العالم والعرب والفلسطينيون ومعارك ما بعد «مجزرة» أطفال غزة

أكرم القصاص
أكرم القصاص
أكرم القصاص
هناك أسئلة تطرح نفسها على رؤساء، ورؤساء حكومات العالم المتحضر المتقدم الديمقراطى الحقوقى، فى مواجهة العدوان المتواصل منذ شهرين على غزة، وقتل أطفالها، أسئلة تتعلق بالكثير من المبادئ والقيم التى يروجون لها، ويصدرون حولها التقارير، ويدعون العالم للعمل بها، بينما الواقع يقول إنه بالرغم من تقارير كل المنظمات الدولية، والتجمعات والتنظيمات الإنسانية، فقد فشلت أوروبا، وأمريكا، وبريطانيا، فى اختبار غزة، ليس فقط بالصمت، ولكن بالسلاح والدعم المادى والمعنوى والإعلامى والدبلوماسى والسياسى، وبالسلاح الذى تقدمه الولايات المتحدة المصحوب بالمليارات، والتقنيات، والفيتو. 
 
أول سؤال: ألم يكن العالم يعرف حق الفلسطينيين فى أرضهم، وأنهم أصحاب الأرض الذين يطالبون بحقهم، بينما الولايات المتحدة تعطى إسرائيل الحق فى الدفاع عن نفسها بقتل الأطفال؟! وهل يمكن للعالم فعلا أن يتحرك فى مواجهة العدوان على غزة، تضامنا مع الفلسطينيين؟ ألم يكن العالم يعرف قضية فلسطين قبل العدوان الأخير؟! وهل يمكن أن تسفر التظاهرات والمسيرات والأصوات التى ترتفع فى برلمانات أوروبا، والولايات المتحدة، عن أى جهود فى المستقبل للدفع نحو حصول الفلسطينيين على حقوقهم ودولتهم؟ وهل الحكومات والقيادات فى الولايات المتحدة وأوروبا، لا يعلمون من تقارير أجهزتهم وخارجيتهم، أو حتى من الفيديوهات والصور، حقيقة حرب الإبادة التى يشنها الاحتلال ضد الأطفال فى غزة؟! وإذا كانوا يعلمون، فلماذا يتجاهلون العدوان وصرخات الأطفال وينحازون للعدوان؟! 
 
الشعوب الحرة فى كل مكان خرجت لتقول للحكومات: «أنتم تدعمون قتل الأطفال»، لكن الحكومات ترفض الاستماع، بل وتواصل دعم العدوان. لقد انتفض العالم المتقدم من قبل أمام جرائم أقل كثيرا مما ارتكبه الجيش الإسرائيلى ضد المدنيين فى غزة، لم يسبق أن رأى العالم حتى فى ظل اشتعال الحرب العالمية، طيرانا يقصف المستشفيات ويفجر مستودعات الدواء مثلما جرى فى مجمع الشفاء بغزة، وهل يمكن أن يرى العالم محاكمة نتنياهو ومن معه من مجرمى الحرب على جرائمهم، وأن يقفوا أمام محكمة دولية ليحاسبوا على كل هذه الجرائم ضد الإنسانية؟ لقد احتاج الوصول إلى هدنة إنسانية 8 أسابيع، وكان الفيتو الأمريكى حائط صد فى مواجهة أى قرارات لوقف العدوان.
 
وحتى عندما حاصر جيش الاحتلال مستشفيات غزة، وقصفها، كان حديث الإدارة الأمريكية أقرب لعتاب الأحبة، ولم يكلف المبعوث الإسبانى «ساترفيلد» نفسه بإطلاق تصريح إدانة، وردد مزاعم الاحتلال، الخاصة بأن المستشفيات تخفى السلاح والمحتجزين، وبالتالى لا يتوقع من بايدن أو إدارته السماح بتمرير أى إدانة للعدوان وجرائمه، فى وقت تشكلت مجموعات من كبار المحامين فى فرنسا وأوروبا، للسير فى دعاوى محاكمة مجرمى الحرب فى إسرائيل على جرائمهم، ربما نكون بحاجة إلى أن يصطف العرب مع الداعين للمحاكمات، ليدفعوا نحو السير فى هذه المواجهة، خاصة أن القمة العربية الأخيرة، وقبلها قمة القاهرة للسلام، طرحتا فكرة محاكمة إسرائيل على جرائمها ضد أطفال غزة.
 
 والأهم هو أن يكون هناك موقف عربى، وأن يسعى الفلسطينيون للتوحد واستعادة الصف، ليكونوا معا فى معركة قادمة ربما تكون الأكبر والأشد، وقد سعت الدولة المصرية إلى المصالحة، وكانت دائما مع استعادة وحدة الصف والفصائل، حتى يمكن الذهاب إلى المستقبل معا، ومع عنف العدوان أصبحت هناك سياقات تعيد للقضية الفلسطينية صوتها، وأصبح الحديث عن مسارات السلام وحل الدولتين واردا فى تصريحات وتقارير وبيانات للدول الكبرى، وآخرها إعلان رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز، حول العمل على الاعتراف بدولة فلسطين، ودعوته لتنظيم قمة للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وهو ما يمثل خطوة جديدة على طريق أرسته الدولة المصرية مبكرا فى قمة القاهرة للسلام، وقبلها تصريحات وتأكيدات الرئيس عبدالفتاح السيسى، والتى اعتمدت مبدأ حماية القضية وحق الفلسطينيين فى تأسيس دولتهم، ورفض التصفية أو التهجير أو أى حل لا يعيد الحق لأصحابه. 
 
لقد عاد الزخم للقضية الفلسطينية، وهو أمر يحتاج الكثير من الجهد للاحتفاظ بالوهج، والسعى لمحاسبة المجرمين، والأهم الوصول إلى الدولة الفلسطينية، وهو ما يتطلب وحدة فلسطينية وتوحدا عربيا ينطلق من الفعل، ولا ينتظر أن يكون رد فعل.
 

 

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ترامب يهاجم تايلور سويفت من جديد.. اعرف السبب

الجيش الإسرائيلى يعلن رسميا بدء عملية عربات جدعون وتوسيع الحرب على غزة

ليبيا.. مجلس النواب الليبى يدعو الأعضاء إلى حضور جلسة الإثنين المقبل

موعد مباراة الأهلي والبنك اليوم السبت فى دوري nile والقناة الناقلة

استعدادات موسم الحج تتواصل فى السعودية.. مبادرات لخدمة الحجيج.. المملكة تؤكد: تأشيرات الزيارة بجميع أنواعها لا تخول لحامليها أداء الفريضة.. "الأمن العام" يحذر من إعلانات الحج الوهمية على مواقع التواصل الاجتماعى


تشيلسي يهزم مانشستر يونايتد بهدف كوكوريلا في الدوري الإنجليزي.. فيديو

إعلام عبرى: حدث أمنى صعب شمال قطاع غزة

أفكار ضد الرصاص.. عادل إمام بين زعامة الفن ومعركة الوعي

الأمم المتحدة: نضغط بشدة على إسرائيل لإعادة فتح المعابر وإدخال المساعدات لغزة

مجلس الدولة الليبى يعلن سحب الشرعية من حكومة الوحدة الوطنية


جدول ترتيب "مجموعة الهبوط" فى الدورى المصرى.. الجونة يتصدر

محمد صلاح يفتح أبواب ليفربول أمام دي بروين

استقالة 5 وزراء فى حكومة الوحدة الوطنية انحيازا لإرادة الشعب الليبى

مودرن سبورت يفوز على الإسماعيلى 2 /1 ويصعب مهمة الدراويش فى الدورى.. فيديو

أسرة عبد الحليم حافظ: مفيش دليل مادى واحد على زواجه

تعرف على نص رسالة إبراهيم سعيد من محبسه إلى الجمهور عقب أزمته الأخيرة

رغم التوترات التجارية.. عرض Mission: Impossible لتوم كروز في الصين 30 مايو

أحمد مكي يعلن وفاة نجل شقيقته ويطالب جمهوره بالدعاء له

بسنت شوقي: أدواري محصورة بسبب شكلي.. واتظلمت نتيجة زواجي من فراج

الطقس غدا.. ذروة الموجة شديدة الحرارة والعظمى بالقاهرة 40 وأسوان 47 درجة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى