سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 23 أكتوبر 1918.. وفاة محمد علوى باشا رائد طب الرمد وطبيب العائلة الخديوية الذى أقنع الأميرة فاطمة بالتبرع للجامعة المصرية

محمد علوى باشا والأميرة فاطمة
محمد علوى باشا والأميرة فاطمة
أحاط الدكتور محمد علوى باشا مجلس إدارة الجامعة المصرية فى اجتماعه يوم 17 يونيو 1913، أن الأميرة فاطمة، ابنة المرحوم الخديو إسماعيل باشا، تنوى عمل وقفية، وأنه أقنعها بتخصيص جزء منها للجامعة، فقرر المجلس إيفاده مع عبدالخالق ثروت باشا، وعلى ذوالفقار باشا وعبدالله وهبى باشا لمقابلة الأميرة، وفقا للدكتور محمود فوزى المناوى فى كتابه «جامعة القاهرة فى عيدها المئوى».
 
كان علوى باشا أحد الكبار الذين ترتبط سيرتهم بتأسيس الجامعة، وكان مراقبا عاما لها وعضوا لمجلس إدارتها منذ أن أصبحت واقعا عام 1908، وكانت خطوته بإقناع الأميرة فاطمة سببا رئيسيا فى أن تصبح الجامعة هذا الصرح العظيم، ويذكر «المناوى» أن «علوى باشا» ذكر فى تقريره السرى أنه أمضى يوم الخميس، 3 يونيو 1913، حتى منتصف الليل فى تبييض وثيقة الوقف لتعتمدها الأميرة قبل سفرها يوم الجمعة 4 يوليو 1913، وتمكن من الحصول على الوثيقة قبل سفرها.
 
نشرت الأهرام فى 4 يوليو 1913، أن الأميرة وقفت 3306 أفدنة من أملاكها فى سندوب على أعمال خيرية، وخصت الجامعة بخمس هذه الأطيان أى 661 وخمس فدان، ولما كانت الجامعة بحاجة إلى أرض تبنى عليها، فقد وقفت عليها فوق ما تقدم 6 أفدنة بالدقى على طريق بولاق الدكرور فى الطريق المؤدية إلى قصرها بالجيزة، وتحملت نفقات البناء بتبرعها بمبلغ 18 ألف جنيه، ثم أمرت بكتابة تلك الحجة، واستدعت حضرة القاضى الشرعى فى الساعة الثامنة ليلا وسجلت الحجة. 
 
كان علوى باشا الذى وقف وراء هذا الإنجاز طبيبا، ولد بالقاهرة عام 1847، والتحق بمدرسة طب قصر العينى، وتخرج عام 1875، وسافر إلى فرنسا لاستكمال دراسته فى طب العيون، ولتفوقه عين رئيسا لعيادات أمراض العيون بجامعة مونيلييه الفرنسية، وبعد عودته أصبح طبيب الأسرة الخديوية، وعضوا للجمعية التشريعية ومجلس المعارف الأعلى ومجلس شورى القوانين، ومؤسس وسكرتير «جمعية تحسين العميان»، وأصبح رائدا لطب الرمد بمصر.
 
هو صاحب فضل وحضور لافت فى حياة الدكتور طه حسين، ويذكره «العميد» فى سيرته «الأيام» بحروف من نور، ففى 4 مايو 1914، حصل طه على الدكتوراه، كأول من يظفر بها من الجامعة المصرية، وبعد إعلان النتيجة ودوى التصفيق، وقف علوى باشا وأعلن تبرعه لطه بعشرين جنيها جائزة، ونشرت «الأهرام» فى 9 مايو 1914 خبرا، قالت فيه إنه بعد فوز طه ونجاحه أعد سعادة العالم الفاضل، محمد علوى باشا، وليمة فى داره إكراما للدكتور حضرها أعضاء الجامعة، وسلم له بعد الوليمة جائزة وقفها على روح المرحوم ولده، تقدم للنابغين من طلبة الجامعة سنويا، وصرف له مكافأتين عام 1913 و1914 لما أبداه من الكفاية التى أعجب بها.
 
كما يذكر «طه» فى «الأيام» أن سفره إلى فرنسا مبعوثا من الجامعة المصرية للحصول على الدكتوراه، تعطل بسبب وقوع الحرب العالمية الأولى، فعرض «طه» على الجامعة أن يقوم بتدريس تاريخ الآداب العربية فيها، فوافقت الجامعة، وقال له علوى باشا: «ستعطيك مكافأة 5 جنيهات كل شهر، وهى أكثر مما كان الأزهر يعطيك لو جلست فيه مجلس الأستاذ».
 
وتمر الجامعة بضائقة مالية تدفعها إلى استدعاء طه وزملائه من فرنسا قبل استكمال بعثتهم، ويكشف «طه» أن علوى باشا اقترح تحمله نصف راتب «طه»، وتتحمل أسرته النصف الآخر، ليبقى ويستكمل بعثته، لكن الأخ الأكبر لـ«طه» رفض، وبعد شهور تنفرج الأزمة ويتأهبون للعودة، وتبلغهم الجامعة بأنهم سيلتقون بالسلطان حسين كامل قبل سفرهم، ويصطحبهم علوى باشا إلى القصر، وبعد اللقاء يتفضل السلطان ويجيز لكل واحد منهم 50 جنيها، فقرروا إهداء مكافأتهم إلى الجامعة، وأبلغوا علوى باشا بذلك، فرد عليهم وهو غرقان فى ضحك متصل: «ما هذا الكلام الفارغ، خذوا أموالكم واذهبوا، فاعبثوا بها فى باريس، أيها الحمقى، فمن حقكم أن ترفهوا عن أنفسكم أياما بعد ما لقيتم فى هذه الأشهر من عناء طويل ثقيل، فإذا أصبحتم أغنياء فاستأنفوا ما أقدمتم عليه من خير، وما أراكم تفعلون يومئذ، فستعرفون قدر المال».
 
هكذا عاش محمد علوى باشا مخلصا فى عطائه للجامعة وللطب، ولهذا كانت وفاته فاجعة، وينقل «المناوى» ما جاء على لسان سعد باشا، قائلا: «فجعت الجامعة المصرية بوفاة المغفور له الدكتور محمد علوى باشا، وكيل الجامعة ومراقبها العام، فقد انتقل إلى جوار ربه الأربعاء 23 أكتوبر- مثل هذا اليوم- 1918، وبالنيابة عنكم، أثبت هنا عظيم حزن الجامعة لهذه الخسارة الكبرى، ونعترف بما كان للفقيد من جميل الأيادى فى خدمة هذا المعهد، سواء بالمساعدة المالية أو بتخصيصه ثمين وقته للقيام بشؤون الإدارة العمومية بالنيابة عن دولة الرئيس، فكان من نتائج إخلاصه وتفانيه فى حب الجامعة وعظيم أمله فى رقيها، أن اجتازت أوقات الأزمة الشديدة دون أن يصيبها تأثير كبير، فمصاب الجامعة والبلد بفقده عظيم».
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

إعلام إسرائيلي: إصابة 3 جنود منهم 2 بجراح خطرة برصاص قناصة في مدينة غزة

درجات الحرارة تلامس الـ42.. حالة الطقس المتوقعة اليوم الخميس 10 يوليو 2025

أحمد سالم: جون يحاول بناء منظومة محكومة ومحترفة داخل الزمالك

وزارة الكهرباء: لا توجد إصابات فى حريق محطة محولات العاشر من رمضان

انقطاع الكهرباء بمناطق في العاشر من رمضان نتيجة اشتعال النيران بمحطة محولات 66


قبل غلق باب الترشح.. 35 حزبا سياسيا يتنافسون على المقاعد الفردية بانتخابات مجلس الشيوخ و166 مرشحا مستقلا حتى الآن.. "المصرى الديمقراطى" يدفع بـ35 مرشحا والجبهة الوطنية 26 ومستقبل وطن 6 وحماة الوطن 8 والعدل 19

السعودية تعلن وفاة الأميرة بزه بنت سعود بن عبدالعزيز آل سعود

مدبولى يرد على شائعات حرق الحكومة لسنترال رمسيس لبيعه: لا تعليق وغير منطقى

ابنة كريم محمود عبد العزيز فى ظهور خاص معه خلال الحلقة 9 من مملكة الحرير

إبراهيم سعيد يبكى فى أول ظهور له بعد الخروج من السجن: عايز حقى.. فيديو


الحوثيون: استهدفنا السفينة "إترنيتى" بزورق مسير و6 صواريخ باليستية

22 عاما على "اللى بالى بالك".. مكالمة من الزعيم أسعدت محمد سعد بعد عرض الفيلم

الأهلي يدرس سفر كباكا وعابدين وبستانجي لمعسكر تونس

10 محظورات حددتها الهيئة الوطنية فى دعاية المرشحين بانتخابات مجلس الشيوخ

تعرف على موعد انطلاق بطولة الدورى المصرى للموسم الجديد 2025 – 2026

ملحمة بطولية سطرها رجال الحماية المدنية فى حريق سنترال رمسيس.. خلية نحل تعمل بغرف عمليات الإدارة للدعم.. 210 رجل إطفاء حماية و60 سيارة وخزان مياه لمحاصرة النيران.. وسلالم هيدروليكية لإنقاذ العالقين.. صور

البوستر الرسمى لفيلم درويش لـ عمرو يوسف والدول العربية تستقبله 28 أغسطس

كواليس 3 ساعات رعب فى طائرة ريال مدريد قبل مواجهة باريس سان جيرمان

بايرن ميونخ يحدد 60 مليون يورو للتعاقد مع لويس دياز

حبس المتهم بقتل طليقته بأحد شوارع مدينة 6 أكتوبر 4 أيام

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى