مخاوف أوروبية من التضخم وارتفاع الأسعار فى الكريسماس مع الإقبال على شراء الهدايا.. زيادة فى أسعار الغذاء بالاتحاد الأوروبى 6.6%.. إسبانيا تتصدر القائمة 10%.. وعشاء ليلة الميلاد يكلف الإيطاليين 2.9 مليار يورو

تستعد أوروبا للاحتفال بالكريسماس وسط مخاوف كبيرة من ارتفاع أسعار المواد الغذائية، حيث ترتفع الأسعار فى الاتحاد الأوروبى بنحو 6.6%، مع زيادة فى بعض أنواع الغذاء مثل العنب فى إسبانيا الذى زاد بنسبة 227%، والبرتغال زادت أسعار لحم الضأن 2.8%.

وأشارت صحيفة الكوميرثيو الإسبانية، فى تقرير لها، نشرته على موقعها الإلكترونى، إلى أن وجبات الغذاء والعشاء، فى عام 2023، أصبحت أكثر تكلفة بكثير من العام السابق،، وأصبحت إسبانيا الدولة الأوروبية التى ترتفع فيها أسعار المواد الغذائية أكثر من غيرها خلال عيد الميلاد، حيث ترتفع بنسبة 9%، وخاصة العنب الذى شهد زيادة كبيرة فى الاسعار بنسبة 227% بسبب الاحتفال بالكريسماس.

وسيكون لحم الضأن من أكثر الأطعمة طلباً، وسيرتفع سعره بنسبة 10%. وستزيد نسبة النوجا والكعك بنسبة 17% وزيت الزيتون حتى 67%.

أشارت جمعية المستهلكين الإسبانية (Asescon) إلى أن متوسط ​​الإنفاق لكل مستهلك فى عيد الميلاد هذا العام سيتراوح بين 300 و1200 يورو أكثر مقارنة بالعام الماضى وأوضحت أن النطاق "واسع للغاية" لأن "معظم الأسعار ارتفعت كثيرا" بسبب لمؤشر أسعار المستهلك والوضع الاقتصادى الحالى، وهو "مثير للقلق للغاية".

وفى إيطاليا، قال الخبراء إن التضخم يصل فى عشاء ليلة عيد الميلاد، 2.9 مليار يورو، حيث إن زيادة الاسعار لها تأثير كبير، حيث تزيد 400 مليون يورو أكثر مما كانت عليه فى عام 2022،

وقام اتحاد التعاونيات الإيطالية (Confcooperative) بالحسابات، ولاحظ أيضًا، إلى جانب الزيادة فى الإنفاق، اتساع الفجوة الاجتماعية، مذكرًا بأن عدد الأشخاص الذين يعيشون فى فقر وصل إلى 10 ملايين، حسبما قالت وكالة أنسا الإيطالية.

وفى الوقت نفسه، فإن أولئك الذين لا يستطيعون التخلى عن التقاليد والعشاء هذا العام سيشهدون أيضًا زيادة فى العضوية، من 6 إلى 8 أشخاص فى المتوسط، وفقًا للمسح. بالإضافة إلى ذلك، تفوز الأطعمة المصنوعة فى إيطاليا: تم التأكيد على أن الفقاعات الإيطالية هى النجم الحتمى فى وجبات العشاء التى تحتوى على حوالى 60 مليون زجاجة من النبيذ الفوار والبروسيكو.

وحذر العديد من الخبراء فى أوروبا من الاحتفال بانخفاض التضخم فى القارة العجوز، حيث أن معدل التضخم السنوى فى الاتحاد الأوروبى فى انخفاض، فى حين ظل تضخم أسعار المواد الغذائية مرتفعاً، مما أثر على الأسر ذات الدخل المنخفض فى مختلف أنحاء أوروبا.

وقالت صحيفة "لابانجورديا" الإسبانية أن التضخم فى منطقة اليورو تباطأ من ذروته البالغة 10.6% (11.5% فى الاتحاد الأوروبي) فى أكتوبر 2022 إلى 2.9% (3.6% فى الاتحاد الأوروبي) فى أكتوبر من هذا العام، ومع ذلك، لا يزال تضخم أسعار الغذاء مرتفعا بشكل عنيد مع استمرار المستهلكين فى مواجهة أزمة تكلفة المعيشة، وهو ما جعلهم يضطرون إلى إلغاء رحلات الشتاء التى يقومون بها سنويا.

على سبيل المثال، بلغ معدل التضخم الحقيقى فى الغذاء، وهو معدل تضخم الغذاء مطروحا منه التضخم الرئيسى، 4.6% فى منطقة اليورو (4% فى الاتحاد الأوروبي) فى أكتوبر 2023، وهو ما شكل ضغطا هائلا على الأسر ذات الدخل المنخفض.

وفى عام 2022، ارتفعت معدلات التضخم فى الاتحاد الأوروبى، لتصل إلى مستويات لم تشهدها القارة فى العقود الأربعة الماضية. وبين عام 1997 ونهاية عام 2021، بلغ أعلى معدل تضخم سنوى فى الكتلة 4.4%، وتم تسجيله فى يوليو 2008.

كما اتبع معدل التضخم السنوى للأغذية والمشروبات غير الكحولية اتجاها مماثلا، حيث بلغ ذروته عند 19.2% فى مارس 2023، ومع ذلك، فإن الفرق بين معدل التضخم العام ومعدل التضخم فى الأغذية والمشروبات غير الكحولية لم يكن كبيرًا كما كان فى الأشهر الـ12 الماضية.

ومن بين دول الاتحاد الأوروبى، تراوح معدل التضخم السنوى الحقيقى لأسعار الغذاء من -5.7% فى جمهورية التشيك إلى 10.9% فى بلجيكا. وتليها هولندا (8.8%) واليونان (6.6%) وإسبانيا (5.9%)

وقال صندوق النقد الدولى، إن البنك المركزى الأوروبى وصناع السياسات الآخرين بجميع أنحاء القارة يحتاجون إلى إبقاء أسعار الفائدة عند المستويات المرتفعة الحالية حتى التأكد من السيطرة على التضخم، وحذر مما أسماه "الاحتفال السابق لأوانه" مع انخفاض التضخم بعد أن بلغ ذروته.

وأشار تقرير نشرته صحيفة الاكونوميستا الاسبانية إلى التضخم فى أسعار المواد الغذائية والمشروبات غير الكحولية فى الاتحاد الأوروبى، حيث أن الأرقام تراوحت من 3.7% فى الدنمارك إلى 10.4% فى اليونان فى أكتوبر 2023. وكان المتوسط ​​فى الاتحاد الأوروبى 7.6%. وكان هذا أول معدل مكون من رقم واحد منذ مايو 2022، وكان معدل التضخم السنوى للمواد الغذائية أعلى من 7.5% فى 14 دولة عضو فى الاتحاد الأوروبى، بما فى ذلك اليونان وبلجيكا وأسبانيا وفرنسا.

تأثير سلبى على القوة الشرائية فى احتفالات الكريسماس

من المتوقع أن تكون احتفالات الكريسماس هذا العام باهتة إلى حد ما، ويرجع ذلك أساسًا إلى تأثير فقدان القوة الشرائية الناتجة عن التضخم على الاستهلاك، حيث أنه فى الوقت الحالى لا تزال هناك أزمة استهلاك بسبب زيادة الاسعار، فجميع دراسات المستهلكين تؤكد أن روح عيد الميلاد ستتغلب على التضخم، ولكنها ستجبر على مزيد من التفكير والترقب لتجنب تجاوز الميزانية أو القيام بأشياء غير ضرورية نفقات.

وعلى سبيل المثال فإن إسبانيا تعتبر من الدول التى ستنفق بشكل أكبر على الغذاء، وفقا للدراسات التى أجريت فى الفترات الأخيرة، وبالتالى تضع نفسها كسوق ذات أكبر نمو فى هذه الفئة بعد تجاوز المجر (12.1٪) وإيطاليا (7.8٪).

ويظهر التقرير أن الإنفاق على المطاعم سينمو بنسبة 14.4% فى أوروبا مقارنة بعام 2022، وستكون بولندا وإيطاليا وإسبانيا الدول التى تقود هذا الإنفاق بنمو يقدر بـ 21.6% و18.1% و15.5% على التوالى.