الإعلام العربى وفخ المصطلحات الصهيونية.. وما ينبغى أن يكون

أحمد التايب
أحمد التايب
أحمد التايب

أتى العدوان الصهيوني بدعم غربى وأمريكى على فلسطين منذ 2017 وحتى الحرب الدائرة الآن في غزة والمدن الفلسطينية، وما زالت تنصب الفخاخ للعرب والمسلمين سواء سياسيا أو عسكريا أو إعلاميا، وما أود أن أشير إليه فى مقال اليوم هو الخطاب الإعلامى العربى وما ينبغى أن يكون، لأنه كثيرا ما تعرض لفخاخ وقع فيها والنماذج كثيرة.

وأعتقد أن أهم هذه النماذج هو الوقوع في فخ اختزال طبيعة الصراع في القضية الفلسطينية - وإن كنت أرى أنه ليس صراعا إنما هو عدوان مُحتل على شعب أعزل - حيث تبنى الخطاب الإعلامى العربى كثيرا ما يردده الغرب والاحتلال ونقله كما هو على شاشته وعلى صفحات جرائده ما عزز من هذه المصطلحات التي يريدها الغرب ويدعو لها، ورسخ أنماطا وتوصيفات يريدها الاحتلال ويعمل على تحقيقها.

فبعد، أن كان عدوانا صهيونيا على بلد عربى بات يختزل على أنه صراع "إسرائيلى – عربى"  ثم صراع "إسرائيلى – فلسطيني" إلى أن وصل توصيفه على أنه صراع "إسرائيلى – حمساوى"، وللأسف الخطاب الإعلامى العربى يردد هذا التوصيف وهذه المصطلحات، فنجده يقول في نشراته وعلى لسان إعلامييه وضيوفه أن الحرب بين إسرائيل وحركة حماس متناسيا ومتجاهلا أن هذا فخ كبير يضر بالقضية الفلسطينية ككل ويخدم الرواية الإسرائيلية أمام الرأى العام العالمى.

وما يجب الانتباه إليه أيضا لأنه فخ كبير، هو مخاطبة الإعلام العربى نفسه دون الالتفات إلى مخاطبة الغرب بلغته وبما يفهمه، فنجد أن الأهم لديه هو الإثارة والانتشار فى الداخل حتى لو افتعل مناظرات تشاجرية بين الضيوف أو العمل على النبش فيما يُفرق ويبث الفتنة، وكل هذا للأسف لا يُعزز إلا الانقسام وعدم الاصطفاف وتشويه صورة الشعوب العربية وقضاياه الوجودية والحياتية.

وأنا هنا أحيى المقاومة الفلسطينيية على حرصها لإظهار صورة مٌشرفة لإنسانيتها تلك اللغة التي يحب أن يراها الغرب والعالم، فرأينا مثلا  كيف كان تعامل المقاومة مع الرهائن الإسرائيلية ومزدوجى الجنسية إنسانيا وصحيا؟ ورأى العالم كله والرهائن تودع المقاومة أثناء عمليات التسليم، ليسأل العالم كيف يودع المخطوغ خاطفه، وكذلك رأى العالم على الشاشات كيف كان تأثير حديث الرهائن بعد الإفراج عنهم خاصة أن الكل كان ينتظر حديثا يتماشى مع ما تقوله إسرائيل على المقاومة بأنها إرهاب لا تعرف إلا الوحشية والعنف والعدوان، وفى نفس الوقت إسرائيل ترفض أن يظهر رهائنها للرأي العام وهو في كامل الصحة وخوفا من حديثهم عن إنسانية المقاومة.

لكن في كل الحالات رأى العالم، كيف نجحت المقاومة الفلسطينية في إيصال رسالة مفادها أن كل ما يُقال عنها في الإعلام الغربى أو من قبل ادعاءات الاحتلال فهو باطل وعكس الحقيقة.

لذلك، إن رسالة الإعلام في مخاطبة الآخر بلغته أمر فى غاية الأهمية يجب تداركه في خطابنا الإعلامى، لأنه يخدم قضايانا ويظهر حقيقة مواقفنا، ويغلق الباب أمام أعدائنا من استغلاله لصالح أهدافه، فبدلا من أن يكون أداة تنوير وتوعية يكون سلاحا فتاكا خطره أشد من سلاح العدو الغاشم.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

كأس العرب 2025.. موعد مباراة المغرب والإمارات والقنوات الناقلة

محمد صلاح يدعم منتخب مصر قبل انطلاق بطولة أمم أفريقيا 2025 فى المغرب.. فيديو

حالة الطقس اليوم الإثنين 15 ديسمبر.. انخفاض بالحرارة وأمطار غزيرة بهذه المناطق

الإدارية العليا تنظر 31 طعنًا على نتائج 19 دائرة ملغاة فى انتخابات النواب.. غدا

وزارة التعليم تحدد ممنوعات داخل المدارس بعد وقائع التعدى على الأطفال


تعرف على مصير أحمد الأحمد البطل الأسترالي مُنقذ ضحايا هجوم سيدني

وكالة الفضاء المصرية تُعلن نجاح إطلاق وتشغيل القمر الصناعي المصرى SPNEX

7 معلومات عن شقيقة عادل إمام أرملة مصطفى متولى

ترامب يشيد بالبطل الأسترالي أحمد الأحمد: أنقذ أرواحا كثيرة في هجوم سيدني

تحذير عاجل.. نوة الفيضة الصغرى تضرب الإسكندرية غدا والأمواج ترتفع 3 أمتار


أحمد الأحمد المسلم بطل اليوم في أستراليا بعد تصديه للهجوم الإرهابى.. فيديو

نتيجة كلية الشرطة كاملة لعام 2025/ 2026 ثانوية عامة ومتخصصين.. فيديو

كل ما تريد معرفته عن قتل وإصابة 42 شخصا بهجوم استهدف عيد حانوكا بأستراليا

جنايات المنصورة تحيل أوراق عربي الجنسية للمفتي لقتله صديقه وقطع جزء من جسده

ضبط المتهمين بإشعال النيران فى شخص أمام زوجته وإصابته بحروق خطيرة.. صور

الطقس غدا.. انخفاض بالحرارة وأمطار وشبورة والصغري بالقاهرة 13 درجة

مواعيد مباريات منتخب مصر فى أمم أفريقيا.. البداية مع زيمبابوى 22 ديسمبر

نتيجة كلية الشرطة 2026 كاملة لجميع التخصصات.. بالأرقام

تقارير: غياب مرموش ضربة قوية للسيتي ومصر ثاني المرشحين لحصد أمم أفريقيا

مستشار الرئيس للصحة يوصى بالبقاء بالمنزل عند الشعور بأعراض الأنفلونزا "A"H1N1

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى