الدبلوماسية المصرية تنتصر على الاحتلال.. دعوة إسرائيل لتهجير سكان غزة إلى الغرب لتصدير أزمة للحلفاء بعد نجاح مصر في تغيير مواقفهم.. وتعكس قدرتها على تعزيز "الصمود" الإقليمي في مواجهة إعادة تدوير الفوضى بالمنطقة

قمة القاهرة للسلام أبرز محطات المواجهة الإقليمية في مواجهة الاحتلال
قمة القاهرة للسلام أبرز محطات المواجهة الإقليمية في مواجهة الاحتلال
بيشوى رمزى

يبدو ترحيل سكان قطاع غزة، بمثابة الرهان الأهم، للحكومة الإسرائيلية، والانتصار الحقيقي الذي تبحث عنه، بعيدا عن الأهداف المعلنة، والتي تدور في معظمها حول استهداف الفصائل الفلسطينية، أو الانتقام من أحداث "طوفان الأقصى" تحت ذريعة "الدفاع عن النفس"، وهو الأمر الذي تجلى في العديد من المشاهد، ربما أبرزها توقيت إطلاقها مع بداية العدوان من جانب، ووحشية القصف، عبر استهداف المدنيين ومنشآتهم، وفي القلب منها المستشفيات ودور العبادة من جانب آخر، بينما تبقى حملة التجويع جانبا ثالثا، في ظل المحاولات المستميتة التي بذلتها سلطات الاحتلال لمنع دخول المساعدات الإنسانية، ومحاولة حشد الضغط الدولي، في هذا الإطار، وهو ما عجزت عن تحقيقه، بفضل الجهود الكبيرة التي بذلتها الدبلوماسية المصرية، ومن ورائها القوى الإقليمية الكبرى.

ولعل مسألة الترحيل قد دخلت في منعطف جديد، مع دعوات جديدة، تم إطلاقها داخل أروقة الكنيست الإسرائيلي، بتهجير سكان القطاع المحاصر إلى أوروبا والولايات المتحدة، وهو ما يعكس هزيمة في معركة الدولة العبرية مع الإقليم، وتحديدا دول الجوار، إلا أنها مازالت تخوض حربها حول الرهان الأكبر، والذي يدور في الأساس حول تصفية القضية، وتقويض حل الدولتين، وفي القلب منه تأسيس الدولة الفلسطينية المستقلة، على حدود الرابع من يونيو، وعاصمتها القدس الشرقية، عبر استغلال الزخم الناجم عن العدوان الراهن، لتحقيق أكبر قدر من المكاسب السياسية، من خلال تفريغ الأرض من سكانها، مما يمهد الطريق أمامها للمزيد من السياسات التوسعية.

الحديث عن ترحيل سكان غزة إلى أوروبا والولايات المتحدة، واللذين يمثلان الحليف الأقوى والأهم لإسرائيل، منذ عقود طويلة من الزمن، يعكس محاولة صريحة لتصدير أزمة للغرب الداعم لها، في أعقاب تغيير كبير وملموس في المواقف الدولية، خلال الأيام الماضية، تجلى في المطالبة بالوقف الفوري لإطلاق النار في القطاع، وهو ما يمثل صفعة كبيرة للاحتلال، في لحظة تبدو حاسمة، في تاريخ الصراع، خاصة وأن القوات الإسرائيلية مازالت لم تحقق أي نجاح، سواء فيما يتعلق بالقضاء على الفصائل، أو ملف الأسرى المحتجزين لديهم، مما أسفر عن حالة من الغضب الشعبي في الداخل، وذلك بالرغم من حجم الدمار والانتهاكات التي ارتكبتها في القطاع، والتي ترقى إلى مرتبة "الإبادة الجماعية" طبقا لقواعد القانون الدولي.

الدعوة الإسرائيلية الأخيرة، تمثل محاولة للضغط على الغرب، سواء في أوروبا والولايات المتحدة، في ظل توقيتها، خاصة وأن حكومات أوروبا الغربية تسعى إلى تخفيف الضغوط الناجمة عن التدفق الكبير للاجئين إلى أرضيهم، في ظل اقتراب دائرة الصراع الدولي من مناطقهم الجغرافية، جراء الأزمة الأوكرانية، ناهيك عن تزايد نطاق الهجرة غير الشرعية، وكذلك الولايات المتحدة التي تسعى خلال الأشهر الماضية إلى تضييق الخناق على القادمين إليها دون اتباع المسارات الأمريكية، وهو ما يعكس رغبتها في احتواء أعداد القادمين إليها، في ظل تغييرات كبيرة على الصعيد العالمي، جراء الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يشهدها العالم.

ولكن بعيدا عن محاولات الدولة العبرية لتصدير أزمة إلى حلفائها لإجبارهم على مواقف أكثر انحيازا لصالحها، فإن الدعوات الجديدة تعكس "حزمة" من الانتصارات التي حققتها الدولة المصرية في إطار إدارتها لأزمة غزة خلال الأسابيع الماضية، أولها قدرتها الكبيرة في تغيير وجهة المواقف الدولية بوتيرة سريعة، عبر التحول في الخطاب الغربي من الانحياز المطلق لإسرائيل تحت ذريعة "الدفاع عن النفس"، والتي هيمنت على مواقف الغرب في أعقاب العدوان مباشرة إلى الدعوة إلى "التهدئة"، في أعقاب قمة القاهرة للسلام، واللقاءات التي أجراها الرئيس عبد الفتاح السيسي مع زعماء العالم، بينما تحولت المواقف مرة أخرى نحو الدعوة لـ"وقف إطلاق النار"، في أعقاب القمة العربية الإسلامية في الرياض، بعدما أظهرته من "صمود" إقليمي، في مواجهة محاولات "إعادة تدوير" الفوضى في المنطقة.

وتعد كلمة الرئيس السيسي خلال القمة منعطفا مهما في تحول المواقف الدولية، عبر تعزيز ثوابت القضية الفلسطينية، وهو التأكيد على ما أرسته قمة "القاهرة للسلام"، والقائمة على حل الدولتين، ورفض دعوات التهجير من جانب، بينما امتدت إلى الدعوة إلى إجراء "تحقيق دولي" من شأنه تحقيق العدالة بحق من ارتكبوا الانتهاكات بحق المدنيين العزل، مما أسفر عن مقتل آلاف البشر، معظمهم من النساء والأطفال.

وهنا يمكن القول بأن تحويل بوصلة الدعوات الإسرائيلية، فيما يتعلق بالترحيل من دول الجوار، إلى الغرب الأوروبي والولايات المتحدة، بمثابة انتصار مهم للدبلوماسية المصرية، ومن ورائها الإقليم بأسره، على مسارين رئيسيين أولهما فيما يتعلق بتغيير المواقف الدولية نحو قدر من التوازن، بعد الانحياز المطلق للاحتلال، وبالتالي كانت المحاولة الإسرائيلية للضغط على الحلفاء لتصدير أزمات جديدة لهم، من جانب، بينما تمثل نجاحا منقطع النظير في حماية الإقليم والحفاظ على المكتسبات التي تحققت في ظل حالة من "الصمود" في مواجهة الضغوط، بعد سنوات الهشاشة التي أعقبت "الربيع العربي".

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ترامب يفاجئ هوليوود بتعليق صادم بعد مقتل مخرج شهير.. ماذا قال ؟

اتحاد الكرة يعلن انتهاء النزاع مع فيتوريا داخل المحكمة الرياضية الدولية

تجدد الخلافات بين شيرين عبد الوهاب وشقيقها والعودة إلى ساحات القضاء

الطقس غدا.. أجواء باردة وانخفاض بالحرارة وأمطار والصغرى بالقاهرة 12 درجة

إنفلونزا K تهاجم أوروبا قبل عيد الميلاد.. هل تنتظر الدول كارثة فى العطلات؟


موعد مباراة منتخب مصر ونيجيريا فى التجربة الأخيرة قبل أمم أفريقيا

بعد إثارة جدل فى لقاء رئيسة وزراء إيطاليا.. كم يبلغ طول رئيس موزمبيق؟

الإعدام لسيدة وعشيقها بالمنوفية بعد قتلهما الزوج بحيلة شيطانية

يوسف بلعمرى يرفض عرضاً من الوداد المغربى تمهيداً للانتقال إلى الأهلى

قرار جديد من النيابة فى واقعة تعرض 12 طفلا للاعتداء داخل مدرسة بالتجمع


تعرف على بديل تريزيجيه فى تشكيل منتخب مصر أمام نيجيريا

غيابات الزمالك أمام حرس الحدود بكأس عاصمة مصر

رئيس وزراء بيهار الهندية ينزع نقاب طبيبة مسلمة ويثير غضبا واسعا

الجاهزية تحسم مشاركة عمر جابر مع الزمالك أمام الحرس

محمد صلاح على مقاعد البدلاء.. التشكيل المتوقع لمصر في ودية نيجيريا

أحمد السقا: أصحابى دعمونى أمس والنهاردة قالوا عليا عندى إيجو

البحر يفيض.. نوة الفيضة الصغرى تضرب الإسكندرية برياح سرعتها 60 كم/ الساعة.. الأمواج ترتفع لـ3 أمتار.. النوة تستمر 5 أيام يصاحبها أمطار وانخفاض فى درجات الحرارة.. ترفع حالة الطوارئ واستمرار تطهير الشنايش.. صور

المصري يرفض التفريط في صلاح محسن بعد عرض الوداد المغربي

معاش استثنائي للمستحقين.. اعرف إزاي تقدم طلبك لو ظروفك المادية صعبة

توروب يجري تعديلات على تشكيل الأهلي أمام سيراميكا بكأس عاصمة مصر

لا يفوتك


2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش

2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 04:37 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى