كش ملك.. قصة قصيرة لـ شيماء بن عمر

شيماء بن عمر
شيماء بن عمر

"أنت تمزحين أليس كذلك؟"

"هل لديك سيجارة؟"

"يا إلهي هل جننت؟ أجيبي. ما قلته الآن هو مجرد مزح سمجة أليس كذلك؟"

"يبدو أنك لا تملكين واحدة كم أنت عديمة الجدوى!" قالتها وهي تتململ في تكاسل مغر قبل أن تنهض نحو النافدة.

"يبدو أنها ستمطر، يجب أن أذهب"

"لما لا تقضين الليلة هنا؟"

"ربما يوما آخر" ردت وهي تلقي بأغراضها داخل حقيبتها الجلدية السوداء.

لم ترد صديقتها أن تلح عليها أكثر بالبقاء فهي لن تعدل عن رأيها ...ولها كل الحق في ذلك ثم أردفت في قلق  "هل أخبرته؟"

"من؟"

"لا تحطمي أعصابي بالله عليك!"

أفلتت الأخرى قهقهة مقتضبة وهي تنظر باستسلام نحو النافدة وكأنها تلحظها لأول مرة.

"ليس بعد" قالتها وهي تفلت معصمها ببرود ورقة معا من بين أنامل صديقتها التي مازالت تحضها على الكلام.

"يجب أن أذهب، سأتصل بك لاحقا"

كانت تمرر أصابعها الرفيعة بين خصلات شعرها الفاحم وتطبع قبلة في الهواء قبل أن تستدير مباشرة نحو الباب وتختفي.

كانت في كل مرة تخرج من البناية تلوح لها من الخارج نحو النافدة المطلة على الشارع الرئيسي ولكن هذه المرة لم تفعلها. ظلت واقفة تراقبها إلى أن تلاشت عن الأنظار وسط الزحام.

كان المطر قد توقف عن الهطول عندما وصلت محطة القطار، اقتطعت تذكرة وبقيت تنتظر. أحست بدوار وغثيان مفاجئين ولكنها تماسكت.

يجب أن تتماسك وهل تملك فتاة مثلها خيارا آخر؟

أخرجت المرآة من حقيبتها وأخذت تصلح ما فعله المطر بشعرها الكثيف، كادت أن تعيدها لو لا أنها لاحظت شفتيها الممتلئتين اللتان تنضحان نبيذا معتقا خالصا لتتناول مباشرة أحمر الشفاه وتقوم بتمريره فوقهما ليصبغ لونا ورديا ناعما.

عادت بذاكرتها إلى مساء كهذا. كان يتفحصها بعينين بندقيتين بينما كانت تتسلى بتعذيبه. كان يلتهمها برغبة بدائية من رأسها حتى أخمص قدميها أما هي... فكانت تريد أن...

وما لبثت إلا أن سمعت صوتا من خلفها

"هل تسمحين يا آنسة؟"

أفلتت منها ابتسامة انتصار خبيثة قبل ان تستدير نحوه. تفحصته ولم يكن شيئا مميزا، كان مجرد انتصار من انتصارات عديدة. حتى هده المرة سوف تنتصر انتصارا لذيذا آخر، فهي لن تخبره!

ستتخلى عنه.

لمعت كفكرة مغرية في رأسها. لن يعرف ما أصابه، ستتركه قبل أن يكرهها، سيتصل عشرات المرات إلى أن يتبخر من ذاكرتها نهائيا.

"سأتخلص من كل أثر له غدا" قالتها في سرها وهي تحدق فة بطنها المسطحة وجسدها الملتهب كخوخة ناضجة.

أفاقت على صوت القطار الدالف إلى المحطة، أعادت المرآة وأحمر الشفاه إلى مكانهما وهي ترسم ابتسامة عريضة كما وضعت بعض العطر على معصميها قبل أن تنهض من كرسيها وتختفي وسط ذلك الضجيج لتترك ورائها رائحة نفادة لا يخطئها أنف خبير... كان مزيجا من الكبرياء واللذة والانتصار!

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

"تيك توكر" شهيرة تتهم صانع محتوى بالاعتداء عليها فى الطالبية

موعد مباراة بيراميدز وصن داونز المرتقبة فى نهائى دوري أبطال أفريقيا

خلى بالك.. تسلق الآثار بدون تصريح يقودك لخلف القضبان

3 مناطق أمريكية فى مرمى الطوفان.. خبراء يحذرون من الـ ميجا تسونامى

قرارات النيابة فى واقعة سرقة فيلا نوال الدجوى.. تعرف عليها


مانشستر سيتي يتراجع عن صفقة فيرتز بسبب التكاليف الباهظة

درجات الحرارة المتوقعة اليوم الثلاثاء 20 مايو 2025 فى مصر

فحص الخلافات العائلية ورفع البصمات.. مواصلة التحريات لكشف ملابسات سرقة نوال الدجوى

وزارة النقل تتعاقد على توريد وتوطين 21 مترو لصالح خط الإسكندرية

نوال الدجوى.. ماذا قالت التحريات الأولية عن سرقة فيلا 6 أكتوبر ؟


الجميع بخير.. رعاية طبية متواصلة لحجاجنا في الأراضي المقدسة

الدورى الإنجليزى: تراجع أرقام صلاح التهديفية يعقد فرصه نحو كتابة التاريخ

فهد المولد.. هل يعود إلى الملاعب بعد غيبوبة تجاوزت 8 أشهر وأرقام مميزة؟

جيش الاحتلال يعلن إدخال 5 شاحنات تحمل مساعدات إنسانية إلى غزة

ساعات دامية فى السودان.. مقتل 14 فى قصف للدعم السريع على مخيم للنازحين بشمال دارفور.. وفاة 19 شخصا بينهم أطفال فى هجوم جديد على الفاشر.. 9 قتلى فى استهداف معسكر درع السودان.. والجيش يسيطر على منطقة استراتيجية

بصحبة زوجته والقط.. أول صورة لجو بايدن بعد إعلان إصابته بالسرطان

مكافأة 10 ملايين دولار.. أمريكا ترصد هدية لمن يدلى بمعلومة عن حزب الله

الموساد يكشف عن 2500 وثيقة وصورة وممتلكات للجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين

رئيس الوزراء يتابع جهود فض التشابكات المالية بين بنك الاستثمار والجهات الحكومية

400 فرصة متاحة.. فتح باب التطوع لخدمة الحجاج بالحرمين.. اعرف التفاصيل

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى