رسائل «السيسى».. سلام تحميه القوة ولا بديل عن الدولة الفلسطينية

أكرم القصاص
أكرم القصاص
فى المكان والزمان، كانت رسائل مصر واضحة تجاه الحرب على غزة، وأن مصر هى الطرف الأجدر والأكثر إدراكا لتفاصيل ومفاتيح القضية، وهى القادرة على إنهاء مأزق الأطراف المختلفة، فقد جاءت كلمة الرئيس بعد استعراض لخريجى الأكاديمية والكليات العسكرية، فى احتفال بالعيد الخمسين لانتصار أكتوبر والعبور، لتؤكد أن القوات المسلحة المصرية هى الأقوى، والقادرة على حماية تراب مصر، وأنها - بحكم التجارب والحروب - قوة رشيدة تحمى، ولا تعتدى أو تهدد، تضمن السلام وتسعى إليه من منطلق القوة.
 
هذا هو ما انطلق منه الرئيس عبدالفتاح السيسى، وما سبق له تأكيده، منطلقا من أن القضية الفلسطينية هى قضية مصر الأولى، وأن مصر لن تتخلى عن قضية فلسطين، والسعى لحل الأصل، والذى تثبت الأيام قوته، وهو أنه لا بديل عن حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، مع تحميل المجتمع الدولى مسؤولية إدخال المساعدات الغذائية والطبية، مؤكدا أن هناك جهات أوروبية تدعم مصر فى هذا الأمر.
 
الرئيس يحمل الأطراف المختلفة المسؤولية، وفى مقدمتها الاحتلال الإسرائيلى، فى حربه التى يشنها على المدنيين، مع تدمير المستشفيات والملاجئ، وكل هذا يشكل أزمة للعالم كله، خاصة هؤلاء الذين يمارسون النفاق ويدعمون الاحتلال والعدوان، والحصار، الذى تشارك فيه الولايات المتحدة بحاملة طائرات لم تحركها فى ظروف وتحديات أقوى ضد الولايات المتحدة. 
 
رسائل الرئيس عبدالفتاح السيسى - الموجزة، والحاسمة - حملت الكثير من الإشارات والدلالات، ربما أهمها إدراك مصر لخطورة استمرار الحرب ضد المدنيين فى غزة، خاصة من الأطفال والنساء، فالرئيس السيسى يدرك مأزق الأطراف المختلفة، حيث تواجه الاحتلالَ أزمةٌ كبرى، وقد أنهى تدمير غزة، كيف يمكن أن يستمر؟ وقد فشلت نفس السياسات ومحاولات الاعتداء من قبل فى تغيير الوضع أو دفع الفلسطينيين للفرار والنزوح، وبالتالى مِن الأجدى لنتانياهو وحلفائه فى الولايات المتحدة، أن يستعدوا لقبول وقف إطلاق النار من جانبهم، وينخرطوا فى مفاوضات تنهى هذا الوضع، حيث أثبتت التجربة خلال عقود أن تدمير أو إفناء الفلسطينيين مستحيل، وقد كانت هناك دائما قيادات إسرائيلية فاشية وعنصرية قتلت ودمرت ولم تحقق أى مكسب، وآخرها عملية التدمير خلال صيف 2022، والتى انتهت بمبادرة مصرية.
 
كل من يتابع العدوان يمكنه أن يكتشف أن نتانياهو فى مأزق، لأنه بعد الفشل فى توقع ومواجهة المقاومة، يسعى للانتقام فقط، ولا يقدم حلا واضحا، يضمن الأمن، بل العكس فإن دفع الفلسطينيين لليأس يمكن أن يجرهم للمزيد من الردود الأكثر عنفا، والتى سبق تنفيذها، بعد تدمير غزة، وقتل الآلاف لن يتغير شىء على الأرض، الفلسطينيون لم يسبق أن خضعوا أو تراجعوا، ويعلم نتنياهو أنه لا يمكنه قتل كل الفلسطينيين أو دفع الشعب كله للمغادرة، وهو مخطط يبدو أن الغرور صوره لليمين الإسرائيلى، وأعاد الرئيس السيسى تأكيد ليس فقط رفضه، لكن التلويح بقوة الرد عليه.
 
 يحرص الرئيس السيسى على التأكيد بأن هذه الحرب لا رابح فيها، وأن أى صراع لا ينتهى إلى تفاوض أو سلام لا يعوّل عليه، ويسبب حدوث خسائر فى الأرواح وكل شىء، وأكد الرئيس أن مصر لديها الاستعداد لتسخير كل إمكانياتها وقدراتها من أجل إنهاء هذه الأزمة.
 
 والرئيس هنا يتحدث من سوابق وقدرات واتصالات مع كل أطراف الأزمة والأطراف الإقليمية والدولية.
 
 إحدى أهم رسائل الرئيس السيسى فى الكلية الحربية، أنه لا بديل عن وقف هذه العدوان بعد أن تم تدمير البنية التحتية، فالتدمير طريقة أثبتت فشلها، وتهافتها، لم ولن تنجح فى اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم أو تصفية قضيتهم، وبالتالى فإن ما تقدمه مصر، يُخرج كل الأطراف من الأزمة ويقلل الخسائر، لأن الاجتياح البرى ليس نزهة، ولكن العدوان سوف يواجه مقاومة قوية وستتضاعف الخسائر فى صفوف القوات المعتدية.
 
الرئيس السيسى دعا أيضا لمواقف عربية يمكنها تشكيل قوة، خاصة أن العرض جرى مذكرا بالدول العربية التى شاركت فى حرب أكتوبر بجانب مصر، وهو ما يستدعى قوة إضافية، لكن الأهم هو أن الرئيس يشير إلى أن وعى المصريين الذى حماهم ومكنهم من مواجهة تحديات كبرى، يمكنهم من مواجهة أى تحديات، لأن اختيار الدولة هو الذى يبقى على القدرة، والحل والمواجهة، إنها رسائل القوة، والقدرة والسلام فى وقت واحد.
 
p.8

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مروان عطية ينتظم فى تدريبات الأهلي خلال 10 أيام بع جراحة "الفتاق"

أسرع قطارات السكة الحديد.. اعرف مواعيد قطار تالجو اليوم الجمعة 15-8-2025

البرازيلي خوان ألفينا يترقب الظهور الأول مع الزمالك

ولي عهد السعودية يبحث مع رئيس الإمارات تعزيز التعاون والقضايا ذات الاهتمام المشترك

اندلاع حريق فى محطة نووية برومانيا


أعظم العسكريين بالتاريخ الفرعونى.. تمثال الملك تحتمس الثالث بمتحف الغردقة

جريندو يقترب من قيادة هجوم غزل المحلة أمام سموحة

مواعيد مباريات اليوم الجمعة 15-8-2025 في ملاعب العالم والقنوات الناقلة

ورطة نتيناهو تنسف وهم "إسرائيل الكبرى".. فشل تمديد استدعاء قوات الاحتياط فى جيش الاحتلال.. ائتلاف نتنياهو يفشل فى تأمين الأغلبية للتصويت على تمديد الخدمة.. انتقادات للحكومة وضباط يرفضون الامتثال للخدمة العسكرية

غدا.. انطلاق امتحانات الثانوية العامة للدور الثانى 2025


يورونيوز: زيلينسكى وقادة أوروبيون ينضمون للقمة الثنائية بين بوتين وترامب فى ألاسكا

ريبيرو في حيرة بسبب مركز الجناح الأيسر في الأهلي.. اعرف التفاصيل

نجوم الفن يدعمون كريم محمود عبد العزيز وزوجته بعد نفيه شائعة الانفصال

كواليس مران الزمالك استعدادا لمواجهة المقاولون في الدورى

وزارة التعليم: تطبيق أعمال السنة على طلاب الثالث الإعدادى العام الدراسى 2028

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى