سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 26 يناير 1930.. هبوط محمد صدقى أول طيار مصرى فى الإسكندرية بطائرته والجماهير تحمله على الأعناق.. وأمير الشعراء أحمد شوقى وآخرون يمدحونه بقصائد

محمد صدقى أول طيار مصرى
محمد صدقى أول طيار مصرى
سعيد الشحات
قرر الشاب المصرى محمد صدقى، أن يقود طائرة صغيرة من برلين عاصمة ألمانيا، إلى القاهرة عاصمة مصر، فاستقبل المصريون الخبر بحماس بالغ، باعتبار أن صاحبه سيكون أول طيار مصرى، ووصل الحماس إلى درجة تشكيل اللجان لمتابعة الحدث، وجميع التبرعات للاحتفاء بالبطل، حسبما يذكر الكاتب الروائى يحى حقى، فى كتابه «صفحات من تاريخ مصر»، مشيرا إلى أن قرار «صدقى» بقيادة الطائرة الصغيرة من برلين إلى القاهرة كان فى ديسمبر 1929، مضيفا: «إذا كانت المسافة هى فركة كعب الآن، فإنها كانت مهولة فى ذلك الوقت».
 
يذكر عبدالرحمن الرافعى فى الجزء الثانى من كتابه «فى أعقاب الثورة المصرية، ثورة 1919»، أن محمد صدقى أتم دراسة فن الطيران فى ألمانيا، واعتزم العودة إلى مصر على متن طائرته، وكان شابا مملوءا إقداما وشجاعة، فما إن علم المصريون أنه اعتزم القيام بهذه الرحلة الجريئة، حتى خفقت قلوبهم إعجابا بهذا المواطن، وكانت رحلته الجوية محفوفة بالمكاره والمخاطر إذ تمت فى أشد شهور السنة بردا».
 
يرصد «حقى» حالة الترقب والفرح العام، منذ إعلان الخبر، يذكر: «تألفت فى نادى التجارة العليا، لجنة استقبال الطيار المصرى، ووجه سكرتيرها عبدالحليم محمود نداء فى الصحف يوم 11 ديسمبر 1929، جاء فيه: اليوم تفخر مصر بقادم عزيز من أبنائها يجوب متن الهواء قاصدا إلى كنانتها، أجل إنه الطيار محمد أفندى صدقى، الذى تسجل مصر ذكره الخالد فى سجل فخارها، وتسطر مجده فى أعلى منارها، لأنه أول طيار مصرى يقوم بهذه الرحلة التى تعلى سمعة مصر بأسرها، وترفع رأس الشرق بأكمله، وجدير بكم أيها المواطنون الأعزاء، أن يكون استقبالكم لهذا القادم العزيز عليكم استقبالا تشهد مصر جلاله، ويظهر الإخلاص بهجته وجماله ، إن مصر العريقة فى مجدها لهى أجدر بأن تعرف المجد لبانيه وتحفظ الفضل لذويه، إن العالم بأسره يرتقب من بعيد ومن قريب ما يظهره المصريون نحو المصرى الذى رفع فى سمع التاريخ لواءهم وأعلى فى ذرا العظمة بناءهم».
 
يؤكد «حقى» أن الحركة دبت بعد هذا النداء، ويذكر: «كتب قسم الطيران بوزارة المواصلات إلى مصلحة التلغرافات طالبا منها مخابرة البواخر التى تسير فى البحر المتوسط لمساعدة الطيار عند الحاجة ومراقبة طائرته، وكتبت إلى مصلحة الحدود ومصلحة الجمارك لتسهيل السبيل له، واقترحت بعض الصحف تكليف وزارة الخارجية لوزرائنا المفوضين وقناصلنا فى الخارج بالسعى لدى الحكومات لتقديم المساعدات والتسهيلات إلى الطيار المصرى، وتألفت لجنة من طلاب المدارس والأزهر الشريف لإقامة حفل تكريم للطيار، وتألفت لجنة فى الإسكندرية وجهت الدعوة إلى قضاة المحاكم الأهلية والمختلطة والشرعية ووكلاء النيابة، والأطباء والمهندسين والموظفين الملكيين من الدرجة الرابعة فما فوق ورجال الصحافة للمساهمة فى الترحيب بالطيار المصرى».
 
فى 14 ديسمبر 1929 بدأ «صدقى» رحلته بالطائرة، ويذكر «حقى» أن الصحف أعلنت بدء الاكتتاب فى حفلات التكريم، ووعدت بنشر أسماء المشتركين، ونشرت يوم 18 ديسمبر أسماء المتبرعين، ومنذ انطلاقه تابعت الصحف المصرية الرحلة، وسوء الأحوال الجوية التى قابلتها، ما اضطر «صدقى» إلى أن تأجيل طيرانه من مدينة أوروبية إلى أخرى، وتسبب سوء الأحوال إلى تأجيل وصوله إلى مصر، وكان متوقعا أن يكون يوم الخميس 19 ديسمبر 1929، وكان مقررا بعد وصوله أن يمكث فى القاهرة أسبوعا ثم يغادرها إلى الإسكندرية، ومنها إلى بنى غازى وتونس والجزائر وبرشلونة ومرسيليا وليون وباريس وروتردام وبرلين.
 
ظلت الصحف المصرية مشغولة يوميا بأخبار «صدقى» وظروف رحلته حتى ذكرت صحيفة «كوكب الشرق» يوم 25 يناير، بأنه سيصل إلى مطار هليوبوليس فى الساعة الثالثة من بعد ظهر 26 يناير، مثل هذا اليوم، 1930، ويؤكد «حقى»، أن «كوكب الشرق» ظهرت يوم 26 يناير 1930 وعلى صفحتها الأولى «مانشيت» كبير يعلن: «وصول أول طيار مصرى لأرض مصر – الشعب السكندرى وبهجته، الوزراء يستقبلون اليوم الطيار فى مطار هليوبوليس»، ووفقا للصحيفة فإن صدقى هبط فى الإسكندرية ولم يهبط فى «هليوبوليس».
 
فى 27 يناير 1930 نشرت الصحف خبر وصول «صدقى» وأن الناس حملوه على الأكتاف وفى أعينهم دموع الفرح، وكتب الشعراء قصائدهم تحية له، قال خليل مطران قصيدة مطلعها : «عائدا برعاية الرحمن/ النيل راض عنك والهرمان»، وكتب أمير الشعراء أحمد شوقى: «أعقاب فى عنان الجو لاح /أم سحاب فر من هوج الرياح»، وكتب عبدالغنى حسن: «تخذ السماء إلى علاه مطارا/ ورمى بأجواز الفضاء وطارا» .
 
يفسر «حقى» كل هذا الحماس فى استقبال أول طيار مصرى بأنه «لهفة متقدة فى قلوب أهل الشرق على إبطال استعلاء الغرب عليهم».
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ألفينا ومصطفى شلبي يدعمان "تشكيل الجولة" بالدوري المصري في غياب الأهلي

محمد صلاح يزين قائمة أوفياء الدوري الإنجليزي قبل مواجهة نيوكاسل

شاهد استعدادات الأهلي لمواجهة المحلة المرتقبة في الدوري.. صور

الداخلية تضبط عصابة "الثقب السوداء" للتسول بالأطفال أسفل كوبرى بالهرم.. فيديو

"سانا" : قوات الاحتلال الإسرائيلى تتوغل فى عدد من قرى القنيطرة ودرعا


حقيقة "الثقب الأسود" فى الهرم.. مصدر بـ"محافظة الجيزة" يكشف تفاصيل جديدة

إغلاق "الثقب الأسود" بالهرم بعد شكاوى مواطنين عن وجود متسولين.. صور

العمرة بدون وسيط.. تعرف على خدمات تطبيق "نسك عمرة"

زى النهارده.. الزمالك يتوج بلقب الدورى المصري للمرة الرابعة عشر فى تاريخه

الكيس تحول لخراج.. قلق جمهور أنغام على حالتها الصحية بعد التطورات الأخيرة


تعليم الجيزة: البكالوريا نظام تعليمى مجانى مثل الثانوية العامة

النصر ضد الأهلي.. جيسوس: جاهزون لحصد لقب السوبر السعودي

مواعيد مباريات اليوم.. قمة البايرن أمام لايبزيج وسان جيرمان مع أنجيه

القاهرة تدرس غلق شوارع بوسط البلد ومصر الجديدة وتخصيصها للمشاة فقط.. المحافظ: شارع إبراهيم باشا بالكوربة الأبرز وإنشاء اتحاد شاغلى الشوارع للحفاظ على العقارات التراثية.. و"الخديوية" تشهد تكرار نماذج شارع الألفى

هل يستحق المستأجر تعويض حال انتهاء المدة الانتقالية بقانون الإيجار القديم؟

محمود جهاد يستفسر عن سر استبعاده من حسابات فيريرا

ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي.. محمد صلاح يتحدى هالاند

غدًا.. انتهاء امتحانات الثانوية العامة للدور الثانى لطلبة النظام الجديد

"إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها".. موضوع خطبة الجمعة اليوم بمساجد مصر

تعرف على أبطال مسلسل House Of Guinness الجديد

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى