معادلة الحل فى فلسطين.. والحقائق الغائبة والمؤكدة

أحمد التايب
أحمد التايب
بقلم أحمد التايب
مؤكد أن من ينتصر في النهاية هو من يمتلك التفوق الأخلاقى، نقول هذا في ظل حرب طاحنة بين إسرائيل وفلسطين في قطاع غزة والضفة الغربية وكل المدن الفلسطينية، حقيقى إسرائيل تمتلك سلاحا وقوة وعتادا عسكريا وتحالفا كبيرا مع قوى عظمى على رأسها الولايات المتحدة ما يعنى - منطقيا - إمكانية انتصارها، لكن هناك حقيقة أثبتتها التجارب السابقة وأكدها التاريخ أن من ينتصر هو الحق والأخلاق.
 
نعم انتصار الحق الفلسطيني عاجلا أم آجلا حقيقة مؤكدة مهما كانت المعاناة والهزائم الوقتية والآنية، فما تفعله المقاومة الفلسطينية من صمود في المعركة ومن جهود عظيمة من أجل التحرير الوطنى يؤكد هذا الحقيقية، وما قدمه الشعب الفلسطيني من شهداء بالآلاف أغلبهم من الأطفال والنساء لن يضيع هدرا ولا هباءً.
 
ولأن هذه الحرب مختلفة عن كل الحروب والعمليات العسكرية التي شنها الاحتلال على الفلسطينيين، فيكفى أن الفلسطينيين يعملون جاهدين أن يكون التحرير الوطنى من خلال الاعتماد على أنفسهم، نعم الدعم العربى مهم وضرورى وكذلك الإسلامى فالقضية قضية الجميع، لكن ما استوقفنى أن لأول مرة نكون أمام عملية فلسطينية خالصة - عملية طوفان الأقصى – على أرض يُسيطر عليها الاحتلال، وتنجح في أسر واحتجاز عدد كبير من الأسرى والرهائن، وتحقق انتصارات عدة على أرض الواقع فى المواجهة بمفردها والثبات والدفاع المستميت لأكثر من 48 يوما من القصف الجنونى والعشوائى وارتكاب جرائم حرب ومجازر من قبل عدو غاشم يقوده الانتقام والقتل والدمار والخراب. 
 
وكذلك شئ آخر مهم يؤكد هذا التفوق الأخلاقى للمقاومة وهو إجبار الكيان المحتل على الهدنة ما يؤكد أنها باتت رقما صعبا فى معادلة الحل، وأن كل ادعاءات إسرائيل والولايات المتحدة والغرب بشأن المقاومة والحديث حول القضاء عليها والانطلاق نحو مستقبل غزة دونها أمر تحطم على صخرة صمودها، ما يعنى أنه من الصعب بل المستحيل أن يتحدث أحد عن مستقبل القطاع دون وجود المقاومة، ويعني أيضا فشل الرؤى الأمريكية حول تقييم الأوضاع فى فلسطين، وأن عليها إعادة النظر من جديد فى معادلة الحل بعيدا عن تضليل إسرائيل.
 
أما الحقيقة الأخرى التي أثبتتها الحرب الراهنة أن إسرائيل لا يمكنها أن تعيش بدون الولايات المتحدة، لذا فإن ضعف تحالف إسرائيل وأمريكا يعنى أن إسرائيل ضعيفة للغاية ولن يكتب لها البقاء.
 
وحقيقة ثالثة تؤكد أن هناك اتفاقا عربيا وتوحدا حول القضية الفلسطينية ظهر جليا فى مواقف الشعوب لكن ينقصه التفعيل على الأرض بإجراءات حكومية وقرارات للقادة والزعماء، وتحركات دولية وإقليمية، فلو حدث هذا فمن المؤكد أن معادلة القوة ستتغير لصالح الفلسطينيين، وما يسهل معادلة الحل أيضا، خاصة أن الأمر في – ظنى –  يؤكد أن الوحدة العربية قادمة لا مُحالة حتى ولا تأخرت قليلة فموقف الشعوب العربية قطعا سينتصر على موقف الحكومات يوما ما.
 
وحتى تحدث هذه الوحدة ويتم تفعليها على الأرض ليس أمام الأشقاء في فلسطين إلا التوحد ليعطوا أولا النموذج لأنهم الأولى بالتوحد لأنهم أصحاب القضية أولا وأخيرا، وثانيا لكى يقطعوا الطريق على من يتحدث عن انقسامهم والاختلاف بينهم ويتخذ ذلك ذريعة للتنصل أو ضرب الوحدة العربية فى مقتل حتى لا تتحقق، أو توظيفه لصالح أجندته الخاصة.
 
 وأعتقد أن أول شئ يجب فعله من قبل الأشقاء الفلسطينيين هو العمل الجاد على إعادة ترتيب البيت الفلسطيني من جديد - وبسرعة فائقة - ودون تردد أو حسابات ضيقة، وقتها فقط سيأتى النصر الكامل مهما كانت الأمور وصعوبتها.
 
 وأخيرا.. علينا أن نتذكر أن التفوق الأخلاقى هو من سيكتب له النصر فى النهاية على التفوق العسكرى حتى ولو استخدم القنبلة النووية.. لكن لن يكون هناك تفوق أخلاقي حقيقى إلا بوحدة أصحاب القضية أولا خاصة أن الهدف واحد والعدو واحد.. اللهم نصرا لأشقائنا 
 
 
 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

عقوبة غريبة من مانشستر يونايتد للاعبين بسبب نتائج الموسم

دفاع الفنان محمد غنيم: إنهاء إجراءات إعادة المحاكمة وحبس موكلى لحين تحديد جلسة

بهاء الدين محمد بعد خضوعه لعملية جراحية:بسيطة وعدت على خير

حسام البدرى لـ"اليوم السابع": نتوجه إلى مصراته وفي طريقنا للعودة إلى مصر

الإدارية العليا تلغى حكم أول درجة بشأن تابلت طلاب الثانوية: عهده ويجب إعادته


سلطنة عمان: لا يمكن تحقيق السلام الدائم دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة

ميرسك العالمية: حريصون على العودة للإبحار من قناة السويس مرة أخرى

فنربخشة يضع عمر فايد على قائمة الراحلين بعد ارتباط اسمه بـ الأهلى

مصر تدعو المواطنين المتواجدين فى ليبيا بتوخى أقصى درجات الحيطة

ولى العهد السعودى: الولايات المتحدة الأمريكية وجهة رئيسية لصندوق الاستثمارات العامة


محمد صلاح يتصدر هدافي الدوريات الخمس الكبرى ومبابى يطارد بقوة

زلزال بقوة 6.4 درجة على مقياس ريختر يضرب تونجا

اليوم الثانى من جولة ترامب الخليجية.. لقاءات حاسمة في الرياض والدوحة

معهد الفلك: لا يمكن التنبؤ بالزلازل.. والأوضاع فى مصر مستقرة

رحمة محسن من بائعة قهوة لتصدر مشهد الأغنية الشعبية

أحمد الشناوى حارس عرين بيراميدز يحتفل بعيد ميلاده الـ"34" اليوم

موعد مباراة الزمالك وبيراميدز فى نهائى كأس مصر والقناة الناقلة

تفاصيل زلزال "نص الليل".. سكان القاهرة والمحافظات يشعرون بهزة أرضية بقوة 6.4 ريختر.. البحوث الفلكية: قوى نسبيًا.. واستغرق أقل من 20 ثانية.. ورصدنا هزتين ارتداديتين.. والهلال الأحمر: لم ترد بلاغات بوقوع أضرار

تفاصيل ميلاد هلال ذو الحجة وموعد إجازة وقفة عرفات وعيد الأضحى 2025

زلزال جديد.. الشبكة القومية ترصد أول هزة ارتدادية بقوة 2.69 ريختر

لا يفوتك


بدء اجتماع الحكومة الأسبوعى

بدء اجتماع الحكومة الأسبوعى الأربعاء، 14 مايو 2025 02:24 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى