفسهم، ليتمتعوا بمشاهدة الأعياد، وكنت تراهم جالسين فيها يدخلون شبكاتهم والصواوين العمومية المتخذة قهوات للرقص والغناء.
 
يتحدث الأيوبى عن حالة الرقص والغناء، ونعرف منه أشهر راقصتين وقتئذ وهما «صفية» و«عائشة الطويلة»، يقول: «الرقص والغناء لم يكونا قاصرين على الخارج، بل ما كان منهما فى داخل القصر وفى سر دور الحريم كان أهم وأشهى منظر، هناك كنت ترى أشهر الراقصات مزاحمات صفية وعائشة الطويلة، وغيرهما من ربات الفن السابقات على الإبداع فيه، هناك كنت تسمع «ألمظ» التى كانت إذا غنت أخذت بمجامع القلوب، واستولت على الأسماع برنين صوتها الرخيم، وتوقيع أناشيدها الفتانة، هناك كنت تنظر مشاهير البهلوانية من الإنجليز يأتون من صنوف الألعاب ما يخلب العقول ويدهش الألباب، وأساتذة الكار يأتون من الملاعيب ما يحير الأبالسة أنفسهم وذلك لبهجة ساكنات تلك الدور»   
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

القبض على سيدة بتهمة قتل زوجها بمساعدة عاطل فى كفر الشيخ

تشكيل منتخب الولايات المتحدة ضد المكسيك فى نهائى الكأس الذهبية

أحمد أبو مسلم: اللاعب المصرى طماع.. ومصطفى محمد قريب من الأهلى بنسبة 80%

تعرف على الأطعمة المفضلة لدى براد بيت فى تصوير أفلامه

جيش الاحتلال: استهدفنا موانئ الحديدة ورأس عيسى والصليف ومحطة كهرباء مركزية


عمرو أبو العز: اعتذرت عن منصب في قطاع الناشئين.. والزمالك بحاجة لوجوه جديدة

ترامب: قريبون جدا من صفقة بشأن غزة واتفاق دائم مع إيران

أحمد حمودة: حسام عبد المجيد لم يقدم شيئا للزمالك وتجديد عبد الله الصفقة الأفضل

سيف زاهر: الأهلى لديه عروض لـ3 لاعبين بمبالغ تتخطى المليار جنيه وإمام هيجدد

محطات مهمة فى مشوار غادة عبد الرازق الفنى


الاتحاد السكندرى يترقب رد الأهلى على طلب استعارة عبد الله ضمن صفقة مروان عطية

عبد الناصر محمد: أعمل بكامل طاقتى مع الزمالك ولا أعلم مغزى تصريحات رئيس إنبى

بدء عزاء المطرب الشعبى أحمد عامر بمسجد الحامدية الشاذلية.. صور

بسبب امسحوه لما أموت.. فيلم عليا الطرب بالتلاتة يتصدر الترند بعد 18 عاما

أحمد السقا ضيف برنامج كلام كبير مع مها الصغير على قناة ON E.. فيديو

ميركاتو الأهلى..7 راحلين و8 صفقات جديدة والقوس لا يزال مفتوحا

الحبس سنتين لثلاثة متهمين في قضية الاستيلاء على أموال نقابة الصحفيين

لأول مرة.. حديقة أمريكية تزرع أكبر ناب معدنى فى العالم لـ دب بنى "صور"

مفاجآت الميركاتو الصيفي.. عودة العلاقات بين الأهلي والمصري رسميا فى صفقة عمر الساعي.. محمد شريف يعود إلى القلعة الحمراء بعد اقترابه من البيت الأبيض.. ووسام أبو علي ودغموم يشاغلان الجماهير عبر السوشيال ميديا

"صلاح – ماني - فيرمينو" ضمن أفضل 10 ثلاثيات هجومية فى القرن الـ 21

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى