فاتورة العدوان الإسرائيلى على غزة كم كلفت خزينة الاحتلال؟.. الحرب استنزفت الاقتصاد بمليارات الشيكلات..البنك المركزي خصص 30 مليار دولار من الاحتياطي لدعم الشيكل أمام الدولار..60% استثمارات أجنبية هربت من إسرائيل

ثلاثة أسابيع كانت كافية لارباك تل أبيب، فبرغم الفاتورة الضخمة التي يتكبدها أهالي قطاع غزة واستشهاد ما يزيد علي 5 آلاف، إلا أن حكومة بنيامين نتنياهو تكبدت وبشكل قاس، خسائر لا يمكن إنكارها.

وذكرت دراسة للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن الحرب على قطاع غزة كبدت الاحتلال مليارات الشيكلات من الاقتصاد الإسرائيلي، إذ وصلت قيمة الدولار ما يزيد على خمسة شيكل إسرائيلي.

ولفتت الدراسة التى جاءت تحت عنوان " تأجيل المضطر: حسابات سيناريو الاجتياح لقطاع غزة"، إلا أن البنك المركزي الإسرائيلى خصص 30 مليار دولار من الاحتياطي لدعم الشيكل أمام الدولار، بالإضافة إلى هروب 60% من الاستثمارات الأجنبية المهمة من إسرائيل.

وفى تقرير سابق، أكد أن إسرائيلى تكبدت خسائر بالجملة، منذ اندلاع عمليات "طوفان الأقصى" التى أمطرت تل أبيب بمئات الصواريخ، وقال بنك "هبوعليم"، أحد كبر البنوك في إسرائيل، إن تكلفة الحرب بين إسرائيل في غزة، تقدر بما لا يقل عن 27 مليار شيكل (6.97.5 مليار دولار) حتى الآن.

وأضاف البنك، في تقديرات أولية له نشرتها القناة السابعة الإسرائيلية، إنه أخذ في اعتباره النداء الكبير والواسع النطاق لاستدعاء 300 ألف جندي احتياط، يتعين عليهم ترك وظائفهم، للخدمة في أكبر تعبئة منذ حرب "يوم الغفران" عام 1973، عندما استدعت إسرائيل وقتذاك 400 ألف جندي احتياطي، واضطرت إلى إصلاح البنية التحتية والمنازل وأجزاء من الجيش، وتكاليف استمرت لعدة سنوات من أجل إعادة تأهيل الجنود الذين خرجوا من الحرب بإعاقة ورعاية أسر الجنود الذين سقطوا في الحرب.

وقال مودي شفرير كبير الباحثين الاستراتيجيين في بنك (هبوعليم): "في الوقت الحاضر، من الصعب جدًا معرفة كيف ستتطور الحرب، وما إذا كانت ستؤدي إلى غزو بري لأجزاء من قطاع غزة يستغرق عدة أسابيع، أو ما إذا كانت ستتسع الحرب لتشمل الجبهة الشمالية (لبنان)، ومدى الفترة التي سيتم فيها استدعاء الجنود".

وأضاف: "في الوقت الحاضر يمكن الافتراض (بتقدير تقريبي للغاية) أن تكاليف الحرب الحالية ستبلغ ما لا يقل عن 1.5% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما يعني زيادة في عجز الموازنة بما لا يقل عن 1.5% من الناتج المحلي الإجمالي في السنة القادمة".

وقال بنوك هبوعليم، إنه استند في تقديراته جزئيا إلى التكاليف خلال الحروب السابقة التي خاضتها إسرائيل. وقال مودي: "تُظهر التجارب السابقة أن تأثير الحرب على الناتج المحلي الإجمالي من المتوقع أن يظهر بشكل رئيسي في أرقام الاستهلاك الخاص والسياحة، لكن التعبئة الكبيرة للغاية لقوات الاحتياط والتقدير بأن الحرب الحالية ستستمر لأسابيع عديدة، من المتوقع أن تؤدي إلى المزيد من الخسائر مقارنة بالحروب السابقة".

وقال البنك إنه منذ بدء عملية "طوفان الأقصى" انخفضت الأسهم والسندات المحلية، ولا تزال العديد من الشركات والمدارس في إسرائيل مُغلقة، بينما أوقفت شركات الطيران معظم الرحلات الجوية إلى "تل أبيب".

وأكد هبوعليم إنه على الرغم من قرار البنك المركزي الإسرائيلي بيع ما يصل إلى 30 مليار دولار من العملات الأجنبية لدعم الشيكل ومنع انهياره، إلا أن الشيكل تراجع بأكثر من 2% خلال اليومين الماضيين ويتم تداول الدولار الآن بنحو 3.95 شيكل.

وسلط البنك الضوء على تحذير صندوق النقد الدولي اليوم من أن الاقتصاد العالمي سيواجه حالة جديدة من عدم اليقين بسبب الحرب بين إسرائيل وحماس ويمكن أن يسفر ذلك عن تداعيات على الشرق الأوسط وخاصة على أسعار النفط.

ومنذ اليوم الأول للعملية هبط المؤشر الرئيسي لبورصة تل أبيب بنسبة 6.7% عند الإغلاق ومؤشر البنوك هوى 8.7% بعد يوما من هجوم واسع النطاق على إسرائيل. حيث ألغت عدد من شركات الطيران العالمية رحلاتها إلى تل أبيب.

وتم إلغاء حجوزات الفنادق وهروب السياح، كما تم إغلاق الشركات والمحال التجارية في إسرائيل وحتى الصيدليات، بجانب انقطاع الكهرباء عن مستوطنات جنوب إسرائيل.