كتالوج التاريخ يؤكد: الأمن والاستقرار لدولة المؤسسات.. والخراب لدولة الميليشيات

دندراوى الهوارى
دندراوى الهوارى
كما أكدنا من قبل أن التاريخ «كتالوج» الحاضر والمستقبل، يفك شفرات ويساهم فى تركيب معادلات سياسية واستراتيجية واجتماعية بسهولة ويسر، وأبرزها المعادلات والشفرات المتعلقة بالأمن والاستقرار، والتأكيد يوم بعد يوم وعام بعد آخر وعقد بعد عقد وقرن بعد قرن، أن الدولة التى تمتلك مؤسسات قوية، وفى القلب منها المؤسسة العسكرية والأمنية، قادرة على حفظ الأمن والأمان، وتثبيت الاستقرار، والدفاع عن الأرض والعرض.
 
وإذا كان اكتشاف حجر رشيد، هو أهم كشف أثرى فى مصر قاطبة، فإن اكتشاف «صلاية نارمر» يأتى فى المرتبة الثانية، لأهميتها فى الكشف عن «الملك العقرب» أو «الملك مينا» المعلوم لدى الباحثين والمتابعين والعامة، بأنه موحد القطرين، إذ تبرز «الصلاية»، وجود الجيش المصرى، والذى يقوده الملك بنفسه، فى حربه لطرد المحتلين، وتوحيد مصر، ونشر الأمن والاستقرار.
 
«صلاية نارمر»، التى تعود للأسرة الأولى، تكشف أن لمصر جيشا قوى، ميلاده ملتصق بميلاد الكون، إذ يقوده الملك بنفسه لتأديب العدو الذى استباح أمن البلاد ومزقها إلى نصفين، مصر العليا، ومصر السفلى، فكان جيش مصر بقيادة الملك له الكلمة العليا، عندما قرر طرد المحتلين، وإعادة توحيد القطرين، واستتباب الأمر، وحفظ الحدود.
 
كما أظهرت الاكتشافات المتتالية عن قوة التنظيم الإدارى، فمصر ومنذ بدء التاريخ، دولة مؤسسات قوية، جيش منظم قوى، ومؤسسة رئيسية للإدارة المركزية هى «الإقامة» أو كما يطلق عليها المصرى القديم «خينو»، وتضم مكاتب كبار المسؤولين الرئيسيين، وهى مقسمة إلى عدة أقسام، أهمها الخزانة والأشغال العامة والصوامع لحفظ الغلال، وكذلك العدل والمحفوظات الملكية، بجانب مؤسسة مهمة يطلق عليها «الدار الكبرى» وهو عبارة عن القصر الملكى وإدارته الخاصة.
 
وكان المصرى القديم سابق عصره، عندما استحدث مؤسسات اقتصادية ودبلوماسية، وظهر ذلك جليا فى البعثات الاستكشافية للخارج، سواء فى الجنوب أو الشمال، والشمال الشرقى، ناهيك عن التقسيم الإدارى للدولة المصرية والتى كانت مقسمة إلى مقاطعات، وأن المسؤول عن المقاطعة، يتم تعيينه من السلطة المركزية فى العاصمة، وينتقل للمقاطعة لتنفيذ المهام الإدارية الموكلة إليه. 
 
من تلك الوضعية المؤسساتية القديمة، يتأكد أن مصر ومنذ وجودها الملتصق بوجود الكون، دولة مؤسسات، لها جيش قوى هو الأقدم فى التاريخ، يحمى حدودها، ويحفظ أمنها واستقرارها، ولا يسمح بوجود ميليشيات أو كتائب وعصابات وجماعات، تعيث فى الأرض فسادا، وتنشر الفوضى، وتحاول أن تكون نسخة من المؤسسات العسكرية، تفرض قوانينها الخاصة، وترفع سلاحها فى وجه كل من يخالفها من الشعب والحكومة، وتحاول أن تفرض أمرا واقعا، يقنن وضعها، ثم والأخطر توريط البلاد فى حروب مدمرة، يدفع الشعب تكلفتها من أرواحه وأمنه واستقراره.
 
التاريخ شاهد، وتصرخ صفحاته بآلاف التجارب التى تؤكد أنه لا يمكن، لدولة ما، أن تشهد استقرارا ويعم فيها الأمن والرخاء، وتتقدم لتلحق بركب الدول المتقدمة، يسكن أحشاءها ميليشيات وكتائب وجماعات وتنظيمات مسلحة، تحاول بسط نفوذها، وكسر أنف إرادة الدولة، ومحاولة إرهاب المؤسسة العسكرية، وفرض أمر واقع وكأنها دولة فوق الدولة!
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ناصر ماهر العقل المفكر لفيريرا في الزمالك

كل ماتريد معرفته عن أزمة فتوح في الزمالك من البداية للنهاية

ضبط سائق سيارة فارهة حاول الهرب بعد ارتكابه حادثا مروريا بكوبرى أكتوبر.. فيديو

موعد مباراة مصر وإسبانيا في ربع نهائي بطولة العالم تحت 19 عاما لكرة اليد

علياء قمرون أمام النيابة: "معرفش يعنى إيه غسيل أموال.. كنت بفرح بالدعم عشان أجهز نفسى"


مصابة بحادث طريق الواحات أمام النيابة: الشباب طلبوا منا النزول من السيارة

اعترافات طلاب مطاردة فتيات الواحات: لاحقناهما وحاولنا إيقاف السيارة

أول صورة للمتهمين بمطاردة فتيات طريق الواحات

اتحاد الكرة يرد على شكوى الزمالك ضد زيزو ..اعرف التفاصيل

والدة فتاة حادث طريق الواحات: “مش هتنازل عن حق بنتى.. والرعب اللى عاشته”


وفاة بطل حريق شبرا الخيمة متأثرا بإصاباته بحروق فى جميع أنحاء جسده

ذروة الموجة الحارة.. تحذير من الأرصاد للمواطنين والقاهرة تسجل 42 درجة فى الظل

قبل قمة ألاسكا الجمعة.. نيويورك تايمز: ترامب يتبنى لهجة مختلفة تجاه بوتين

زوجة "بيليه فلسطين" توجه نداءً عاجلاً إلى محمد صلاح

الإسماعيلى يفقد 6 لاعبين اليوم أمام بيراميدز فى الدورى.. النبريصى الأبرز

مواعيد مباريات اليوم.. نابولي أمام أولمبياكوس وبيراميدز يستقبل الإسماعيلى

كيف تحمى سيارتك من حرارة الصيف الشديدة؟.. نصائح مهمة لتفادى الأضرار

في ذكراها.. شويكار في تصريح سابق لليوم السابع: شقيقتى لم تعمل في مجال الفن

الطقس اليوم.. موجة شديدة الحرارة ورطوبة مرتفعة والعظمى بالقاهرة 42 درجة

هل يجوز إخلاء وحدات الإيجار القديم بالتراضى بعد صدور القانون؟.. التفاصيل

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى