الرئيس السيسي خلال مؤتمر صحفى مشترك مع رئيس أذربيجان: مصر مستعدة للتعاون مع الجانب الأذرى ونقل الخبرات فى مجال البنية التحتية وقطاع التشييد والبناء.. ونرحب باستئناف تسيير رحلات الطيران بين باكو وشرم الشيخ

- تنشيط التبادل التجارى بين مصر وأذربيجان ليرتقى إلى مستوى العلاقات الثنائية

- المرحلة الراهنة تتكبد فيها الشعوب معاناة مضاعفة على الصعيد الاقتصادى.. والقوة العسكرية وحدها لم تكن أبداً كافية لتحقيق السلام الدائم والشامل

 

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، خلال المباحثات مع رئيس دولة أذربيجان "إلهام علييف" على أهمية تنشيط التبادل التجاري بين البلدين ليرتقي إلى مستوى العلاقات السياسية المشتركة، ويتسق مع ما يتمتع به البلدان من إمكانات واعدة للتصنيع والتصدير، وهو الأمر الذي سيكون محل بحث معمق من الجانبين خلال أعمال الدورة السادسة للجنة المشتركة المقرر عقدها في القاهرة العام القادم 2024.

 

وأعرب الرئيس السيسى- خلال كلمته في المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس جمهورية أذربيجان- عن سعادته بتواجده في العاصمة باكو وتشرفه بأن يكون أول رئيس لمصر يزور أذربيجان، وذلك منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين التي شهدت مرور ثلاثين عاماً على إنشائها خلال العام الماضي 2022.

 

وأعرب الرئيس السيسى، عن إعجابه الشديد بالتقدم الحضاري والعمراني للعاصمة باكو، والذي يعكس مدى الجدية والجهد الذي بذلته الحكومة والشعب الأذري الصديق لتحقيق هذه الصورة المشرفة لعاصمة متحضرة ومتطورة، معربا عن تمنياته  لأذربيجان مزيداً من التطور والرخاء.

 

وتوجه الرئيس السيسى بخالص الشكر والتقدير للرئيس "إلهام علييف"، على حسن الاستقبال وكرم الضيافة الذي لمسه منذ أن وطأت أقدامه أرض أذربيجان الصديق، حيث تم عقد المباحثات بينهما في مناخ ودي سادته روح التفاهم والتعاون، وحرص الرئيس على تأكيد اهتمام مصر باستمرار تعزيز العلاقات الثنائية وتطويرها بما يحقق نقلة نوعية في مستوى وعمق التعاون بين الجانبين، وبتوطيد أطر التعاون الثنائي وأواصر الحوار السياسي بما يحقق المصلحة المشتركة للبلدين، فضلاً عن الدفع قدماً بتعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات والاقتصادية والتجارية والثقافية ذات الاهتمام المشترك، والبناء على ما تم تدشينه من تقارب بين البلدين خلال السنوات الماضية.

 

وتابع الرئيس أنه تم استعراض تميز مصر في عدد من القطاعات الصناعية الواعدة التي تمثل أهمية كبرى للجانب الأذري والتي يمكن العمل على تنمية التعاون فيها، مثل قطاعات الصناعات الدوائية الذي تمتلك فيه مصر قدرة إنتاجية وتصديرية تنافسية، ومن ثم ضرورة إيلاء التعاون بين مصر وأذربيجان في هذا المجال اهتماماً خاصاً.

 

كما استعرض من جانبه الطفرة الكبرى التي تشهدها مصر في مجال البنية التحتية وقطاع التشييد والبناء والخبرة التي حازتها الشركات المصرية في هذه المجالات على مدار السنوات التسع الماضية، مع تأكيد استعداد مصر للتعاون مع الجانب الأذري في هذه المجالات لنقل الخبرات وتنفيذ المشروعات المشتركة في أذربيجان للمساهمة في النقلة الحضارية المتميزة التي تشهدها.

 

وقال الرئيس السيسى إنه تم خلال المباحثات أيضا استعراض الجهود التي تبذلها مصر لتذليل العقبات أمام المستثمرين الأجانب، والمشروعات القومية الكبرى الجاري تنفيذها للنهوض بالاقتصاد الوطني، خاصة المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وما توفره من مزايا للمستثمر الأجنبي ونفاذ لمنتجاته إلى عدد كبير من أسواق الدول المجاورة العربية والأفريقية عن طريق الاستفادة من اتفاقيات التجارة الحرة والتفضيلية المبرمة بين مصر وهذه الدول.

 

ورحب الرئيس ونظيره الأذري باستئناف تسيير رحلات الطيران بين باكو وشرم الشيخ، مع إمكانية النظر في تدشين خط طيران مباشر بين القاهرة وباكو، الأمر الذي من شأنه أن يساهم في تعزيز التعاون والتبادل السياحي والثقافي والاقتصادي بين البلدين.

 

كما تم التطرق أيضاً خلال مباحثاته مع الرئيس إلهام علييف إلى عدد من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، سواء في منطقة الشرق الأوسط أو جنوب القوقاز، حيث تم تأكيد أهمية الحوار والتفاوض وتغليب صوت العقل والحكمة، أخذاً في الاعتبار أن القوة العسكرية وحدها لم تكن أبداً كافية لتحقيق السلام الدائم والشامل والعادل، وأنه لابد من التفاوض لاستكمال مسار السلام، وتحقيق واقع أفضل وحياة كريمة للشعوب، لاسيما في المرحلة الراهنة التي تتكبد فيها الشعوب معاناة مضاعفة على الصعيد الاقتصادي؛ إذ أنه لم يكد العالم يستفيق من أزمة جائحة كورونا، حتى خيمت الأزمة الروسية الأوكرانية، وما تبعها من تداعيات اقتصادية، على مختلف القطاعات الحيوية في العالم، سواء الأمن الغذائي، والطاقة، فضلاً عن حركة الملاحة البحرية والقطاعات المصرفية، وكذا قطاع السياحة.

 

وفى ختام كلمته، قال الرئيس السيسى، أعرب الرئيس السيسى عن تمنياته للرئيس "إلهام علييف" كل التوفيق والسداد في قيادته لدولة أذربيجان الصديقة وشعبها المضياف، معربا عن ثقته في أن هذه الزيارة ستمثل نقطة انطلاق حقيقية بما نتج عنها من زخم سياسي، وما شهدته من تفاهم على مستوى القمة، لتعزيز العلاقات المصرية الأذرية في مختلف المجالات، لاسيما على الصعيد الاقتصادي والاستثماري. كما تمنى في الختام لدولة أذربيجان وشعبها الصديق كل التوفيق والتقدم والازدهار.