دار الإفتاء توضح كيف تكون المعاملات المالية بين الزوجين.. الإنسان له حريةُ التصرف في أمواله ما دام كامل الأهلية.. يجوز لهما إخفاء دخلهما إلا إذا قصَّر الزوج في النفقة الواجبة عليه فتأخذ الزوجة من ماله

دار الإفتاء المصرية
دار الإفتاء المصرية
كتب لؤى على

أوضحت دار الإفتاء أن من مقومات الحياة الأسرية السعيدة تفاهم الزوجين واتفاقهما المشترك حول كافة المعاملات، وبخاصة المعاملات المالية؛ فتكون مبنيةً على أسس واضحة وصحيحة بما يضمن استمرار الحب والتراضى والمودة بين جناحى الأسرة.

وتابعت: المتأمل فى طبيعة المعاملات المالية بين الزوجين وعلاقاتها يجد أنها تكون على ثلاث صور؛ فالأولى: هى التى تنتج عن عقد الزواج كالمهر، وتجهيز مسكن الزوجية، والإنفاق.

والثانية: تتمثل فى آثار حدوث أقرب الأجلين: فُرَق الزواج أو وفاة أحد الزوجين.

والثالثة: تتضمن المعاملات المالية التى تكون بين عامة الناس من أزواج وغيرهم كالبيع والشراء والهبة والهدية.

وتتحدد الآثار المالية لعقد الزواج فى الصورة الأولى تبعًا للتراضى بين الزوجين واتفاق أوليائهما ومراعاة لحالة الزوج المالية يسرًا أو عسرًا وبحسب ما تقرره الأعرافُ والعادات؛ امتثالًا لقوله تعالى: ﴿لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللهُ لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا﴾ [الطلاق: 7].

أما بالنسبة للصورة الثانية فقد قرر الشرعُ الشريف حقًّا ماليًّا واجبًا على الزوج تُجاه الزوجة فى حال إذا ما حدث طلاقٌ بينهما من نفقة العدة ونفقة الحضانة أن كانت حاضنةً، وكذلك نفقة المتعة فى بعض أحوال الطلاق، وفى حالة وفاة أحدهما يأخذ الآخر نصيبَه من التركة بحسب ما قرره الشرع.

كما أطلق الشرعُ الشريف فى الصورة الثالثة حريةَ كلِّ طرف منهما فى التصرُّف فى ماله وفى جميع تعاملاته؛ سواءٌ كان بين الزوجين أو معَ الغير؛ فعن الحسن البصرى -مرسلًا- أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «كُلُّ أَحَدٍ أَحَقُّ بِمَالِهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ» "سنن الدارقطني"، وفيه تأكيدٌ على الذمة المالية المستقلة سواء للزوج أو للزوجة، ولا يخفى ما فى ذلك من مظاهر تكريم الإسلام للمرأة، والتأكيد على احتفاظها بشخصيتها وأهليتها المستقلة حتى بعد الزواج.

ورغم هذا الوضوح لسائر المعاملات المالية التى تتم فى إطار الحياة الزوجية بمختلف الصور، إلا أن هناك عدة مشكلات متعلقة بهذا الشأن تمثل تحدِّيًا خطيرًا لهذه الحياة؛ منها: عدم وقوف الزوجة على إجمالى دخل الزوج وذمته المالية، وكذا الأمر بالنسبة للزوج سواء كان بمطالبته الزوجة بالإنفاق على الأسرة أو بسؤالها عن إجمالى دخلها ومعرفة ذمتها المالية أيضًا.

وهى شؤون أرشد الشرع الشريف فى شأنها كُلًّا من الزوجين إلى أنه لا تأثير لعقد الزواج بنفسه على ذمتَى الزوجَين المالية بالاندماج الكُلِّى أو الجُزئِى، وأن الإنسان له حريةُ التصرف فى أمواله ما دام كاملَ الأهلية، وله الحرية كذلك فى إظهار أو إخفاء دخله وماله لكونه بالدرجة الأولى هو المسؤول عن ماله هذا من أين اكتسبه وفيمَ أنفقه؟ إلا إذا قصَّر الزوج فى النفقة الواجبة عليه، فتأخذ الزوجة من ماله لنفسها ولأولادها حتى حد الكفاية؛ لقول النبى صلى الله عليه وسلم لهند زوجة أبى سفيان رضى الله عنهما كما ورد فى "الصحيحين": «خُذِى مَا يَكْفِيكِ وَوَلَدَكِ بِالْمَعْرُوفِ».

لكن ينبغى التنبيهُ على أن الأمور الزوجية لا تؤخذ بطريقةٍ حادة يبحث فيها كلٌّ من الزوجين عن حقوقه وواجباته، من غير مراعاة لمقاصد الحياة الزوجية ومقتضياتها التى تستوجب بناءَ هذه العلاقة ذات الميثاق الغليظ وفق موجبات المودة والرحمة وتبادل الثقة ومراعاة مشاعر كلٍّ من الطرفين للآخر أكثر من بنائها على طلب الحقوق؛ ولذا فقد اهتم الشرع الشريف فى مثل هذه الجوانب بِحثِّ الزوجين على تكامل الأدوار، وإحسان العِشرة والتحقق بالشفافية والمصارحة، حتى إنها تصل من باب الأخلاق العالية والراقية إلى أن يصارح كل منهما صاحبَه بما يجيش فى صدره، وبما يُسعده ويقلقه، بل وبكل ما تحت يده، مما يدخُل فى ذِمَّتِه المالية من راتبٍ وغيره، ويفعل كلٌّ منهما ذلك لأنه يتعامل مع الطرف الآخر كأنه هو، ففى البوح بما يخصُّ المشاعر دليلٌ أولى على البوح بما يخص الجنيه والدراهم، والشرع الشريف بأحكامه ومقاصده لا يأبى ذلك التعامل الراقى، الذى فيه توطيدٌ للعلاقة الزوجية واستقرارٌ للأسرة؛ من حيث الثقةُ والوضوحُ والتكاملُ ومراعاةُ المشاعر.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ماذا قال عمر متولى عن والدته الراحلة شقيقة الزعيم عادل إمام.. فيديو

7 معلومات عن شقيقة عادل إمام أرملة مصطفى متولى

نقابة الصحفيين تطالب بعدم تصوير جنازة أو عزاء شقيقة عادل إمام احتراما لرغبة الأسرة

نقابة المهن التمثيلية تنعى شقيقة عادل إمام أرملة الراحل مصطفى متولى

عصام إمام لـ اليوم السابع باكيا: موعد جنازة شقيقتى لم تحدد وادعوا لها


السلاح الناري يعيد قضية شاكر محظور للتحقيق قبل إحالتها

20 يناير أولى جلسات استئناف فادي خفاجة على حبسه 6 أشهر

تحذير عاجل.. نوة الفيضة الصغرى تضرب الإسكندرية غدا والأمواج ترتفع 3 أمتار

أحمد الأحمد المسلم بطل اليوم في أستراليا بعد تصديه للهجوم الإرهابى.. فيديو

نتيجة كلية الشرطة كاملة لعام 2025/ 2026 ثانوية عامة ومتخصصين.. فيديو


جنايات المنصورة تحيل أوراق عربي الجنسية للمفتي لقتله صديقه وقطع جزء من جسده

ضبط المتهمين بإشعال النيران فى شخص أمام زوجته وإصابته بحروق خطيرة.. صور

الطقس غدا.. انخفاض بالحرارة وأمطار وشبورة والصغري بالقاهرة 13 درجة

نتيجة كلية الشرطة 2026 كاملة لجميع التخصصات.. بالأرقام

مستشار الرئيس للصحة يوصى بالبقاء بالمنزل عند الشعور بأعراض الأنفلونزا "A"H1N1

سعد الصغير ينتقد غياب المطربين عن عزاء أحمد صلاح: مهنتنا مناظر أمام الكاميرات

قبول 1550 طالبًا من خريجي الحقوق بأكاديمية الشرطة

اعرف الرابط الرسمى للاستعلام عن نتائج اختبارات كلية الشرطة

صور الأقمار الصناعية.. تدفق للسحب مصحوبة بأمطار متفاوتة الشدة على هذه المناطق

التنمية المحلية: تخفيض رسوم ترخيص المحال العامة لمدة 6 أشهر بنسبة تصل لـ50%

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى