50 عامًا على انتصار أكتوبر.. "أم رفاعي" حكاية بطلة استثنائية من الجبهة

أم رفاعي بعد انتصارات اكتوبر
أم رفاعي بعد انتصارات اكتوبر
كتبت منة الله حمدي
"أنتم ولادى.. حتروحوا فين.. يانموت سوا.. يا نعيش سوا.. خلوها على الله".. بهذه الكلمات البسيطة المفعمة بالإيمان والتسليم وحب الوطن حتى النخاع طمأنت "أم رفاعي" السيدة البسيطة الخمسينية الجنود المصريين الذين وجدوا في بيتها بفايد ملاذًا آمنًا حتى يستعيدوا قوتهم وأسلحتهم ويواصلوا الحرب ضد العدو، ويواصلوا معًا كتابة سطور الملحمة التاريخية والانتصار الذى لن ينسى فى أكتوبر 1973.
 
تحت عنوان "أم رفاعي.. بطلة من الجبهة"، شارك الأديب الراحل جمال الغيطاني على صفحات جريدة الأخبار قصة البطلة المصرية البسيطة التى كانت أمًا لتسعة أبناء كان أحدهم فى ساحة القتال وقت اندلاع الحرب، ما جعلها ترى ابنها فى وجوه كل الأبطال على الجبهة. 
 
حرب أكتوبر
حرب أكتوبر
 
وكتب الغيطاني في مقاله الذي أعيد نشره فى كتابه "على خط النار"، أن الجميع في فايد بالإسماعيلية يعرفون "أم رفاعي"، خاصة رجال القوات المسلحة الذين حاربوا العدو في منطقة الثغرة، وشهدت الاشتباكات ومعارك قواتنا ضد العدو من بيتها الذي يقع على بعد أمتار من قناة السويس، عاشت فرحة العبور، وعندما بدأت قوات العدو محاولتها البائسة فوق الضفة الغربية عندما بدأت دبابات العدو تطارد المدنيين العزل اقتحموا فايد، يقلبون الدنيا بحثا عن جندى مصرى واحد لكي يغتالوه بعد أن فقد سلاحه فى القتال، هنا بدأ دور هذه السيدة البسيطة الذي يلخص عظمة الشعب المصرى، وشجاعته. ويبلور عناصر أصالته.. العدو يشن حملات مجنونة ضد جنود قواتنا المسلحة على منطقة الثغرة رفاعى الابن الاكبر والعامل بمجلس المدينة يلتقى بأربعة من رجالنا ، قاتلوا حتى آخر طلقة، فقدوا سلاحهم. لا يستطيعون الانضمام إلى أى وحدة فى القوات المسلحة لان المنطقة محاصرة.
 
 
أحد الأبطال يزور ام رفاعي
أحد الأبطال يزور ام رفاعي بعد النصر
 
يدعوهم إلى البيت، أم رفاعى ترحب وتقول: إن ما شالتكوش الأرض، تشيلكو عنينا .. إحنا لينا رجاله في الجيش برضه". وهذا حقيقى، فالابن الثانى محمد جندى فى القوات المسلحة من فترة قريبة تزوج وزوج ابنتها كان مجندا حتى وقت قريب. بدأت أم رفاعى تدبر أمر اقامة الرجال أحضرت ملابس لهم وكان العدو يدهم فايد بين وقت وآخر بحثا عن الرجال. وكان بيت أم رفاعى معرض كغيره للتفتيش.. والعثور على جندى معناه قتله في الحال. هكذا كان يفعل الجبناء.
 
كان أولادها وشقيقتها الصغرى رصدوا حركة العدو، عرفوا - ما هو أنه يجيء يوم بعد يوم، وفى ميعاد محدد الساعة التاسعة صباحا، تعمدت أم رفاعي أن تترك باب البيت الخارجى مفتوحا لان الأبواب المغلقة تثير الشكوك والريبة، يحيطون شقيقة أم رفاعى خارج البيت أربعة يحوطونها بالرشاشات، رفع يدها إلى أعلى سألوها هل أنتى متزوجة؟ وبرغم أنها لاتزال فتاة فقد قالت لهم إنها متزوجة، وأن زوجها فى مصر، سألوها هل يوجد أحد عندهم، وفي هذه اللحظة تخرج أم رفاعى، ويري جنود العدو فلاحة مصرية قصيرة القامة لكنها مرفوعة الرأس، ترتدى الثياب السوداء البلدية للفلاحة المصرية، تقول لهم بثبات نادر، أن البيت خال من الرجال وتطلب منهم أن يدخلوا ليفتشوا .. أنا لما أقول لهم ..أدخلوا .. حيروح الظن من دماغهم... ويدخل اليهود البيت أكثر من مرة لكنهم لا يعثرون على أحد، كيف هذا؟ هو السرالذي تحتفظ أم رفاعى حتى الآن به.
 
وتعود أم رفاعى لتدبر اللقمة لضيوفها ولتبدى ترحيبا بهم اذ يعبرون من خجلهم من البقاء معها، تقول من عمق أصالة قدرها ألاف السنين - "أنتم ولادى.. حتروحوا فين.. يانموت سوا.. يا نعيش سوا .. خلوها على الله" .
 
كان للرجال وثائق وصور هامة داخل بيت قريب من مطار فايد، وبدا مستحيلا ذهاب أحدهم إلى هناك وهنا تتقدم الشقيقة الصغرى لأم رفاعي تمضى إلى البيت على مرأى من اليهود ويعترضها بعضهم فتقول لهم إنها نسيت حاجة هناك ستحضرها وتعود بها ، وتدخل البيت بالمفتاح الذى اعطاه لها الرجال. تحضر كل ما طلبوه منها ، وتدفن بعض الأشياء. وتعود في الطريق ممسكة بيد الابنة الصغرى لام رفاعي (وزة) وفوق رأسها مشنة مليئة بالوثائق والأوراق في نفس الوقت أحضر رفاعى الابن الاكبر بعض تصاريح الاقامة من مجلس المدينة. يضع صوراً للرجال في البطاقات، يستعمل البريزة كختم رسمى: يغمسها فى الحبر وطبع النسر على البطاقة حتى يبدو الأمر متقبلاً.
 
واستمرت الإقامة السرية بعض الوقت وحان وقت رحيل الرجال حصل الرجال على السلاح. وكان لابد أن يلتحقوا بالوحدات. واستطاعت أم رفاعى أيضا أن تدبر وسيلة وأوى آخرون إلى بيتها، وفي إحدى المرات جاء ابنها باثنين رفضا الاقامة فى نفس البيت عندئذ أوتهما في بيت خال قريب. أعطتهما فراشا وغطاء، وبابور، وكان أطفالها الصغار يمضون إليهما بالطعام في خفية."
 
امتنان عميق وتقدير حمله المقاتلين لأم رفاعي، دفعهم إلى زيارتها خصيصًا رغم أنهم يعيشون في محافظات مختلفة، لكنهم يحرصون في إجازاتهم على زيارة الأسرة التي أوتهم وقدمت لهم المساعدة وقت الشدة.
 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

لاستيعاب الكثافة المرورية.. مجلس الوزراء يوافق على طلب لمحافظة الجيزة

ترامب يرتدى رابطة عنق بلون العلم القطرى فى الدوحة.. ويشارك بمؤتمر بعد قليل

وزير التعليم يعلن إعادة إطلاق اختبار "SAT" رسميًا فى مصر بداية من يونيو 2025

وزير الخارجية يصل بغداد للمشاركة فى الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية

وزارة التعليم: إضافة 20% من درجات العربى والتاريخ بالثانوية الدولية للمجموع


الأهلي يتقدم 4 مراكز في تصنيف أندية أفريقيا.. وغياب الزمالك وبيراميدز

مؤتمر رؤساء أجهزة الإعلام الأمنى يبحث آليات مواجهة الشائعات

القبض على اللاعب على غزال لتنفيذ أحكام قضائية ضده للمرة الثانية

اليونان تصدر تحذيرا من احتمال حدوث تسونامى عقب الزلزال

دفاع الفنان محمد غنيم: إنهاء إجراءات إعادة المحاكمة وحبس موكلى لحين تحديد جلسة


الإدارية العليا تؤيد قرار التعليم بتدريس مواد الهوية القومية بالمدارس الأجنبية

مواعيد امتحانات الفصل الدراسى الثانى 2025 لطلاب الجيزة

قصر ترامب الطائر.. "NBC": أعمال تحويل طائرة قطر لرئاسية تكلف أمريكا مليار دولار

الإدارية العليا تلغى حكم أول درجة بشأن تابلت طلاب الثانوية: عهده ويجب إعادته

زلزال بقوة 6.4 درجة على مقياس ريختر يضرب تونجا

تقارير تكشف موعد وصول مدرب الأهلى الجديد جوزيه ريفيرو للقاهرة

الزمالك أمام فاب الكاميروني.. وسيدات الأهلي مع كالارا ياوندى بانطلاق الكؤوس الأفريقية لليد

حدث ليلا.. تغطية شاملة لزلزال اليوم بقوة 6.4 ريختر: كان قويًا نسبيًا

تفاصيل زلزال "نص الليل".. سكان القاهرة والمحافظات يشعرون بهزة أرضية بقوة 6.4 ريختر.. البحوث الفلكية: قوى نسبيًا.. واستغرق أقل من 20 ثانية.. ورصدنا هزتين ارتداديتين.. والهلال الأحمر: لم ترد بلاغات بوقوع أضرار

موعد مباراة منتخب مصر للشباب أمام المغرب فى أمم أفريقيا للشباب

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى