ذكرى تشكيل سعد زغلول الحكومة.. المتاعب واجهت زعيم الثورة منذ اللحظة الأولى

سعد زغلول
سعد زغلول
كتب عبد الرحمن حبيب

تحل اليوم ذكرى تشكيل سعد زغلول أول وزارة شعبية في مصر عام 1924 بعد انتخابات فاز فيها مناصروه بمعظم مقاعد البرلمان على أنَّ المتاعب قد صادمت الوزارة السعدية من اللحظة الأولى وفقًا لما ذكره عباس محمود العقاد في كتاب "سعيد زغلول زعيم الثورة"، ولا سيما في مسألة السودان.

فلما أراد أن ينص في خطاب العرش على الاستقلال التام لمصر والسودان، حال بينه وبين ذلك عبارة الإنذار الذي وجهته بريطانيا العظمى إلى جلالة الملك مباشرة في عهد الوزارة النسيمية لاشتمال الدستور على اسم "ملك مصر والسودان" ولم يشأ صاحب العرش أن يستهدف لأزمة أخرى من ذلك القبيل؛ فاستغنى سعد عن عبارة تحقيق الاستقلال التام لمصر والسودان بعبارة "تحقيق الأماني القومية بالنسبة لمصر والسودان".

وهي العبارة التي أوشكت أن تدفع بسعد إلى الاستقالة، حين تعرض النواب لها بالتعديل والتفسير، وقد أتبعها في بعض أحاديثه بتفسير يقول فيه: إنَّ الآمال القومية هي الاستقلال التام.

وما زالت مسألة السودان مثار السؤال والجدل والإحراج والتعنت من خصوم سعد الإنجليز والمصريين في وقت واحد، كلا الفريقين يريد أن ينقلب المنصب الوزاري على سعد شَرَكًا مُرديًا، وكلاهما يريد أن يرى كيف يعجز ويفشل، ولا يريد أن يرى كيف يقتدر وينجو بكرامة الزعامة وكرامة القضية.

فالمعارضون في مجلس النواب يطالبون بعرض ميزانية السودان كما كانت تُعرض على مجلس الشورى، وهي أحرى أن تُعرض على أول برلمان.

والموظفون الإنجليز في السودان يجمعون الأذناب والأتباع ليعلنوا ولاءهم للحكومة البريطانية دون غيرها، واستمساكهم بالتبعية والإخلاص لتلك الحكومة العادلة المحبوبة تعريضًا بحكومة المصريين.

وإذا قوبلت هذه المظاهرة بمظاهرة من السودانيين المتعلقين بوحدة وادي النيل حلَّ بهم البطش الشديد، وحاق بهم العذاب الأليم.

فإذا شَكَوْا إلى الحكومة السعدية وليس لهم من يشكون إليه غيرها فخصوم سعد الإنجليز يمعنون في إحراجه بزيادة البطش والتعذيب، وخصومه المصريون يمعنون في إحراجه بطلب الإفراج عن المعاقبين، وتعجيل الحساب والعقاب للموظفين المسئولين، وكان من هذا وذاك أنه استقال، ولم يكد يمضي على الوزارة ثلاثة أشهر.

استقال بعد تصريح اللورد بارمور باسم الحكومة البريطانية حكومة العمال "بأن الحكومة البريطانية لن تترك السودان بأي معنًى كان" فأجاب سعد على هذا التصريح بتصريح مثله في مجلسَي النواب والشيوخ جاء فيه:

إنني بالنيابة عن الشعب المصري جميعه، وفي حضرتكم الموقرة، أصرح بأن الأمة المصرية لن تتنازل عن السودان ما حييت وما عاشت … إنَّ حقوق الأمم لا تضيع بمجرد أن يقول الغاصب إني أريد أن أتمتع بها دون أصحابها … نعم أيها السادة، لا يمكننا مطلقًا أن نتنازل عن السودان، لا لأنه مستعمرة، بل لأنه جزء من كياننا، بل لأنه منبع حياتنا، بل لأنه لا يمكن لمصر أن تعيش بدون السودان أصلًا.

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ترامب يؤدي التحية العسكرية أثناء حضوره نهائي كأس العالم للأندية.. صور

أبو عبيدة: محمد الضيف وجّه أقسى ضربة في تاريخ العدو الصهيونى

3 بطولات و17 مساهمة تهديفية.. حصاد رحلة محمد شكرى قبل العودة للأهلى

قوات الكوماندوز الإسرائيلية تتمرد على الخدمة في الجيش بسبب طول أمد الحرب

جولة تفقدية غدًا لرئيس الوزراء لعدد من مشروعات محافظة الإسكندرية


محمد صلاح يشارك فى فوز ليفربول على بريستون 3-1 وديا.. فيديو

تشيلسي ضد بي اس جي.. حلم برشلونة يراود إنريكي مع باريس سان جيرمان

الرئيس السيسى باجتماع القمة التنسيقى للاتحاد الأفريقى: مصر عملت خلال فترة رئاستها للجنة التوجيهية للنيباد على تنفيذ أولويات محددة لتسريع وتيرة تنفيذ أجندة أفريقيا 2063.. والقارة الأفريقية التي نريدها ليست حلما

شاهد كواليس مسلسل "ما تراه ليس كما يبدو"..صور

ظهرت الآن.. رابط الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية برقم الجلوس


روني باردجي يخضع للفحص الطبي فى برشلونة

الآن نتيجة الدبلومات الفنية 2025.. اعرف نتيجتك على اليوم السابع برقم الجلوس

"اليوم السابع" داخل جولة بمكتب خدمات الأجانب بالعاصمة الإدارية الجديدة

راحة إجبارية 21 يوماً.. "فيفا" يصدر قرارات جديدة لدعم اللاعبين

جنايات الإرهاب تقضى بالمؤبد والمشدد للمتهمين بقضية "خلية الإسماعيلية"

شيفو يقترب من الرحيل عن البنك الأهلي بعد انضمام مصطفى دويدار

الرئيس السيسى يلتقى عددا من الرؤساء قبل اجتماع القمة التنسيقى للاتحاد الأفريقى

وزارة الصحة تكشف حقيقة وفاة 4 أشقاء بالالتهاب السحائى.. تفاصيل

إبراهيم سعيد يعود لمحكمة الأسرة من جديد بسبب المصروفات المدرسية.. تفاصيل

الأولى مكرر على الجمهورية: أمنيتى الالتحاق بكلية التجارة وأسرتى أكبر داعم لى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى