الدكتور محمد عبد المطلب والسياق

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف

عن نفسى أعد الأستاذ الدكتور محمد عبد المطلب، امتدادًا لجيل النقاد الكبار بتكوينه الثقافى ومنتجه العلمى الرصين والمؤثر، فهو ناقد كبير فعلا، لا مجاملة فى ذلك، له كتبه المرجعية وله تلاميذه الكثر فى كل أنحاء العالم العربى بصورة مباشرة وغير مباشرة، يمكن القول إنه "ناقد مدرسة"، وأنا أراه امتدادا لسلسلة من النقاد الكبار الذين انشغلوا بالتجديد والتأصيل، وبالفعل هو يملك مشروعا ويحمل رؤية، وعندما يستضيفه معرض القاهرة الدولى للكتاب فى لقاء فكرى فإن ذلك يحسب للمعرض.

وبالفعل استضاف المعرض أمس الدكتور محمد عبد المطلب، وكنت ممن شهدوا الندوة، وقد تحدث الناقد الكبير بلغة جميلة وأفكار منظمة منسقة، وأحسن الدكتور شوكت المصرى فى إدارة الحوار، ثم جاء دور الجمهور فى الكلام، وتحدث أساتذة كبار عن فضل الدكتور عبد المطلب وقيمته، وهو كلام حق، لكن الشاعر أحمد سويلم، وهو صديق مقرب للدكتور محمد، باعترافهما فى الندوة، سأل سؤالا يعرف إجابته - قال أنا أعرف إجابته، لكن أحب أن يقول الدكتور محمد ذلك أمام الجميع - كان السؤال عن المجاملة فى الرسائل العلمية، ولأن الدكتور محمد رجل متسق مع نفسه أجاب دون مجاملة بأن المجاملات تحدث أحيانا ووصف نفسه بالمجامل.

من الطبيعى جدا أن تنشر المواقع الإخبارية ذلك خاصة أنها نشرت الندوة كلها، ومن الطبيعى أن تسلط الضوء على هذه اللقطة، وقد غضب بعض تلاميذ الدكتور محمد، وقالوا إن الأمر تم اجتزاؤه وأنه اقتطع من سياقه، لكن الحقيقة أن الأمر جاء فى سياقه تماما، ولم يحدث أى اجتزاء.

فمن حيث الشكل فإن السؤال كان منفصلا تماما عن بقية الندوة، كان سؤالا مباشرا على هامش الندوة، وإجابة الدكتور محمد كانت إجابة مباشرة تحسب له ولشجاعته، أى أن هناك ندوة وسؤالا وجوابا، كما أن إشارة الأستاذ أحمد سويلم بأنه يعرف الإجابة دليل قوى على أن هذا رأى الدكتور محمد وأنه رأى معروف، وبالتالى تحقق السياق الشكلى.

أما سياق المعنى، فقد تحقق أيضا، فالدكتور محمد عبد المطلب أشار أكثر من مرة فى الندوة إلى أن البحث الأكاديمى ليس بخير، وقال صراحة إن بعض الباحثين لا يقدمون أبحاثا للترقى ويكتفون بدرجة الدكتوراه، وتحدث عن السرقات النقدية، وهاجم نظام الجامعة فى قياس الاقتباسات فى الرسائل العلمية، وبالتالى فالمجاملة إن حدثت فهذا أمر طبيعى فى هذا السياق.

أما السياق العام الذى يشكل شخصية محمد عبد المطلب، فالزملاء الصحفيون ليسوا ملزمين به، أما أنا فأفهمه جيدا، وتلاميذ الدكتور محمد يفهمونه أيضا، لذا غضبوا، هذا السياق العام يتعلق بشخصية محمد عبد المطلب، فهو عالم كبير وبالطبع لا يجامل بمعنى أنه يمنح الناس درجات لا يستحقونها، لكن الأمر مراده أن فى ذهن محمد عبد المطلب تصورا عاما لمستوى الرسائل العلمية ومستوى نضج الباحث وفكره، وفى أحيان كثيرة لا يجد ذلك بالدرجة الكافية فى الرسائل التى تقدم إليه، لكنه بالطبع يجد الحد الأدنى من البحث فيجيزه، وأنا شرفت بأننى استمعت للدكتور محمد عبد المطلب مناقشا ومشرفا، وللأمانة عندما يكون مناقشا فإنه يقدم محاضرة قيمة يستفيد منها الباحث والحاضرون، وإن كان مشرفا فلم أره أبدا يؤثر على لجنة أو يدافع عن خطأ.

إن كلام الدكتور محمد عبد المطلب يدعونا للتفكير ولا يدعونا للغضب منه أو من الذين نشروا كلامه ونقلوه فهذا عملهم، وليس من حقهم التأويل، لكن من حقنا أن نغضب من السياق العام فى الجامعات التى سمحت بأن يكون هذا حال بعض الباحثين، وبالمجاملة أن تتجاوز الحد الأدنى.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

إصابة شخص صدمته سيارة أثناء عبوره للطريق فى بولاق الدكرور

الزمالك يتأهل للدورى الممتاز ب لكرة السلة سيدات

فوز الترجي ووداد سمارة في أول أيام بطولة الكؤوس الأفريقية لليد

عاجل.. موجة شديدة الحرارة الجمعة والسبت والعظمى بالقاهرة تصل 40 درجة

الدعوات الرسمية للملوك والرؤساء لحضور افتتاح المتحف الكبير خلال 24 ساعة


أغلى من الصفقات.. أمير قطر يهدى ترامب قلما فاخرا من طراز مونت بلانك (صورة)

استقبال تاريخى فى الدوحة.. رئيس أمريكا فى قطر لأول مرة منذ 20 عاما.. مناقشات استراتيجية واتفاقيات بمليارات الدولارت.. ترامب: أثق فى جهود الأمير لحل النزاعات.. وتميم: الاتفاقيات ترفع العلاقة لأعلى مستوى

إحالة أوراق متهم ادعى النبوة وقتل مدرسا إلى المفتى

وزارة الرياضة: وصول الرياضيين من ليببا خلال ساعات إلى مطار القاهرة

موعد مباراة منتخب الشباب والمغرب في نصف نهائي أمم أفريقيا تحت 20 سنة


إحالة أوراق شقيقين للمفتى بتهمة تسديد 6 طعنات لسائق توك توك وإلقائه حيا بالترعة

حصاد أول دورى لكرة القدم النسائية بمشاركة الأهلى والزمالك وبيراميدز.. مسار الأقوى

البحوث الفلكية: الهزات الارتدادية الناجمة عن زلزال أمس في "اضمحلال" مستمر

أبرز الاتفاقيات الموقعة بين السعودية وأمريكا خلال زيارة ترامب.. تعرف عليها

هيئة الأرصاد تكشف حقيقة تعرض مصر لـ العاصفة شيماء

وزير التعليم يعلن إعادة إطلاق اختبار "SAT" رسميًا فى مصر بداية من يونيو 2025

دفاع الفنان محمد غنيم: إنهاء إجراءات إعادة المحاكمة وحبس موكلى لحين تحديد جلسة

مجلس الوزراء: رسوم عبور السفن المارة بـ "قناة السويس" تُحصل بالعملات الأجنبية

وزارة الداخلية تضبط قضية غسيل أموال بقيمة 280 مليون جنيه

مواعيد مباريات اليوم.. الريال ضد مايوركا وميلان أمام بولونيا بنهائي كأس إيطاليا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى