أهوال الحرب على غزة.. حاملو الجنسيات الأجنبية العائدون من جحيمها يروون تفاصيل مرعبة: كل شيء أصبح مُدمرا ولا يوجد غير الموت.. النزوح على الأقدام سيرا لمسافات وسط أشلاء الضحايا..والقطاع أصبح منطقة لا تصلح للحياة

حملة الجنسيات الأجنبية العائدين من غزة
حملة الجنسيات الأجنبية العائدين من غزة
رفح ـ محمد حسين

الحرب على غزة تتواصل وسط أحداث مرعبة كشفها من كانوا تحت جحيمها قبل ساعات، وعاشوا تفاصيلها على مدار أيامها وخلالها فقدوا ذويهم وبيوتهم، ومنهم من انطلق سيرا على الأقدام لمسافات من الشمال إلى الجنوب، بحثا عن الأمان وسط ضيق ونقص فى كل سبل الإعاشة والعلاج.

التفاصيل رواها لـ"اليوم السابع"، عددا من العائدين من غزة من حملة الجنسيات الأجنبية الذين يجتازون يوميا بوابة معبر وصولا للجانب المصري ومنه يسلكون طريقهم لمطار القاهرة عائدين إلى بلادهم.

وروى رمضان عبده أحد حاملى الجنسيات الأجنبية العائد من قطاع غزة مشاهد من الرعب تحت نيران الحرب، وأشار  إلى أنه بعد وصوله للأراضي المصرية فى طريقه لمطار القاهرة، ضمن أفراد الجالية البرازيلية التى يحمل جوازها مع زوجته وطفلته وهو فلسطينى الأصل من أبناء غزة.

قال إنه عاش الحرب بكل مراحلها، حيث يسكن مدينة غزة، وانتقل بحثا عن الأمان من الشمال إلى الجنوب، وخرج من غزة لكن قلبه لايزال معلقا بها حيث فيها أفراد أسرته لا يعرف كيف سيكون مصيرهم تحت نيران حرب لا تبقي ولا تذر ولا ترحم.

ووصف الوضع المعيشى فى غزة بأنه كارثي، مشيرا إلى أنه لم يجد علاجا لطفلته فى المستشفيات، وقال إنه حتى يحصل على جركن مياه ينتظر لأكثر من ساعتين فى طابور، ويتكرر الأمر بمدى زمني يمتد 10 ساعات فى حال التفكير فى الحصول على قليل من الخبز انتظارا أمام الأفران وقد يكون المحصلة فى النهاية لا شيء وينفذ الدقيق قبل أن يحصل على ما يسد الرمق ليعود فى اليوم الثانى".

وتابع أنه حزين على غزة وحالها، حزين أن الحرب دمرت كل شيء ومحت من الوجود عائلات وأسر، ومن بقى حيا هو مشروع موت إنسان كان أو حيوان أو حتى جماد بنيران عدو لا يرحم أحدا.

وأشار إلى أنه وصل إلى مصر بلد الأمان عبر بوابة معبر رفح، التى فتحت لدخول أبناء الجاليات الأجنبية والعربية، وأنهم فى طريقهم للعودة للبرازيل وكانت قلوبهم ستبقى معلقة بغزة.

وتنفست "ريم ربيع" سيدة من غزة الصعداء بعد وصولها الجانب المصرى من معبر رفح اليوم بعد أن شعرت بالأمان، ولا خوف على حياتها الآن وهى تستكمل طريقها ضمن عدد من حملة الجنسية البرازيلية الذين تمكنوا من الخروج من غزة.

روت "ريم" تجربة العيش تحت نيران الحرب، مؤكدة أنها تحمل الجنسية البرازيلية ولكنها فلسطينية من أبناء غزة، وفقدت 8 أفراد من عائلتها دمر الاحتلال منزلهم .

وأضافت أن غزة أصبحت منطقة لا تصلح للحياة، وأنها لا يزال عالقا بذهنها مشهد النزوح والسير على الأقدام لساعات طويلة، مؤكدة أنهم نجو من الموت بأعجوبة فى أكثر من مكان.

وأضافت: نحن نسير نازحين على الأقدام وشاهدنا الجثث حولنا وكنا نتمنى أن نتمكن من انتشالها ولكن لا نستطيع حيث بنادق العدو موجهة علينا ومطلوب السير بدون التفات.

وقالت: كنا نبكى على فراق بيوتنا وديارنا والتهجير ولكن ما باليد حيلة، وتابعت بقولها غزة كل شيء فيها توقف والأهم المستشفيات التى لم تعد تستطيع استقبال جرحى مرضى، وأى حديث عن حجم ما تتعرض له غزة يفوق الوصف.

ووصفت ديانا أبو سالم وهى سيدة برازيلية عادت من قطاع غزة ضمن الجنسيات التى خرجت من القطاع عبر معبر رفح، الأوضاع فى غزة إنها مشاهد موت وخراب وذل لكل من يريد أن يعيش حيا.

وتابعت أنها فلسطينية تحمل الجنسية البرازيلية، ووصلت مع زوجها لقطاع غزة قبل نشوب الحرب بأسبوع لزيارة أسرة زوجها، وكان قدرهم أن يعيشوا هذه المأساة التى تفوق الوصف.

وأضافت انها انتقلت من شمال غزة إلى جنوبها الأمن ضمن طابور المدنيين الباحثين عن الأمان وكان المشهد كثير مؤثرا حيث ساروا على أقدامهم لمدة فات 4 ساعات خلالها كانوا يحملون راية الاستسلام البيضاء وأيديهم مرفوعة بأوراقهم الثبوتية، ومن بعيد يراقبهم العدو مشهرا سلاحه، وبين الحين والآخر  تسير الطائرات فوق رؤوسهم وتقصف بجوارهم منازل.

وتابعت: الأصعب هو مشاهد الشهداء وأشلاء الجثث على طول مسار الطريق، بينما الحياة لا تعتبر حياة حيث كل شيء غير متوفر من ابسط مقومات العيش.

وأشارت إلى أنها تنفست الصعداء بعد خروجها من جحيم الحرب ووصلت إلى مصر بلد الأمان التى استقبلت فيها بترحاب من الجميع.

وقال محمود أبوحالق فلسطينى إنه خرج من قطاع غزة عبر بوابة معبر رفح، ضمن حملة الجوازات الأجنبية، أن الوضع فى قطاع غزة حزين حيث كل شيء أصبح مُدمرًا ولا يوجد غير الموت.

وأضاف "أبوحالق" وهو فى طريقه من معبر رفح لمطار القاهرة للسفر للبرازيل التى يحمل جنسيتها، أنه عاش تجربة صعبة ومريرة وكان كغيره من كل سكان غزة الأحياء ينتظر الموت رميا برصاص العدو في أي لحظة أو الموت تحت  أنقاض البيت.

وتابع: فررنا من الموت عبر ممرات طويلة سرنا لمسافات بعيدة لأننا مدنيين لا نقاتل أحد ولكننا نبحث عن الحياة ومعنا أطفالنا وشيوخنا ومع هذا العدو لا يرحمنا ورصاصه يلاحق كل ما يسير على الأرض.

وأشار إلى أن الحياة فى غزة الصعب فيها هذا الضغط العصبي الرهيب فالموت يحاصر كل حى وإذا تيسر له السير للبحث عن طعام لا يجده، وإذا أصيب لا يجد مكانا للعلاج.

وقال إن مشاهد أشلاء الأطفال ودمار البيوت مرعبة وكل ما نتمناه أن تضع الحرب أوزارها ويتم انقاذ من هم لايزالون أحياء ويجد المصابين الدواء .

وخرج "بدر منير بدر" طفل من قطاع غزة فى الحادية عشر من عمره من غزة مع والديه حاملى الجنسية البرازيلية ضمن عمليات الخروج لحملة الجنسيات الأجنبية من معبر رفح فى طريقهم لبلدانهم.

 قال بدر إن غزة يعتز أنه أحد أبنائها وأنه فلسطينى حتى وإن كان يحمل جنسية أجنبية، وتركت فى غزة أصدقاء وزملاء دراسة بينهم من استشهد وبينهم من هو مصاب وآخرين يقاومون الموت.

وتابع أنه رأى بأعينه الصواريخ وهى تتساقط على المبانى وتحولها لأنقاض والأهالي يهرعون لانتشال الجثث وينقلونها للمستشفيات.

وأشار إلى أنه كان مع أسرته ضمن الخارجين عبر الممرات من الشمال إلى الجنوب وقطع الطريق رافعا يده لأعلى وتابع معبر بلهجته الفلسطينية "مشيت رافع إيدى بدى أمرق علشان اليهود ما يطخونى".

وحرصت السيدة الفلسطينية جميلة محمد عويضة، التى تحمل الجنسية البرازيلية على أن تخرج من قطاع غزة، وهى ترتدي الثوب الفلسطيني المطرز رمز الأرض وتراث وتاريخ المكان.

وقالت "جميلة " بعد وصولها للجانب المصرى عبر معبر رفح، إنها فلسطينية ابنة فلسطين، وتمكنت من الخروج من غزة اليوم نظرا لأنها تحمل جنسية أخرى وهى البرازيلية وسمح لهم بالخروج وكافة أفراد الجالية البرازيلية.

وأشارت إلى أن رحلة الخروج كانت محفوفة بالمخاطر التى زالت فور وصولها لمصر، ولكنها تركت فى غزة الذكريات والألم والدار والأسرة والأهل وكل شي لاينسى ولن يمحى من ذاكرتها.

وتابعت: ما تشهده غزة هو إجرام فمن يصدق انه تقصف مستشفيات على من بها من أطفال مرضى وأطفال خدج، وتقطع عنهم الكهرباء وينفذ مدد الأكسجين والدواء وصرخاتهم تعلو دون مغيث.

وقالت: الاحتلال لم يترك مستشفى فى غزة إلا وقد قصفه، يريد أن يمحو غزة من الوجود فى مشهد إابادة جماعية لم ولن يتكرر على مر التاريخ.

وتابع أحمد العجرمي شاب من غزة كان من بين العائدين عبر معبر بوابة معبر رفح ضمن أفراد الجالية حملة الجنسية البرازيلية، وتمكن مع أبناء الجالية من الوصول إلى مصر وأكملوا طريقهم لمطار القاهرة متحدثا عن مشاهداته ومعايشته للحرب فى غزة، موضحا أنه عاشها بألم الفقد لـ 45 من أفراد أسرته فى منطقة مسكنهم بحى" السودانية شمال غزة".

وأضاف: الموت كان ضيفا دائم علينا ننتظره فى أي لحظة حتى بعد رحيلنا للجنوب، مشيرا انه عاش تجربة رحيل مختلفة حيث تواصلت معه سفارة البرازيل ووجهته بالخروج من مدينة غزة فى بداية الأحداث والإقامة بالمدرسة الكاثوليكية بغزة، أعقبها التوجه لمناطق رفح وانتظار الدور للخروج من المعبر.

وتابع أنهم يخرجون من غزة وكلهم حزن وأسف على ما بها من أحداث، مؤكدا أن فلسطين وطنهم وغزة ديارهم التى لن ينسوها وأيا كانت محاولات العدوان من محوها من الوجود فهى لن تفلح.

واستطرد بقوله رسالتى للعالم انقذوا ما تبقى من غزة فلا ذنب لمن يقتل من أبرياء أطفال وشيوخ ومدنيين ما ذنب كل هؤلاء ليكون الموت مصيرهم.

 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

جلسة حاسمة.. هل يعود حسن راتب وعلاء حسانين لعقوبة السجن في غسل الأموال؟

موعد مباراة الأهلى وسيراميكا فى كأس عاصمة مصر والقنوات الناقلة

تقرير عبد الرؤوف النهائى يحسم مصير ناصر منسى مع الزمالك

محمد عبد الله مطلوب فى الدوري البرتغالي.. واللاعب يحيل العروض للأهلي

مصدر مقرب من أحمد حمدى يكشف كواليس أزمته مع أحمد عبد الرؤوف


نجلاء بدر تتعرض لتسمم حاد وتعلق: أسوأ حاجة حصلت فى حياتى

تصويت محمد صلاح وحسام حسن لاختيار أفضل مدرب وحارس فى «ذا بيست» 2025

فيفا يسدل الستار على جوائز ذا بيست 2025.. عثمان ديمبيلى أفضل لاعب فى العالم.. بونماتي لاعبة برشلونة تخطف لاعبة العام.. الكشف عن تصويت حسام حسن ومحمد صلاح.. و22 قائدا يدعمون الفرعون فى السباق العالمى

أحمد عبد القادر نجم الأهلى يحتفل بزفافه وسط أسرته فى الدقهلية.. فيديو وصور

أهداف مباراة مصر ونيجيريا الودية


22 قائدا للمنتخبات يدعمون محمد صلاح فى ذا بيست

أسطورة ليفربول يوجه رسالة نارية إلى كاراجر: محمد صلاح لم يخطئ

تعرف على جميع الفائزين فى جوائز ذا بيست 2025

إيكيتيكى ينافس هالاند وساكا على جائزة لاعب الجولة بالدورى الإنجليزى

كبيرة موظفى البيت الأبيض: ترامب لديه شخصية مدمن كحول وماسك يتعاطى كيتامين

يورتشيتش: حزين على خسارة الدورى.. وهناك أندية لا تتوقف فى الإشارة الحمراء

رحلة محمد صلاح مع جائزة THE BEST.. أسطورة مصرية على الساحة العالمية

2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش

تعرف على رسالة حمزة عبد الكريم إلى الأهلى بسبب عرض برشلونة

بعد إثارة جدل فى لقاء رئيسة وزراء إيطاليا.. كم يبلغ طول رئيس موزمبيق؟

لا يفوتك


2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش

2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 04:37 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى