هبة السيد تكتب: المستقبل الذكى للجمهورية الجديدة.. تقديم الخدمات الحكومية للمواطنين "أونلاين".. واحة ابتكار للشباب بمدينة المعرفة.. وتصنيع أحدث الإلكترونيات

عملت الدولة خلال السنوات الماضية على تطوير البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتعزيز التحول الرقمى لتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين، وتعزيز الشمول الرقمى، والشمول المالى، وبناء القدرات وتشجيع الابتكار، وضمان الأمن المعلوماتى، بالإضافة إلى تطوير البريد وتعزيز خدمات التعهيد، وتعزيز مكانة مصر التكنولوجية على المستويين الإقليمى والدولى.

 

خدمات حكومية أونلاين

 

نجحت الدولة فى إنشاء منظومة رقمية متكاملة، من خلال ربط قواعد البيانات الحكومية ببعضها بالتعاون مع هيئة الرقابة الإدارية، وذلك بهدف تحقيق نقلة نوعية فى الخدمات الحكومية المقدمة للمواطنين، وتعزيز الرؤية الشاملة للتخطيط ومعالجة الازدواجية فى قواعد البيانات.

 

أثمرت هذه المنظومة إنشاء منصة مصر الرقمية تضم 170 خدمة حكومية لتوفير الوقت والمجهود لصالح المواطنين، وتجاوز عدد المسجلين على المنصة 8 ملايين مستخدم، ورقمنة منظومة الحيازات الزراعية مما يسهم فى ضبط الزمام المنزرع لدعم اتخاذ القرار، وتحديد الاستراتيجيات والسيارات الزراعية والسمادية، وميكنة منظومة التأمين الصحى الشامل، لتجهيز قاعدة البيانات المختلفة بالأطباء ومقدمى الخدمة والمواطنين، وتطوير ومكينة المستشفيات الجامعية، وإنشاء وحدات للتشخيص عن بعد بهدف الارتقاء بأدائها وتقديم خدمة صحية مناسبة للمواطنين.

 

كما أنشأت مشروع عدالة مصر الرقمية لتطوير المنظومة الرقمية، بما يسهم فى تحقيق العدالة الناجزة باستخدام التكنولوجيات الحديثة من خلال إنشاء منظومة قضائية تكنولوجية موحدة تسهم فى تطوير وتسريع آليات التقاضى أمام المحكمة، بالإضافة إلى مشروع رقمنة وثائق الدولة، والتحول الرقمى فى السجون، ومنظومة إدارة أملاك الدولة، والرقم القومى للعقارات.

 

واحة ابتكار

 

أنشأت وزارة الاتصالات مركز إمحوتب بالعاصمة الإدارية الجديدة، الذى يتيح معامل على أعلى مستوى وبرامج تصميم للدوائر الإلكترونية لمساعدة الشركات المتخصصة فى مجالى التصميم الإلكترونى والبرامج المدمجة على التوسع فى أعمالها وتطوير الحلول التى تقدمها، وتتم استضافة 24 شركة، منها 9 شركات عالمية بما يتيح خلق فرصة للتواصل التقنى بين الشركات المحلية والعالمية المتخصصة فى هذا المجال لتحفيز تبادل الخبرات والتعاون فيما بينها.

 

يقع المركز داخل مدينة المعرفة فى العاصمة الإدارية الجديدة، التى تعد مركزا متكاملا لكل محاور بناء القدرات التكنولوجية ورعاية الإبداع الرقمى، ووفرت بها كل عناصر النجاح بما تشمله من مركز الابتكار التطبيقى وتصميم الإلكترونيات، وجامعة مصر المعلوماتية، ومركز ابتكار التكنولوجيات المساعدة، بالإضافة إلى مركز للتدريب يضم كلا من معهد تكنولوجيا المعلومات والمعهد القومى للاتصالات.

 

يستهدف من مدينة المعرفة أن تصبح مصر مركزا ومصدرا رئيسيا للكوادر المتخصصة فى مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، عبر دعم البحوث والابتكار فى التقنيات المتقدمة وتنمية المهارات الرقمية، وتحفيز الإبداع الرقمى وجذب استثمارات الشركات التكنولوجية العالمية، فضلا عن تطويع التكنولوجيات المتقدمة لدفع مسيرة التحول الرقمى فى مصر.

 

تصنيع الإلكترونيات

 

أطلقت المبادرة الرئاسية «مصر تصنع الإلكترونيات»، التى تنفذها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، لجعل صناعة الإلكترونيات أحد أكبر الدعائم لنمو الاقتصاد المصرى والمساهم الرئيسى فى مضاعفة الصادرات المصرية، وتقليل الواردات من الأجهزة الإلكترونية والكهربائية للسوق المحلى، وتوفير مئات الآلاف من فرص العمل للمهندسين ذوى الخبرة العالية والفنيين والعمال المهرة.

 

نجحت المبادرة فى جذب العديد من المصنعين للتصنيع فى مصر لخدمة السوق المحلى والتصدير إلى الأسواق الإقليمية، حيث بدأت 3 من كبرى شركات تصنيع هواتف المحمول وأجهزة الحاسب اللوحى، التصنيع فى مصر باستثمارات إجمالية تبلغ 2 مليار جنيه، وطاقة إنتاجية تبلغ 20 مليون جهاز محمول، وهى شركة فيفو لتصنيع الهواتف الذكية، وشركة Nokia العالمية، وسامسونج.

 

كما تم الاتفاق مع شركة OPPO على إنشاء مصنع لها للهاتف المحمول فى مصر بطاقة إنتاجية 4.5 مليون وحدة سنويًا، وباستثمارات نحو 20 مليون دولار لينضم إلى 10 مصانع أخرى تمتلكها الشركة حول العالم، ليكون هذا المصنع محورا إقليميا للشركة للتصنيع والتصدير إلى الأسواق العربية والأفريقية، وتم الاتفاق أيضا مع شركة سامسونج على إنشاء مصنع جديد لها لإنتاج الهواتف المحمولة لتغطية متطلبات عملاء الشركة بمصر على مساحة 6 آلاف متر مربع، ويوفر المصنع الجديد 1400 فرصة عمل، إضافة إلى بدء تشغيل مصنعين لتصنيع كابلات الألياف الضوئية فى مصر بطاقة إنتاجية حوالى 8 آلاف كيلو متر، وباستثمارات أجنبية ومحلية لتلبية متطلبات السوق المحلى والإقليمى، وبدأت هذه المصانع عمليات التصدير إلى أوروبا بداية من الربع الرابع من عام 2022، وإنشاء التحالف المصرى لأشباه الموصلات فى مصر كوحدة أعمال إقليمية للتحالف العالمى بهدف تعزيز التعاون فى مجال صناعة أشباه الموصلات وتحفيز بيئة ومناخ الأعمال، وانضم للتحالف فى مصر أكثر من 20 شركة متخصصة.