السفير المصرى لدى نيودلهى لـ"اليوم السابع": 200 مليار دولار قيمة صادرات الهند العابرة من قناة السويس.. زيارة الرئيس السيسى صفحة جديدة فى شراكة التنمية.. واستثمارات متنوعة بين البلدين آخرها الهيدروجين الأخضر

 

 

وتحدث السفير، عن قوة العلاقات الهندية المصرية والتى لا تتمثل فقط فى الـ75 عاما وإنما تعود إلى العهد الفرعونى، بالإضافة إلى كونهما من أقدم الحضارات فى العالم، فقد كانت هناك اتصالات وثيقة لعدة قرون بين البلدين، وتشير مراسيم الإمبراطور أشوكا فى الهند إلى علاقاته مع مصر فى عهد بطليموس الثانى، وفى العصر الحديث، آمن المهاتما غاندى وسعد زغلول بأهداف مشتركة بشأن استقلال بلديهما، وقد أدى وجود صداقة وثيقة بشكل استثنائى بين الرئيس ناصر ورئيس الوزراء جواهر لال نهرو، إلى إبرام معاهدة صداقة بين البلدين فى عام 1955 وتأسيس حركة عدم الانحياز، كما أن جواهر لال نهرو فى كتاباته لابنته بالسجن، والتى نشرها فى كتابه لمحات من تاريخ العالم، يتحدث عن الحضارة المصرية والكفاح ضد الاستعمار فى مصر بشكل يظهر فهمه طبيعة الشعب المصرى، أكثر مما يكتب الغرب عن تاريخنا، مشيرا إلى وجود تشابه بين الشعبين فى الثقافة وغيرها بما يؤكد ضرورة التواصل المستمر.

 

 

وقال السفير، إن أمن المحيط الهندى يبدأ من البحر الأحمر وأمن قناة السويس جزء من أمن البحر الأحمر، وبالتالى هناك ترابط أمنى بين البلدين، حيث تصل صادرات الهند التى تمر من قناة السويس إلى الاتحاد الأوروبى إلى 200 مليار دولار، موضحا أن ممر قناة السويس بالنسبة للهند ليست فقط ممرا اقتصاديا وإنما أيضا فرصة للوصول بتجارتها إلى الاتحاد الأوروبى معفاة من الجمارك، وكذلك المنطقة العربية وأفريقيا.

 

وأكد سفير مصر بالهند، أن هناك المزيد من اتفاقيات التعاون الاستراتيجى المشترك بين مصر والهند، من المنتظر توقيعها، كان قد تم التفاوض عليها من قبل فى مجالات تكنولوجيا المعلومات، وتنمية الصادرات، والزراعة، والصناعة والثقافة، والاستثمار، والبيئة، وقطاعات الطاقة الجديدة والمتجددة، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

 

ولفت السفير وائل حامد، إلى بدء محادثات هندية مصرية حول الاستثمار فى الهيدروجين الأخضر اعتبارا من ديسمبر 2021، على هامش مؤتمر كوب 27 بشرم الشيخ، وتم توقيع اتفاقية بقيمة 8 مليارات دولار، مشيرا إلى أن المحادثات المكثفة مستمرة مع الشركتين الأخرى، ليصل إجمالى الاتفاق بالنهاية إلى نحو 20 مليار دولار.

 

وتحدث السفير وائل حامد، عن إمكانيات الهند فى مجال صناعة الأدوية، واصفا إياها بـ«صيدلية العالم»، مشيرا إلى اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسى بالجوانب الصحية، وإبداء رغبته فى التعاون مع الهند فى هذا المجال الذى أثبتت ريادتها فيه، خلال جائحة كوفيد 19 وتقديم 2 مليار جرعة تطعيم بتجارب ناجحة، مشيرا إلى وجود مباحثات مستمرة للتعان مع الهند فى هذا المجال ليس فقط فى مجال التجارة وإنما فى مجال الصناعة أيضا.

 

وأكد السفير المصرى بنيودلهى، على وجود تقدير متبادل ومتشابه بين الدولتين، خاصة أن الرئيس عبدالفتاح السيسى ورئيس وزراء الهند ناريندرا مودى، توليا مسئوليتهما أمام بلادهما عام 2014، بنفس الأولويات والاهتمامات المتمثلة فى النهضة الداخلية وتحديث المجتمع، ووضع مصر والهند فى المكان الذى تستحقه الدولتان، والتوجهات متشابهة نتيجة تشابه التحديات، مشيرا إلى ظهور هذا التقارب فى عدة لقاءات حيث زار الرئيس السيسى الهند فى القمة الثالثة لمنتدى الهند أفريقيا 2015، وفى 2016 كانت هناك زيارة ثنائية، بالإضافة إلى لقاءات ثنائية على هامش اجتماعات دولية، بالإضافة إلى محادثات هاتفية مستمرة توكد التقدير المتبادل.

 

وأشاد السفير وائل حامد، بمساندة البلدين بعضهما فى الأزمات، خاصة فى جائحة كوفيد - 19، حيث قدمت مصر مساعدات طبية تصل إلى 30 طنا، كما أعلنت الهند استعدادها لنقل تجاربها فيما يتعلق بالتطعيم..

 

وأشار السفير المصرى بالهند وائل حامد، إلى أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى، كضيف شرف على دولة الهند فى احتفالات عيد الجمهورية، تعكس اهتمام القيادة والإدارة السياسية الهندية بمصر، وتنمية العلاقات وتدشين لمرحله جديدة من العلاقات نتجاوز بها مرحله من التباعد التى كان ينقصها الكثير من العلاقات الاقتصادية والاجتماعية، مشيرا إلى أنه لأول مرة فى تاريخ مصر يدعى رئيس مصرى لهذا التكريم الذى يمثل أعلى شرف فى الهند، حتى لم تتم دعوة الرئيس جمال عبدالناصر إلى يوم الجمهورية الهندية خلال «اليوم السعيد» للصداقة الهندية المصرية رغم قوة العلاقات فى الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى، بما يبشر ذلك بعودة العلاقات المصرية بقوة تفوق تلك الفترة، خاصة أن أبرز من كان ضيفا لهذه الاحتفالات الملكة الراحلة لبريطانيا اليزابيث الثانية، ورؤساء الاتحاد السوفيتى وروسيا ونيلسون مانديلا، وفرانسوا اولاند وغيرهم ولم يسبق سوى لثلاث دول عربيه.هذا التكريم.

 

وأوضح وائل حامد، أن علاقات الهند مع مصر شهدت خلال الفترة الأخيرة دفعة قوية بسبب تكثيف الزيارات الثنائية رفيعة المستوى وزيادة التعاون الأمنى والدفاعى، بدءًا من زيارة وزير الدفاع الهندى راجناث سينج فى سبتمبر 2022، وزيارة وزير الشؤون الخارجية الدكتور إس جايشانكار فى أكتوبر 2022 وزيارة وزير البيئة بوبندر ياداف فى نوفمبر 2022، وقد جرت خلال هذه الزيارات مناقشات موضوعية على مستويات مختلفة، كما تم التوقيع على مذكرة تفاهم مهمة حول التعاون الدفاعى خلال زيارة وزير الدفاع الهندى لمصر، ودعت الهند مصر لحضور اجتماعات مجموعة العشرين كدولة ضيفة خلال فترة رئاسة الهند للمجموعة فى 2022-2023، ومن المتوقع أن يتعاون البلدان بشكل مكثف تحت هذه المظلة.

 

كما أشار السفير إلى زيارة وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرى، عمرو طلعت، الهند، الأسبوع الماضى، وتفاعله مع كبرى شركات تكنولوجيا المعلومات فى بنغالورو، حيث تمتلك حكومة الرئيس السيسى رؤية لـ«مصر الرقمية» مثل رؤية «الهند الرقمية»، وقد ناقش الوزير الفرص مع بعض الشركات الكبرى.