"القاهرة الإخبارية" تعرض تقريرا عن "اللبادة": حرفة لبنانية تواجه الاندثار

فى إحدى القرى الجبلية التى تبعد 40 كليو مترًا عن العاصمة اللبنانية بيروت، يعمل الحرفى جوزيف عقيقى للحفاظ على صناعة "اللبادة"، وهى غطاء رأس تقليدى يصنع يدويًا.

وحوّل "عقيقي" الطابق السفلى من منزله إلى ورشة يمزج فيها صوف الغنم بالماء والصابون الطبيعي، ليصنع قبعة مخرطوية الشكل، والتي تعلمها من جده عندما كان يرافقه منذ نعومة أظافره فى الورشة، تصنع "اللبادة" يدويًا فى كل مراحل إنتاجها بدون قوالب أو آلات، وهو ما يجعلها مختلفة فى الحجم والشكل.

قال "عقيقي"، لـ"القاهرة الإخبارية"، أن اللبادة يرجع تاريخها فى لبنان إلى الفينيقيين، وصارت تتوارث من جيل إلى آخر، خصوصًا سكان المناطق الجبلية، الذين يرتدونها بسبب برودة الطقس، وتوشك "اللبادة" على الاندثار كونها أضحت قطعة زينة بدلًا من ارتدائها فى الحياة اليومية، غير أن هذا لا يغير فى قناعة صانعها الذى يتمسك بالحفاظ على إنتاجها ونقلها إلى الأجيال الصغيرة.

شهد عام 2022 حراكا بلبنان على كافة المستويات سعيا لوقف الانهيار الاقتصادى المتسارع فى ظل خلافات سياسية تعمقت خلال الاستحقاقات الدستورية العديدة على مدار العام الذى ينتهى اليوم، حيث تمكنت الدولة اللبنانية من إجراء استحقاق دستورى وحيد على مدار العام تمثل فى انتخاب مجلس نواب جديد فيما تعثرت فى تشكيل حكومة جديدة كاملة الصلاحيات خلفا لحكومة رئيس الوزراء نجيب ميقاتى التى تقدمت باستقالتها عقب انتخاب مجلس النواب الجديد، كما تعثرت أيضا فى انتخاب رئيس جديد للبلاد خلفا للرئيس ميشال عون الذى انتهت ولايته فى 31 أكتوبر الماضي. وكان من اللافت على مدار العام أن كل شهر من شهوره تميز بحدث كبير ومؤثر فى مسيرة الدولة اللبنانية.

بدأ العام 2022 بأزمة حكومية كبرى موروثة من أواخر العام السابق، وهى الأزمة التى هددت بتطيير حكومة ميقاتى قبل أن يمضى على تشكيلها بضعة أسابيع والمتمثلة فى تعطيل عمل مجلس الوزراء بالكامل بسبب رفض وزراء الثنائى الشيعى فى الحكومة اللبنانية المشاركة فى الاجتماعات اعتراضا على مسار التحقيقات فى انفجار ميناء بيروت البحري.