"غزة" تهيمن على أروقة السياسة البريطانية.. صحف: استمرار ضغط أعضاء "العمال" على كير ستارمر للمطالبة بوقف إطلاق النار فى القطاع.. السير يرفض.. و330 من أعضاء المجلس برسالة: موقف الحزب يضر بمجتمعاتنا ويزيد الكراهية

استمرارا لتأثير المجازر الإسرائيلية فى قطاع غزة على حشد الرأي العام البريطاني لصالح دعم وقف إطلاق النار، والذى ظهر جليا فى المظاهرات واستقالات نواب من الأحزاب، وقع ما لا يقل عن 330 من أعضاء مجلس حزب العمال على رسالة تحث زعيم حزب العمال، كير ستارمر على دعم وقف إطلاق النار في غزة، على الرغم من محاولاته طمأنة الحزب بشأن هذه القضية، وفقا لصحيفة "الجارديان" البريطانية.

وانتقد أعضاء المجلس، الذين علمت صحيفة "الجارديان" أن ثلثيهم ليسوا مسلمين، رفض الحزب دعم هذه السياسة، التي يقولون إنها "تضر المجتمعات في جميع أنحاء المملكة المتحدة".

وشرح ستارمر موقفه من الأزمة أمس الثلاثاء بعد انتقادات متزايدة من النواب بسبب موقفه من معاناة الفلسطينيين. لكن أعضاء المجلس حثوه على المضي أبعد من ذلك و"الإدانة بشكل لا لبس فيه" لجميع أعمال العنف ضد المدنيين.

وجاء في الرسالة: "باعتبارنا قادة المجتمع، فإننا ندعم سكاننا بشكل استباقي من خلال التحدث إلى الجماعات الدينية والمجتمعية والعمل على حماية مجتمعاتنا التي تواجه جرائم الكراهية المتزايدة والعنف ذي الدوافع العنصرية."

وأضاف "إن الكارثة الإنسانية المتزايدة في غزة تؤثر علينا جميعا، وفشل حزب العمال في الدعوة إلى إنهاء العنف يسبب الأذى في مجتمعاتنا."

ورداً على خطاب ستارمر، قال أحد مسئولي حزب العمال، الذي كان ينتقد موقف ستارمر سابقاً، إن الخطاب فعل ما يكفي للحفاظ على تماسك الحزب على المدى القصير. وأوضح : "يمكننا أن نتمسك بهذا الموقف. الشيء الرئيسي هو أن نبدو وكأننا نهتم بحياة الفلسطينيين بدلاً من الجدال حول الفارق الفني بين وقف الأعمال العسكرية  وبين وقف إطلاق النار".

لكن شخصيات بارزة أخرى في حزب العمال قالت إن تصريحاته لم تفعل الكثير للحفاظ على تماسك الحزب البرلماني. وقال أحد المطلعين إن أعضاء البرلمان من حزب العمال يشعرون بالتوتر، ويحاولون يائسين منع زملائهم على المستوى الوطني والمحلي من الاستقالة.

تأتي هذه الرسالة المفتوحة إلى ستارمر بعد أن دعا ما لا يقل عن 250 عضوًا مسلمًا من حزب العمال القيادة إلى الدعوة إلى وقف إطلاق النار.

ووجه ستارمر انتقاده الأكثر مباشرة حتى الآن للقصف الإسرائيلي، معربا عن "قلقه" إزاء بعض تصرفاته وحث إسرائيل على السماح بإدخال الوقود إلى غزة.

وقال ستارمر أمام جمهور في مركز تشاتام هاوس للشئون الخارجية في لندن: "رغم أنني أتفهم الدعوات لوقف إطلاق النار في هذه المرحلة، إلا أنني لا أعتقد أن هذا هو الموقف الصحيح الآن".

وأصر ستارمر على أنه يتحمل المسئولية الجماعية على محمل الجد ــ المبدأ الذي يقضي بأن يتبنى أعضاء فريقه موقفا موحدا ــ لكنه لم يعط أي إشارة إلى أنه على وشك إقالة أولئك الذين تحدثوا علناً. وقال: "الأمر متروك لي لمعالجة المسئولية الجماعية، وأنا أدرك ذلك".

وقال إن وقف إطلاق النار من شأنه أن "يجمد الصراع"، مما يسمح للفصائل بشن هجمات ضد إسرائيل مرة أخرى في المستقبل.