أحمد جمعة يكتب: مؤتمر دعم القدس رد عربى قوى على جرائم الاحتلال الإسرائيلى بالأراضى المحتلة.. تعزيز صمود المقدسيين بمواجهة المشاريع الاستيطانية مهم لإنقاذ "حل الدولتين".. الوحدة العربية ضرورية للتصدى للتهويد

مؤتمر دعم وحماية القدس بمقر الجامعة العربية
مؤتمر دعم وحماية القدس بمقر الجامعة العربية
كتب ـ أحمد جمعة

تحتضن العاصمة المصرية القاهرة، مؤتمرا هاما يهدف لتعزيز صمود المقدسيين ودعمهم في مواجهة الحملة الإسرائيلية الممنهجة التي تهدف لتهويد كل ما هو فلسطيني، خاصة في الضفة الغربية والقدس المحتلة، وذلك بوضع سياسات تعتمد على رؤية الصهيونية الدينية التي تم ترسيخها داخل الحكومة اليمينية الأشد تطرفا بقيادة بنيامين نتنياهو.

حضر المؤتمر الرئيس عبد الفتاح السيسي، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، وسط حضور عربي ودولى لافت في المؤتمر الذي يهدف لدعم المقدسيين وتعزيز صمودهم.

يأتي المؤتمر في توقيت مهم للفلسطينيين في ظل التحركات التي تقودها حكومة بنيامين نتنياهو لتعزيز الوجود الصهيوني في القدس المحتلة، واستهداف جموع المقدسيين، ما يهدد أي فرصة لتفعيل عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ويدفع نحو مواجهات عنيفة بين الجانبين خلال الفترة المقبلة، وذلك في ظل توجه الكنيست الإسرائيلي لإقرار قوانين تبدد حالة الأمن والاستقرار النسبي في القدس الشرقية خلال العقود الماضية.

حكومة الاحتلال الإسرائيلي الجديدة لا تؤمن بفكرة وجود حقوق للمقدسيين في القدس الشرقية، وهو ما يدفعها للقيام بمشاريع استيطانية والتوسع فيها خلال الفترة المقبلة، فضلا عن إقرارها قوانين مجحفة تمكن الاحتلال من فرض سيطرته الكاملة على القدس الشرقية و "أسرلة" كل ما هو فلسطيني في مدن الضفة الغربية.

ويشكل الحضور العربي والدولي في مؤتمر القدس الذي تحتضنه جامعة الدول العربية في القاهرة، رسالة شديدة اللهجة إلى الجانب الإسرائيلي برفض أي محاولات استفزازية وفردية لفرض واقع جديد في مدينة القدس المحتلة، فضلا عن الدعم العربي الكامل للمقدسيين الذين يعانون بشكل يومي من الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي.

ويسعى الجانب الفلسطيني لتشكيل محور عربى قوى قادر على تعزيز صمود المقدسيين والفلسطينيين خلال الفترة المقبلة، وذلك في ظل تغول كبير لحكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الذي ينادي بدولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية منذ عقود.

وتفرض حكومة الاحتلال الإسرائيلي برئاسة بنيامين نتنياهو قطيعة على السلطة الوطنية الفلسطينية، فضلا عن وجود نوايا لسن قانون تنفيذ أحكام الإعدام ضد الفلسطينيين المنفذين للعمليات الفدائية، إخلاء خان الأحمر، تهويد الشيخ جراح، وتغيير الوضع القانوني في القدس والأقصى وهو ما سيشكل توترا كبيرا.

يأتي انعقاد مؤتمر القدس في القاهرة بالتزامن مع اجتماع "الكابنيت" الإسرائيلي، مساء اليوم، والذي سيناقش خطة وزارة الأمن الداخلي الإسرائيلي برئاسة ايتمار بن غفير للقيام بعملية أمنية واسعة شرق مدينة القدس ضد المقدسيين، وهو ما يهدد بزيادة وتير التصعيد من جانب المقدسيين الرافضين لسياسة الإرهاب التي تلجأ إليه حكومة الاحتلال الإسرائيلي في مواجهة الفلسطينيين، سواء بالإعدام الميداني للفلسطينيين والفلسطينيات أو التهجير وهدم المنازل وهي السياسة التي تتوسع فيها حكومة "نتنياهو" منذ توليها زمام السلطة، وذلك بهدف تعزيز الاستيطان والتوسع فيه بالضفة الغربية والقدس.

الدور العربي الداعم لمركزية القضية الفلسطينية وفي القلب منها القدس الشريف أمر هام وضروري ويحتاج إلى خطوات فعلية، تؤكد استمرار دعم العرب للمقدسيين حتى ينال الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 4 يونيو 1967، والاعتراف بالدولة الفلسطينية ومنحها حقها بالعضوية الكاملة في الأمم المتحدة، فضلا عن حشد الجهود لتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ومواجهة العدوان الإسرائيلي المتواصل على الفلسطينيين بأشكاله المختلفة.

ويبقى ملف حماية الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس، أحد أبرز الملفات بل "خطوط حمراء" لن تقبل الدول العربية بتجاوزها، في ظل التحركات التي تقودها القاهرة وعمان لوقف المحاولات الإسرائيلية الرامية إلى تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في مدينة القدس، خاصة في المسجد الأقصى المبارك الحرم القدسي الشريف، ومحاولات تغيير مسماه، ومواجهة مخطط تقسيمه زمانياً ومكانياً، والإدانة الشديدة للاقتحامات المتكررة والمتصاعدة للمسجد الأقصى.

وتضع الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو سلسلة من المشاريع الاستيطانية التي تخطط لتنفيذها في مدينة القدس المحتلة ومنها ما يُسمى بمخطط مركز مدينة القدس ومشروع واجهة القدس، مشروع "وادي السيليكون"، مشروع "مدينة داوود"، مشروع المنطقة الصناعية في العيساوية، مشروع القطار الهوائي للمستوطنين، مشروع تسوية العقارات والأملاك في المدينة، بالإضافة للقوانين العنصرية الإسرائيلية التي تخول سلطات الاحتلال بسحب بطاقات هوية آلاف المقدسيين، ومصادرة ممتلكاتهم من خلال ما يُسمى بـ "قانون أملاك الغائبين".

وينفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات عسكرية واسعة في الضفة الغربية وتحديدا بمدينتي جنين ونابلس بهدف استهداف المقاومين الفلسطينيين، وذلك تفعيلا لخطة حكومة "نتنياهو" التي تسعى للتوسط الاستيطاني في مدن الضفة الغربية والقدس خلال الأشهر المقبلة، وهو ما يقابل بمقاومة عنيفة من قبل الفلسطينيين الرافضين للجرائم الإسرائيلية التي تستهدف بشكل يومي المواطنين الفلسطينيين في الضفة أو المقدسيين بمدينة القدس المحتلة.

ويحتاج المقدسيون إلى تمويل ودعم حقيقي في ظل الضرائب الباهظة التي تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على التجار والعمال بالبلدة القديمة، وهو ما يعزز صمود المقدسيين في مواجهة جيش الاحتلال وحكومة بنيامين نتنياهو، بالإضافة إلى أهمية دعم المشاريع التنموية التي تسعى لإنقاذ المدينة المقدسة وحماية مقدساتها وتعزيز صمود المقدسيين ومؤسساتهم، في مواجهة خطط التهويد والتهجير التى تلجأ إليها إسرائيل للمقدسيين من منازلهم.

 

 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

كواليس استبعاد 7 لاعبين من الزمالك أمام المقاولون.. بانزا والجزيري الأبرز

مصرع شاب فى حادث تصادم دراجة نارية بلوحة إعلانية بطريق القاهرة أسيوط الغربى

أب يشرع فى قتل نجله بسبب تجديد باقة الإنترنت فى الإسكندرية

وزارة التعليم: حظر تحصيل أية مبالغ مالية من أولياء الأمور

غلق شارع 26 يوليو لتنفيذ مونوريل وادى النيل -6 أكتوبر.. اعرف تحويلات المرور


الإخوان جزء من مشروع الكيان الصهيونى لخدمة أجندته بالمنطقة.. قيادى سابق بالجماعة: التنظيم الإخوانى هو المنتج الحصرى لكل التنظيمات والجماعات الإرهابية.. ويؤكد: داعش وحسم ولواء الثورة الأجنحة المسلحة للجماعة

الأهلي يقدم شكوى رسمية ضد الحكم محمد معروف خلال ساعات بسبب طرد هاني

تشكيل الزمالك المتوقع أمام المقاولون العرب.. عدي الدباغ فى قيادة الهجوم

فتوح والجزيري وشيكو بانزا وربيع أبرز غيابات الزمالك أمام المقاولون الليلة

طبيب الأهلى يكشف موعد مشاركة إمام عاشور في المباريات


أكرم القصاص يكتب: الثانوية والمجموع والتنسيق.. الطريق إلى مجدى يعقوب أو محمد صلاح

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 16 أغسطس 1956.. انطلاق «مؤتمر لندن» لتكوين جبهة دولية ضد تأميم شركة قناة السويس والوفدان السوفيتى والهندى يقودان «معركة تأييد مصر» واحتجاجات شعبية تعم عواصم عربية

قانون الإيجار القديم يحدد نسبة زيادة الأجرة للمحال التجارية.. التفاصيل

مانشستر سيتي يتسلح بـ عمر مرموش في معركة استعادة عرش الدوري الإنجليزي

نسرين طافش: غنائى لن يكون على حساب التمثيل لأننى فى الأول والآخر ممثلة

العالم هذا الصباح.. الأجواء الإيجابية تسيطر على لقاء الرئيسين ترامب وبوتين.. لافروف: واشنطن قد ترفع بعض العقوبات المفروضة على موسكو.. وبوتين بعد انتهاء القمة التاريخية مع ترامب: المحادثات بناءة وإيجابية

العمل الدولية تكشف: فجوة تصل إلى 5 أشهر فى الإجازات بين الأمهات والآباء.. الأمهات يحصلن على 25 أسبوعا والآباء أسبوعين فقط.. وسد الفجوة يحتاج 142 مليار دولار سنويا.. و57% عالميا لا يحصلون على حقهم بإجازات عادلة

بايرن ميونخ يصطدم بطموح شتوتجارت في نهائي السوبر الألماني 2025

مستشار الأمن القومي السابق: ترامب لم يخسر لكن بوتين فاز بوضوح

انتهاء المؤتمر الصحفى بين الرئيسين ترامب وبوتين

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى