الفاعل الحقيقي لمأساة غزة

أميرة خواسك
أميرة خواسك
أميرة خواسك

  إذا كان هناك طرف عليه أن يتحمل مسئولية المذبحة التي تقع في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر ومازالت مستمرة حتى الآن ، فهي بكل تأكيد الولايات المتحدة الامريكية وتابعتها إنجلترا ، وينساق وراءهما بقية الدول الأوروبية ، والدول أصحاب المصالح التي ترتجف رعبا من الولايات المتحدة التي لا تعرف سوى لغة القوة الغاشمة ، ولا تعترف أن ما يُرتكب ضد الشعب الفلسطيني في غزة هو جريمة إنسانية بكل المعايير .

    لعل المتتبع لسياسات الولايات المتحدة الأمريكية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى يومنا هذا يدرك جيدًا الصلف والاستقواء الذي تتخذه في سياستها ، وقد تضاعف هذا الاستقواء منذ تفكك الاتحاد السوڤيتي وتسيدها للعالم ، بعد أن كان وجود قوتين عظميين في العالم يحدث نوعا من التوازن ينعكس بشكل أو آخر على الدول النامية وعلى المشكلات العالمية ، لكن منذ انفراد أمريكا بكونها القوى العظمى الوحيدة جعلها تعتقد أنها تدير شئون العالم ، وتعطي لنفسها الحق في توزيع الأدوار ، فتستخدم حقوق الإنسان حينا ، والضغوط الاقتصادية حينا آخر ، والقوة العسكرية إذا لزم الأمر ولا تتورع أن تكبد الدول التي تنتهك سيادتها تكاليف تحرك الجيش الأمريكي !

     منذ وعد بلفور عام ١٩١٧ ، ثم نكبة فلسطين عام ١٩٤٨ ، وإسرائيل تتوحش وتتغول ، وقد ظلت مصر منذ ذلك الحين وهي تكافح وتقاتل من أجل القضية الفلسطينية ، وعلى مدى عقود حملت مصر القضية على كاهلها ، بالحرب حينًا وبالسلام حينًا ، ومنذ نهاية حرب أكتوبر ١٩٧٣ ، والولايات المتحدة طرفًا رئيسيا لحل تلك القضية ، ورغم الوصول لاتفاقات ومعاهدات متتالية بدءا من معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية ١٩٧٩  ، وصولًا إلى معاهدة أوسلو ١٩٩٣ التي تم توقيعها في واشنطن ، والولايات المتحدة شريك أساسي.

    لكن المشكلة الحقيقية هي في المزايدات داخل الولايات المتحدة ذاتها خاصة في مواسم الانتخابات ، والوعود الانتخابية والتي يزايد فيها كل مرشح عما سيمنحه لإسرائيل في حالة فوزه ، ليس اقتناعًا أو حبا لإسرائيل ، لكن لأن هناك لوبي صهيوني يهودي قوي يستطيع أن يطيح بأي رئيس أو مسئول ، ويسيطر سيطرة تامة على وسائل الاعلام مقرؤة كانت أو مرئية ، بل حتى على مواقع التواصل الاجتماعي .

     لكن من الناحية الأخرى وهي الناحية العربية ، لو جنبنا مصر من المعادلة ، لوجدنا أن القضية الفلسطينية ليس لها وجود في قائمة الاهتمامات العربية ، ولا تعدو مجرد فقرة في خطبة في الدورة السنوية لمجلس ألأمن وجامعة الدول العربية والمؤتمرات ، وغيرها من المناسبات التقليدية .

     حتى السلطة الفلسطينية في رام الله انشغلت عن قضيتها ، وشاخت كما شاخ قادتها ، لتفرض جماعة حماس نفسها على الساحة وعلى أهل غزة أنفسهم ، ومن وقت لآخر تطلق إحدى عملياتها ، فترد إسرائيل بأعنف كثيرًا مما قامت به حماس ، ثم يعود الحال لما كان عليه أو أسوأ ، وفي كل مرة لا تتعلم حماس الدرس ولا كيف وأين تضرب !

       ثم تكون النتيجة مثلما نراه الآن ، شعب أعزل يُباد ، مدينة كاملة يتم تدميرها ، جرائم حرب متكاملة الأركان ، يقابله موقف دولي مخزي تتزعمه أمريكا وإنجلترا ، عجز عربي ، بينما الولايات المتحدة تعلم جيدا أن هناك حل ، وأن هناك اتفاقات تم توقيعها لم تنفذ ، وكان من الممكن أن ينتهي هذا الصراع إلى الأبد ، وستكون إسرائيل هي الطرف الرابح ، لكنه الغرور الأمريكي ، أو الغشم الأمريكي ، أو الجهل بالسياسة ، أو أن هناك أغراض أخرى ، يتم تحقيقها بدماء آلاف الفلسطينيين ، لكن الرئيس السادات قالها منذ أربعين عاما ، أن ٩٩٪؜  من أوراق اللعبة في يد الولايات المتحدة .. فترى لماذا لا تريد الحل ؟

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مصطفى عثمان حكما لمباراة البنك الأهلي ومودرن سبورت فى كأس عاصمة مصر

محمد عبد الله مطلوب فى الدوري البرتغالي.. واللاعب يحيل العروض للأهلي

إمام عاشور يوجه رسالة مؤثرة: مريت بمرحلة صعبة ومش مستنى آخد لقطة

مصدر مقرب من أحمد حمدى يكشف كواليس أزمته مع أحمد عبد الرؤوف

تامر حسنى بكامل لياقته وبمعنويات مرتفعة فى حفل أكتوبر بعد تحسن حالته الصحية


فيفا يسدل الستار على جوائز ذا بيست 2025.. عثمان ديمبيلى أفضل لاعب فى العالم.. بونماتي لاعبة برشلونة تخطف لاعبة العام.. الكشف عن تصويت حسام حسن ومحمد صلاح.. و22 قائدا يدعمون الفرعون فى السباق العالمى

أحمد عبد القادر نجم الأهلى يحتفل بزفافه وسط أسرته فى الدقهلية.. فيديو وصور

أهداف مباراة مصر ونيجيريا الودية

أسطورة ليفربول يوجه رسالة نارية إلى كاراجر: محمد صلاح لم يخطئ

محامى عروس المنوفية: المتهم أقر فى التحقيقات بتعديه على زوجته حتى الموت


كبيرة موظفى البيت الأبيض: ترامب لديه شخصية مدمن كحول وماسك يتعاطى كيتامين

يورتشيتش: حزين على خسارة الدورى.. وهناك أندية لا تتوقف فى الإشارة الحمراء

رحلة محمد صلاح مع جائزة THE BEST.. أسطورة مصرية على الساحة العالمية

مقتل شخصين فى إطلاق نار استهدف فريق تطعيم ضد مرض شلل الأطفال بباكستان

الحكومة توضح حقيقة فيديو وجود عيوب هندسية بكوبرى 45 الدولى بالإسكندرية

الإدارية العليا: الهيئة الوطنية للانتخابات ملزمة بإصدار قرارات مسببّة للتظلمات

الخارجية تتابع حادث غرق مركب بالقرب من جزيرة كريت على متنها مصريين

تعرف على مهن الفنانين قبل الشهرة والنجومية

تعرف على رسالة حمزة عبد الكريم إلى الأهلى بسبب عرض برشلونة

غيابات الزمالك أمام حرس الحدود بكأس عاصمة مصر

لا يفوتك


2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش

2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 04:37 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى