إعادة إحياء المتحف اليونانى الرومانى بالإسكندرية.. يضم 6000 قطعة أثرية من 11 قرنا .. بروفيل الملك "دقلديانوس" من أهم المقتنيات.. والآثار: الإسكندرية أصبحت متحف كبير ولدينا 10 مواقع أثرية تستقبل السائحين يوميا

شهد المتحف اليونانى الرومانى بالإسكندرية، إقبالا كبيرا فى توافد الزائرين عقب الافتتاح، وذلك لمشاهدة القطع الأثرية النادرة والتى تعود إلى العصر اليونانى والرومانى ، حيث يعد هذا المتحف، هو المتحف الوحيد المتخصص فى الحضارة اليونانية الرومانية.

 

ولقد قامت الدولة المصرية مؤخرا بأعمال تطوير شاملة، لإعادة إحياء المتحف، بعد أن تم إغلاقة لمدة 18 عاما، ليصبح منارة سياحية كبرى بمحافظة الإسكندرية، ويضع المدينة على خريطة السياحة العالمية.

 

اليوم السابع قام بجولة داخل المتحف بالإسكندرية، لاستعراض أهم القطع الأثرية النادرة، ورصد أعمال التطوير الشاملة التى أعادت الروح للمتحف القديم، بل لكل المنطقة المحيطة التى شملتها أعمال التطوير.

 

الدكتورة ولاء مصطفى عبد العاطى، مدير متحف الآثار اليونانية الرومانية قالت فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" ،إن المتحف تم افتتاحه المتحف رسميا بعد الإغلاق لمدة 18 عاما منذ عام 2005 ، لعدة أسباب منها زيادة الحفائر التى تم اكتشافها بالإسكندرية،وكان هناك احتياج لساحة عرض  جديدة تتسع للقطع الأثرية التى كان يتم استخراجها من الحفائر المختلفة وأكثر اتساعا من المتحف القديم ، بالإضافة إلى ضرورة وجود عرض متحفى جديد ومتطور بعيدا عن التكرار و النمطية فى العروض القديمة ، وكل تلك المعطيات أدت إلى صدور قرار بتطوير المتحف و تشكيل لجنة لاختيار القطع الأثرية التى تم عرضها لخدمة العرض المتحفى بطريقة مشوقة للزائرين .

 

وحول أعمال تطوير المتحف ، قالت "ولاء مصطفى " إنه تم التوسع فى مساحة المتحف، وإنشاء مبنى من طابقين بينهم ميزانين، وبهما قاعات لممارسة الأنشطة المختلفة، مثل قاعة التربية المتحفية، والتسجيل والتوثيق وقاعة الدراسات، وكل تلك الأنشطة تجذب الدارسين و الباحثين لزيارة المتحف.

 

وحول مقتنيات المتحف قالت مدير المتحف ، إن المتحف به 6000 قطعة أثرية من العصر الرومانى اليونانى يتم عرضهم بشكل تاريخى بالدور الأرضى ، بدءا من العصر قبل قدوم الإسكندر الاكبر الى الإسكندرية وإنتهاءا بالعصر القبطى ، مشمولا بعروض من العصور البطلامية ، حيث يحتوى المتحف على رؤوس تماثيل لملوك وملكات العصر البطلمى ، بالإضافة الى عروض الحياة اليومية البطلامية ، والأباطرة الرومان تضم حجرات المطبخ و المكتبة الرومانية و حجرات الموائد والطعام لتجسد الحياة الرومانية .

 

وأضافت أن هناك أيضا معابد مصرية بهدف تقديم فكرة شاكلة عن شكل الإسكندرية فى العصر الرومانى و اليونانى .

 

وحول أهم القطع الأثرية بالمتحف قالت ،أن من أهم القطع الأثرية بالمتحف هو قطعة تمثال " بروفيل للملك دقلديانوس" ، وهو تمثال فى غاية الجودة و الدقة ، وكنيسة مسيحية مقامة بأحد قاعات العرض لإعطاء فكرة عن شكل "البازليكا" فى الشرق .

 

أما الدور الأول فيوجد به قطع أثرية فريدة تخص المعبود "نيلوس" تعرض لأول مرة ،وهى قادمة من إدارة الأثار الغارقة ، وكذلك قاعة عرض مخصصة للعملات القديمة ،والتى كانت تصك بورش صك بالإسكندرية ، وكذلك الفن السكندرى و التى كانت تصدر للخارج فى العصر الهيلنيستى .

 

وحول مكتبة المتحف قالت "ولاء مصطفى "لدينا 12 ألف كتاب من كنوز الكتب القديمة، وبلغات متعددة ومختلفة ، بالاضافة الى قاعة الكتب النادرة و لايوجد منها نسخ أخرى الا بمكتبة المتحف.

 

فيما أكد محمد متولى ، مدير عام منطقة أثار الإسكندرية ، أنه نجاح كبير وسعادة للإسكندرية بإعادة إحياء و تطوير المتحف اليونانى الرومانى ، الذى يعد إضافة الى الإسكندرية ، لتصبح المدينة بها 10 مواقع سياحية وأثرية كبرى تستقبل الزائرين لثراء المنظومة الاثرية و السياحية بالاسكندرية وهم (المسرح الرومانى ، عامود السوارى ، مقابر الانفوشى ، مقابر الشاطبى ، مقابر كوم الشقافة ، مقابر مصطفى كامل ، قلعة قايتباى، متحف المجوهرات ، المتحف القومى) .

 

وأشار متولى إلى أن المتحف الرومانى هو المتحف الوحيد فى مصر المتخصص فى هذا العصر ،وهو أقدم مبنى فى مصر أنشأ ليكون متحفا فريدا من نوعة ، حيث أنشأ عام 1875 ، وحاليا بعد التوسع أصبح المتحف على مساحة 5200 متر ويضم 6000 قطعة أثرية ، مؤكدا على تكاتف كافة جهات الدولة لتطوير المنطقة بالكامل حيث قامت محافظة الإسكندرية بالتنسيق مع وزارة الآثار فى رفع كفاءة منطقة البلازا و رفع كفاءة العقارات المحيطة بالمتحف .

 

وأكد على اعتزازة وفخرة، بهذا الصرح الكبير الذى يضم قطعا أثرية لنحو 11 قرن، وتواجده بشارع فؤاد أقدم شوارع الإسكندرية، ليضيف إلى منظومة الخريطة السياحية بالإسكندرية صرح سياحى وأثرى جديد، قائلا :" أن الاسكندرية أصبحت متحف كبير" .

 

ويعد المتحف "اليونانى الرمانى" من أكبر متاحف الإسكندرية ، وقد تم الانتهاء من أعمال الترميم والتى كانت متوقفة منذ عام 2005، وحتى تم البدء فى أعمال الترميم فى 2018 ، حتى تم الافتتاح فى أكتوبر 2023

 

وتم الإعلان عن أسعار الدخول ، لقضاء يوم ترفيهى و تاريخى ، حيث بالنسبة للزائر المصرى سعر الدخول 40 جنيه و الطالب المصرى 20 جنيه ، وبالنسبة للسائح الأجنبى 300  جنيه، وطالب سائح أجنبى 150 جنيه، على أن يتم الدفع بالبطاقات الالكترونية، ويكون الدخول مجانا للفئات، الأطفال تحت 6 سنوات و كبار السن من المتقاعدين فوق 60 عاما من المصريين والعرب،وذوى الإحتياجات الخاصة المصريين،ماعدا الجمعة والسبت والعطلات الرسمية ،ومواعيد العمل الرسمية ، فإن المتحف مفتوح يوميا من  9 صباحا وحتى 5 مساءا ،على أن يغلق باب التذاكر الساعة4.30   عصرا ، مع إتاحة استخدام كاميرا المحمول مجانا .

 

يذكر أن فكرة إنشاء المتحف في عام 1891م عندما فكر عالم الآثار الإيطالي "جوزيبي بويت" في تخصيص مكان يحتوي على الاكتشافات الأثرية التي تم الكشف عنها بالإسكندرية بما يعمل على  الحفاظ على تاريخها الثقافي، خاصة بعد أن تم إيداع تلك المكتشفات بمتحف بولاق بالقاهرة.

 

ثم قام المهندس الألماني ديرتيش والمهندس الهولندي ليون ستينون ببناء مبنى المتحف الحالي عَلى طراز المباني اليونانية، وافتتح المتحف لأول مرة في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني في 26 سبتمبر عام 1895م.