صدر حديثا.. "اسمحوا لي بالتلصص" كتاب جديد لمحمد إسماعيل زاهر

كتاب اسمحوا لى بالتلصص
كتاب اسمحوا لى بالتلصص
كتب عبد الرحمن حبيب

صدر حديثا عن دار صفصافة كتاب «اسمحوا لي بالتلصص»، للكاتب الصحفي محمد إسماعيل زاهر وهو كتاب يتوقف عند تلك النماذج الواضحة في الأدب والتي كان التلصص مدارها، ولكن يحاول أن ينظر إلى الأدب بأكمله بوصفه موضوعا للتلصص على الذات والآخرين والعالم بأكمله، فكل حكاية كبرى تتأسس على التلصص: ألف ليلية وليلة، الأخوان غريم، حكايات الديكاميرون، حكايات أندرسون، أليس في بلاد العجائب، فكل تلصص في هذه الحكايات به قبس من طفولة، فالعين لم تتعلم بعد آداب وقواعد النظر، ولم تعاقب على ما تصطاده من مشاهد، عين الطفل منفلتة تتجول في العالم بحرية مطلقة وبجرأة تحسد عليها، عين الطفلة أليس نظرت في أركان العالم الموازية والمخفية وعقلها طرح أسئلة سيالة لم تعرف المحاذير او المحظورات وروحها لم تختنق أبدا بالخوف.

في الكتاب يرى زاهر ان كل روائي كبير هو أيضا متلصص كبير، وبعض الروائيين لم يفعلوا أكثر من كتابة تلصصهم في شكل مكثف، في «العمى» لجوزيه ساراماجو يفقد جميع البشر البصر عدا امرأة واحدة تتلصص عليهم وعلى العالم، وعندما انتهى وباء العمى واسترد الجميع قدرتهم على البصر كان لابد من التخلص من هذه المتلصصة بقتلها في الجزء الثاني من الرواية «البصيرة».

يطرح الكتاب أسئلة عدة تتعلق بالتلصص: هل يسعى المتلصص عن عمد وراء هتك كل مخبوء ومستور؟، هل يقتصر التلصص على الأماكن المغلقة أم يمكننا أن نتلصص في الشارع وعلى الفضاء العام؟، هل تحدو المتلصص رغبة في نزع أقنعة الزيف من خلال التجسس على بشر في أماكن خاصة يتخففون فيها من تلك الأقنعة؟، هل التلصص يقتصر على العين فقط؟، هل يشترط التلصص جهل من نتلصص عليهم بنظرتنا المختلسة إليهم؟.

يدور التلصص في مدار النظرة، ويميز زاهر بين أنواعها، فهناك التحديق وهو فعل جارح، فالعين هنا لا تتسلل ولكنها تقتحم، والشخص المحدق فج لا يخاف ممن يتفرس فيهم ولا يخجل منهم، هو بمعنى ما يغزوهم بنظراته ولا تعنيه ردود أفعالهم، وذلك بخلاف المتلصص حيث النظرة المنزوية والمخطط لها والتي يحاول صاحبها حجبها وإحاطتها بالكتمان، شغوفا بأشياء يكتشفها على مهل وتؤدة، المتلصص متوحد أما المحدق فشخص جريء لم تعقه في طفولته أبواب مغلقة أو صناديق مخفية أو أماكن معزولة، ولم تعترضه غرف خاصة ممنوع دخولها، ولذلك عينه لا تعرف الاستئذان أو التحرك ببطء أو حذر. لقد كان العالم في لحظة تكوينه محرما على المتلصص مفتوحا وبقوة للمحدق.

ينطلق الكتاب، الذي يقع في 315 صفحة من القطع المتوسط، من هذا الفهم إلى ربط التلصص بالإنسان المتوحد.. بأبطال الأدب العظام، والذين نلتقي بهم في معظم الفصول، ويحاول أن يتسع بمفهوم التلصص، من الأدب إلى الحياة، يقول زاهر: «كل الحياة مدار للتلصص، وجميع البشر يمارسونه بشكل أو آخر، من منا لم يتلصص في طفولته؟، من منا لا يمضي لحظات يستبطن فيها ذاته ويذهب إلى تلك المناطق في داخله التي لا يطلع عليها أحد؟».

يتلصص زاهر في الكتاب على تسعة مفردات حاول التعاطي معها من منظور خاص جدا، وهي: الانتظار، الذاكرة، الثوب، الانتقام، الخريطة، اللعب، الطيران، البطء والنوم. وهو منظور المتلصص أو المتوحد على وجه الدقة.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تعرف على تشكيل زد وسيراميكا لمباراة الفريقين فى الدورى

رئيس الموساد: إسرائيل عازمة على احتلال غزة إذ لم تحدث انفراجة فى المفاوضات

تطوير منظومة مواقف السرفيس فى الجيزة.. موقف حضارى جديد بكوبرى الصحابة بالمريوطية فيصل بسعة 400 سيارة.. يخدم خطوط أكتوبر والمنيب والسلام والمرج والمعادى والوراق.. والمحافظة تطبق منظومة إلكترونية للمراقبة

عمر مرموش يقتحم قائمة ملوك التسديدات فى "بيج 5" وينافس محمد صلاح

رابطة الأندية: مراقب مباراة الأهلي ومودرن لم يدون ملاحظات على جمهور الأحمر


الداخلية تضبط تيك توكر لنشرها فيديوهات خادشة (فيديو)

ضبط سائق سيارة فارهة حاول الهرب بعد ارتكابه حادثا مروريا بكوبرى أكتوبر.. فيديو

موعد مباراة مصر وإسبانيا في ربع نهائي بطولة العالم تحت 19 عاما لكرة اليد

ترتيب الدورى المصرى قبل انطلاق الجولة الثانية.. المصرى في الصدارة

مصابة بحادث طريق الواحات أمام النيابة: الشباب طلبوا منا النزول من السيارة


بعد انتهاء تصويره.. كواليس جديدة من فيلم السادة الأفاضل

مصر ثاني أكثر الجنسيات العربية حضوراً في الدوري الإماراتي

اعترافات طلاب مطاردة فتيات الواحات: لاحقناهما وحاولنا إيقاف السيارة

أول صورة للمتهمين بمطاردة فتيات طريق الواحات

بيرس مورجان يشارك صورة نادرة: حزين على معاناة بروس ويليس من الخرف

النيابة تحقق فى مطاردة 3 طلاب سيارة فتيات بطريق الواحات

المطلقات والمرأة المعيلة أولوية فى وحدات بديلة بقانون الإيجار القديم

القبض على المتهمين بمطاردة سيارة فتيات بطريق الواحات

الطقس اليوم.. موجة شديدة الحرارة ورطوبة مرتفعة والعظمى بالقاهرة 42 درجة

هل يجوز إخلاء وحدات الإيجار القديم بالتراضى بعد صدور القانون؟.. التفاصيل

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى