من غزة إلى فلسطين كيف تتحرك مصر فى كل الملفات المعقدة معا؟

أكرم القصاص
أكرم القصاص
وسط المشهد المشتعل فى المنطقة، واستمرار العدوان الإسرائيلى على غزة، ضمن حرب الإبادة والحصار، وتساقط المدنيين من أطفال ونساء، يبدو واضحا أن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فشل حتى الآن فى تحقيق أى من الأهداف التى أعلنها، وكل يوم يتضاعف عدد المدنيين الذين يسقطون أمام الآلة العسكرية، وتثبت التجارب والمواجهات السابقة عن استحالة تصفية الفلسطينيين أو إنهاء المقاومة، وفى الوقت ذاته فشل نتنياهو فى تحقيق الأمن لمواطنيه، حيث يستمر الخوف والهلع بين المحتلين، وهو فشل يضاعف من حالة الاندفاع والانتقام والحديث عن حرب طويلة وصعبة.
 
 ومهما طال أمد العدوان، لن يسفر إلا عن المزيد من الضحايا المدنيين، الذين يضاعفون الغضب عالميا، وتكذب الرواية الإسرائيلية حول مزاعم الدفاع عن النفس، وحتى الدول الداعمة للعدوان، وإسرائيل غيرت من خطابها قليلا تجاه وقف الحرب، وإدخال المساعدات، والوصول إلى هدنة تخفف من معاناة أهالى غزة.
 
النتيجة أن نتنياهو لن يمكنه الاستمرار إلى ما لا نهاية فى حرب طويلة، تمثل استنزافا للجيش، وللاقتصاد، وليس أمامه سوى التوقف، كما أن سيناريو إزاحة أو تهجير الفلسطينيين من غزة فشل، خاصة مع وقوف مصر بحسم فى مواجهة هذا المخطط، ثم إن الدول الكبرى تدعم سيناريوهات وقف العدوان والانخراط فى مفاوضات يمكن أن تنتج عنها إعادة المحتجزين، وهو أمر تدور حوله مفاوضات واتصالات يتوقع أن تسفر عن حل. 
 
حيث تجمع مصر بين الخط الإغاثى والخط المتمسك بأساسيات القضية الفلسطينية، وتستمر خطوط الاتصال مع كل الأطراف لحلحلة ملف المحتجزين، مع توقع المزيد، ما قد يسهل أيضا السعى لإدخال الوقود الذى يمثل هو الآخر أحد أساسيات الحياة، والأهم فهو السعى لوقف الحرب وتوضيح خطورة الانحياز الأمريكى والدعم المستمر للعدوان، وأهمية أن تتدخل الولايات المتحدة لوقف العدوان واستمرار تدفق المساعدات ومضاعفتها، حتى تلبى احتياجات الفلسطينيين فى غزة. 
 
وعلى الطرف الآخر، فيما يتعلق بالمقاومة والفصائل الفلسطينية يفترض أنها بحاجة إلى وقف العدوان، وهناك إشارات إلى إمكانية قبول صفقات لتبادل المحتجزين من الجانبين، وإنهاء ملف قد يكون مقدمة لإنهاء الحرب، بعد أن بلغ الدمار فى غزة أقصى مدى.
 
كل الطرق تقود إلى طريق التفاوض، ووقف العدوان، وهو أمر يفترض أن يكون بداية لانخراط فى مسارات السلام، وهو طريق ليس سهلا، ويتطلب الكثير من الصبر والاستعداد، وربما يبدأ من انخراط الفصائل الفلسطينيين فى مصالحة، على أرضية جولات متعددة استضافتها القاهرة ودعمها، آخرها فى يوليو الماضى بالعلمين الجديدة، واذا كان الفلسطينيون ينخرطون فى مفاوضات مع المحتل، فليس أقل من أن يتحدوا استعدادا لجولات طويلة تنهى الانقسام.
 
والواقع يشير إلى أن مصر حسمت موقفها، فى دعم القضية الفلسطينية ورفض أى محاولات لتصفيتها، وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أن أى صراع ينتهى إلى مسار سياسى وتفاوض، والأفضل هو التوصل إلى حل جذرى للقضية، بدلا من استمرار الاضطراب الذى يجدد المواجهة، وهو أمر لا يمكن استمراره بلا أفق، ويمثل ضغطا على كل الأطراف. 
 
ومنذ بداية الأزمة لم تتوقف تحركات الدولة المصرية على كل الأصعدة، وأصبحت القاهرة مركزا لاتصالات وزيارات وجولات زعماء العالم، وكان الموقف المصرى واضحا تجاه رفض التصفية، وأيضا إبعاد أى حلول قد تمثل ضغطا على الفلسطينيين.
 
وكان موقف مصر واضحا، تجاه ما طرحه المسؤولون الأمريكيون، سواء الرئيس الأمريكى جو بايدن، أو وزير الخارجية أنتونى بلينكن، وآخرهم مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وليام بيرنز، حيث أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى رفض مصر لأى حل يهمش القضية الفلسطينية أو يختزلها فى غزة، أو يعزلها عن الضفة الغربية، وأن أى حل يجب أن يكون مستندا إلى الفلسطينيين، والحل الشامل للقضية، ورفض أى خطط تهدف إلى عزل غزة، أو وضع أى أطراف أخرى فى إدارتها، مع رفض فكرة نزوح الفلسطينيين، أو تصفية للقضية الفلسطينية. 
 
وسط النار، تحرص مصر على إدارة كل الملفات معا، وتتواصل مع كل الأطراف الإقليمية، وتسعى لموقف عربى موحد، لصالح القضية والدولة الفلسطينية والقضايا العربية. 
 

 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

قرار جديد من النيابة بشأن المتهم بإصابة 4أشخاص وإتلاف 3سيارات بكوبرى أكتوبر

يا هلا وغلا.. إشبيلية يعلن ضم الجوهرة السعودية عبد الله الجرافي

السكة الحديد تُعلن مواعيد تشغيل قطارات خط القاهرة / السد العالى

تعرف على صفقات الأهلى وفاركو والراحلين قبل لقاء الليلة بالدورى

ميلانيا ترامب تطالب نجل بايدن بمليار دولار تعويض بسبب جيفرى ابستين


الأرصاد تحذر: اضطراب الملاحة بهذه المناطق ونشاط رياح مثيرة للرمال والأتربة

مصير المطلقة المتمكنة من شقة "إيجار قديم" بعد إقرار القانون الجديد

البريد أبرزها.. 3 طرق لتلقى طلبات حجز وحدات بديلة لمستأجرى الإيجار القديم

بعد حادث كوبرى أكتوبر.. تعرف على عقوبة القيادة تحت تأثير الكحول

العش وعمر كمال على رأس 11 لاعبا يغيبون عن الأهلى أمام فاركو الليلة


أنقذها القومى للطفولة مرتين.. نجاة فتاة أبو المطامير من الزواج بعمر 16 عاما

تقليل الاغتراب.. موقع التنسيق يواصل إتاحة التسجيل للمرحلتين الأولى والثانية

حسام حسن يستقر على 25 لاعبًا لمباراتي إثيوبيا وبوركينا فاسو

ناشئو اليد أمام النرويج فى تحديد مراكز بطولة العالم

لافروف حول قمة ألاسكا: موقفنا واضح وسنعلنه ونعول على حوار بناء

كل ما تريد معرفته عن المعهد الشرطى الصحى.. الشروط والمجموع المطلوب للتقديم

منتخب الشباب يلاقي المغرب في الودية الثانية اليوم استعدادا للمونديال

ترتيب الكرة الذهبية بعد السوبر الأوروبي.. محمد صلاح يطارد ثنائي باريس

الإمارات تدين تصريحات نتنياهو بشأن "رؤية إسرائيل الكبرى" وتصفها بـ"الاستفزازية"

موعد مباراة الأهلى أمام فاركو اليوم الجمعة فى الدوري المصري والقناة الناقلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى