أكرم القصاص يكتب: فيديو الجسر.. الحد الفاصل بين الكاميرا الطيبة والشريرة

أكرم القصاص
أكرم القصاص
العالم قبل الكاميرا والسوشيال ميديا ليس هو عالم ما بعد الكاميرا، العدسة الدقيقة أصبحت شريكا فى كل التفاصيل والخطوات ولن يتوقف النقاش، بحثا عن طريقة للتعامل مع هذه الأدوات بميزاتها وعيوبها، لها ميزات ووظائف كثيرة ومعها أعراض جانبية، نقول هذا بمناسبة ما يثار كل فترة حول الخطوط الفاصلة بين الخاص والعام، وتوظيف الكاميرات لصالح الأمان أو تحويلها إلى أداة تشهير.
 
نقول هذا بمناسبة حدث جديد، البطل فيه هو الكاميرا، لكنها بطولة ممزوجة بضرر وخراب بيوت، ونقصد به تصوير ونشر مشهد  لشاب وفتاة فى مكان عام ونشره بشكل موسع وتحويله إلى فضيحة.
 
كالعادة المقطع راج وانتهى باستدعاء طرفى الواقعة، بناء على النشر وتحويلها للنيابة العامة التى أخلت سبيلهما، وأمرت بطلب تحريات الشرطة حول القائم بتصوير ونشر المقطع المتداول بمواقع التواصل الاجتماعى للشاب والفتاة، أعلى أحد الجسور بالقاهرة، وبيان قصده من التصوير والنشر.
 
النيابة العامة فى بيانها دعت أولياء الأمور إلى حُسن رعاية أبنائهم وتوجيههم بما يليق بالسلوك العام، لكن النيابة دعت إلى منع ترويج مثل هذه المقاطع لما تمثله من ضرر على المجتمع وباعتبار النشر جريمة يعاقب عليها القانون.
 
بالطبع فإن الحدث هنا متعدد الوجوه، وكالعادة انقسم الجمهور حول الواقعة، وأيضا حول مدى صحة التصوير والنشر، وهل من صوّر المقطع كان يهدف إلى الانتشار أم إلى معالجة الواقعة، بينما النتيجة لهذا النشر هى ليس فقط التشهير بشاب وفتاة فى مقتبل حياتهما، لكن أيضا بأسرتيهما، خاصة أسرة الفتاة، والضرر بالتشهير أكبر عشرات ومئات المرات من أى فائدة اجتماعية أو سلوكية.
 
ونحن هنا لسنا فى معرض تقييم السلوك، لكن أمام فعل ضرره تجاوز أى فائدة، وقد يكون الشاب والفتاة لم ينتبها إلى انعكاس فعلهما، لكن كان يكفى التنبيه، أى لفت النظر والتوجيه، خاصة ونحن أمام مراهقين قد لا يكون لديهما تقدير لفعل فى مكان عام. 
 
وحتى مع الانقسام فى الآراء فإن هناك إدانة للمنصات والمواقع التى أعادت نشر المقطع، والهدف كان تحقيق مشاهدات وليس التقويم أو حماية القيم، بل البحث عن شهرة، مع الأخذ فى الاعتبار أن سلوكيات المستخدمين جميعا لا تخضع  لمواثيق الشرف أو احترام الخصوصية، هناك الأخيار والأشرار، ومستهلكو النميمة، والفضوليون، ومحترفو التشهير، وهم موجودون دائما وفى كل العصور، لكن  التقنيات وأدوات التواصل منحتهم المزيد من الأسلحة التى يمكن أن تكون مدمرة.
 
نحن أمام أدوات يمكن أن تكون وسائل ترفيه وحوار وتسلية وقراءة أو أى شىء، تتحول إلى شيطان عندما يتم توظيفها فى التشهير، فهى قادرة على القتل المادى والمعنوى.
 
وما زلنا نتذكر فتاة الغربية التى لم تتحمل الابتزاز من قبل مجرمين تلاعبوا بصورها ليضغطوا عليها، وأنهت حياتها خوفا من فضيحة ليست مسؤولة عنها، طبعا هذه الواقعة تتكرر بصورة مختلفة، وفى الحادث الأخير لا أحد يضمن ردود فعل أسرة الفتاة معها أو مع الشاب، التى قد تنتهى بمأساة، وما هى مسؤولية من نشر وأعاد النشر؟ 
 
نحن أمام واقع أن الكاميرا ومعها كل وسائل التواصل واقع يفرض نفسه وأدوات لها ميزات وعيوب وليس لها مشاعر، تحكمها مشاعر الناس ورغباتهم ونياتهم، البشر من يوظفونها ويستعملونها، الكاميرا مطلوبة فى الشوارع والمحلات والأماكن والميادين العامة، وفاعلة فى العمل الصحفى والإعلامى ورصد الموضوعات وصناعة القصص والحكايات والتسلية والأخبار، بشرط أن يكون هذا علنا وبرضاء الأطراف وموافقتهم، وإذا انحرف سلوك مستخدم الكاميرا عن هدفه أو اتجهت نيته للابتزاز أو الاصطياد أو التلصص، أو تحقيق مكاسب بأى ثمن، هنا تبدأ مرحلة أخرى، حيث تصبح الصورة والفيديوهات جرائم محتملة وفضائح قابلة للانتشار.
 
هذا هو ما يفترض أن نتعامل معه، ربما لا نكون بحاجة إلى مزيد من القوانين، فما هو متاح يكفى، لكن مجتمع السوشيال ميديا نفسه مطالب بأن يضع قواعد تحمى الناس من غرائز بعض الجمهور.
p
 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

موعد مباراة الأهلى أمام فاركو اليوم الجمعة فى الدوري المصري والقناة الناقلة

مواعيد قطارات خط القاهرة الإسكندرية والعكس اليوم الجمعة 15- 8 - 2025

موعد مباريات اليوم الجمعة 15 -8 -2025 في الدورى المصرى

محافظ نابلس: الاحتلال يشن حرب استنزاف ومصر تقود الموقف العربى ضد التهجير

الأقصر تدعم المزارعين.. علاج 40 فدانا من دودة القصب الكبيرة.. الانتهاء من زراعة 16 حقلا إرشاديا بمحصول الذرة الرفيعة.. 20 رخصة لمحال الاتجار في الأعلاف.. ومقاومة حشرة النمل الأبيض بـ 19 منزلا بالمجان.. صور


محمد الشناوي مرشح لحراسة عرين الأهلي أمام فاركو غداً في الدوري

أبرق قرية ظهرت فيها علامات الإنسان القديم ومخطوطاته قبل التاريخ.. تقع شمال غرب مدينة الشلاتين.. أهم مناطق محمية جبل علبة الشهيرة.. يقع بها أقدم آبار الصحراء الشرقية.. ويعيش بها قبائل العبابدة والبشارية.. صور

ريبيرو في حيرة بسبب مركز الجناح الأيسر في الأهلي.. اعرف التفاصيل

إعفاء طلاب الثالث الإعدادى بالعامين الدراسيين 2026 و2027 من أعمال السنة

بدء هدم عمارة هندسة السكة الحديد بميدان رمسيس لتوسعة كوبرى أكتوبر.. إنشاء موقف متعدد الطوابق للقضاء على العشوائية وإزالة كافة الأكشاك والمحال المنتشرة بالميدان.. وتجهيز مول تجارى ومكاتب إدارية بديلة.. صور


محافظة الجيزة تعلن غلق كوبرى الجلاء 3 ساعات صباح الجمعة للصيانة

طرح أغنية "بنطلون جينز" بصوت محمد رحيم بعد 9 أشهر من رحيله

قرار جمهوري بترقية عدد من مستشارى هيئة قضايا الدولة.. تعرف على الأسماء

الرئيس السيسى يصدّق على قانون بعض قواعد وإجراءات التصرف فى أملاك الدولة الخاصة

الأرصاد تحدد موعد انكسار الموجة الحارة وتحذر من أمطار رعدية.. فيديو

إكسترا نيوز: 141 شاحنة مساعدات تدخل إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم

طقس شديد الحرارة غدا ورطوبة مرتفعة والعظمى بالقاهرة 38 درجة وأسوان 49

الطفل يزن العيسوى ابن ياسمين رئيس ومحمد عبدالرحمن فى فيلم ماما وبابا

سيول وأمطار غزيرة تضرب وادى الأربعين بسانت كاترين.. فيديو

إبراهيم داود فى ملتقى اليوم السابع للثقافة والفنون: أنا فلاح أزرع الأرض والرزق على الله.. عبد القادر القط أعطانى صك الاعتراف بالموهبة وجمال الغيطانى احتفى بى.. يوسف إدريس جعلنى صحفيا.. ولويس عوض لم يأخذ حقه

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى