"كوكب بديل" وخطط لسياحة الفضاء.."اليوم السابع" داخل منظمة أبحاث الفضاء الهندية.. مسئول: نجرى دراسات على "الزهرة" لإيواء البشر حال دمار الأرض.. نطور عمل الأقمار الصناعية للتنبؤ بالكوارث.. ونتعاون مع مصر منذ 2008

طموحات حدودها الغلاف الجوي.. هذه هي الأجواء داخل منظمة أبحاث الفضاء الهندية، حيث تجري الدراسات علي قدم وساق في مدينة بنجالور عاصمة ولاية كارناتاكا الهندية، ويسابق نخبة من العلماء والمختصين الزمن لمواكبة الكبار في مجال ربما يكون ساحة صراعات النفوذ بين مختلف دول العالم في المستقبل القريب. 

 

 

ضمن عدد محدود من الصحفيين كان اليوم السابع علي موعد مع الدكتور جور يسانكار مدير التعاون الدولي في وكالة الفضاء الهندية ، والذي تطرق إلى أحلام البحث عن "كوكب بديل" للأرض ، ومستقبل سياحة الفضاء ، مستهلًا حديثه عن علاقات الجانبين المصري والهندي في مجال الفضاء ، مشيراً إلى أن التعاون ممتد علي صعيد تبادل الخبرات والاشتراك في الأبحاث والدراسات منذ عام 2008 حيث تم توقيع مذكرة تفاهم بين القاهرة ونيوديلهي.

 

 

وخلال حديثه، تطرق جور يسانكار، إلي وجود توجهات هندية حالية نحو سياحه الفضاء لأنها المستقبل ، مشيرا إلي أن سياحه الفضاء بدأت فعليا عام 2001، وبلغ عدد السائحين خلال ثمانية سنوات وحتى عام 2009، ثمانية اشخاص، بتكلفة سفر باهظة للفرد قدرت بنحو 20 مليون دولار، ثم ارتفعت خلال السنوات الثمانية التالية لتصل إلى نحو 55 مليون دولار للفرد، وكانت مدة الرحلات السياحية الفضائية لا تتعدى اربعة عشر يوما وتهدف إلى وجهتي وصول، وهما: محطة الفضاء الدولية ، والمدار الارضي ، وحاليا تقود عدة شركات عالمية الاستثمارات في اقتصاد الفضاء من خلال تنظيم رحلات سياحية للفضاء، وذلك للاستفادة من تقنيات الإنترنت الفضائي. 

 

 

وتحدث جوريسنكار، عن ارسال مركبة مدارية في مهمة الي كوكب الزهرة، وسيكون به رادار عالي الدقة بفتحة اصطناعية ورادار مخترق للأرض، لدراسة النشاط الجيولوجي والبركاني لكوكب الزهرة ، وحركات السطح ، والغاز ، والوشاح العلوي ، وغيرها من السمات الكوكبية، واجراء الابحاث اللازمة لإرسال البشر إلي كوكب الزهرة اذا تم تدمير الأرض، وذلك لقربه من الارض والاقرب شبها منها.

 

واكد جوريسنكار أهمية التعاون مع دول الجنوب، مشيرا إلي دور أبحاث الفضاء في دعم اوجه التنمية بها وأيضا قطاعات الاتصالات والنقل والموارد الطبيعية والمواد الاولية، موضحا أن الوكالة تعرض تقاريرها علي رئيس الوزراء الهندي مباشرة، كما ترتبط بروابط تعاون وبناء قدرات وتبادل خبرات مع دول  مختلفة.

 

 

وقال في تصريحاته إن الوكالة الهندية تتعاون مع 61 دولة  في العالم منها الولايات المتحدة وفرنسا واليابان والمانيا وروسيا والسويد ومصر وفرنسا ، للمساعدة في بناء اقمار صناعيه لدول عديدة، وكذلك اطلاق أقمار صناعية لمراقبة الأرض، تعمل علي التنبؤ بالمخاطر والكوارث وجمع معلومات عن التغييرات المناخية والطبيعة، والتنبؤ بالطقس بالإضافة إلي أبحاث في مجال المناخ والزراعة وكشف أماكن الصيد المتوقعة وكذلك أبحاث في الطاقة المتجددة مشيرا لي أن نحو 70% من توقعاتهم  تكون صحيحة بشكل يساعد في التنمية وتحسين أسلوب حياة البشر وفهم أكتر لكوكب الارض .

 

وقال جوريسنكار إن حكومة الهند أنشأت إدارة الفضاء في عام 1972 لتعزيز تطوير وتطبيق علوم وتكنولوجيا الفضاء لتحقيق فوائد اجتماعية واقتصادية، مؤكدا أن المنظمة الهندية لأبحاث الفضاء (ISRO) هي الوكالة الرئيسية التابعة لوزارة الفضاء لتنفيذ البرامج الفضائية، وخلال السبعينيات، أجرت الهند عرضا توضيحيا للتطبيقات الفضائية للاتصالات والبث والاستشعار عن بعد؛  لتنشئ أنشأت الهند حاليا أنظمة فضائية تشكل عنصرا هاما في البنية التحتية الوطنية.

 

وأكد جوريسنكار علي ان الهند أرسلت بنجاح مركبتها الفضائية تشاندرايان-1 إلى القمر فى نوفمبر 2008، وأصبحت رابع دولة فردية ترسل مسبارا إلى سطح القمر، كما جرت بعثة الفضاء المائة للهند في سبتمبر 2012 حيث نجحت مركبة إطلاق الأقمار الصناعية القطبية العمود الفقري في البلاد (PSLV) في وضع سبوت-6 الفرنسية والساتيليت برويتريس اليابانية في المدارات المطلوبة، وفي سبتمبر 2014، نجحت الهند في وضع مركبة فضائية بدون طيار في مدار حول كوكب المريخ، كما تم الإعلان عن  مهمة رحلات الفضاء البشرية في الهند في 15 أغسطس 2018، وتم إطلاق تشاندرايان-2، ثاني مهمة للهند إلى القمر، في 22 يوليو 2019 ودخل المدار القمري في 20 أغسطس 2019.

 

وأشار مدير التعاون الدولي لوكالة الفضاء الهندية، إلي أن الوكالة  وقعت 275 مذكرة تفاهم واتفاقيات للتعاون مع الدول الاخري، كما قدمت فرص تدريبية الي 109 دولة، مشيرا إلي  وجود 3200 شخص مسئول يعمل بالوكالة الهندية، والتي تصل ميزانيتها السنوية 1.6مليار دولار، وقوة العمل بها 17 الف فرد ،ولديها 21 مركز في مختلف أنحاء الهند.

 

واوضح  جوريسنكار، ان البرنامج الهندي للفضاء قد بدأ عام 1960، وتم تطوير البنية الاساسية ودعم القدرات وزيادة ميزانية وكالة الفضاء الهندية  علي مدار الـ 60 عام الماضية، وأجرت  116 عملية اطلاق لأقمار صناعية ونفذت عملية 19 مراقبة للأرض و8  لملاحة الاقمار و 3 في مجال علوم الاقمار الصناعية.