الجامعة العربية تواصل الحشد انتصارا لفلسطين بعد مؤتمر القدس.. أبو الغيط يطير إلى بروكسل.. وتوافق عربى سعودى أوروبى حول إحياء مبادرة السلام العربية.. و"التنويع" أهم أدوات المقاومة الجديدة فى مواجهة الاحتلال

جانب من اللقاء
جانب من اللقاء
بيشوى رمزى

ساعات معدودة، تلك التي فصلت بين انطلاق مؤتمر دعم القدس، الذى نظمته جامعة الدول العربية، أمس الأحد، بحضور رفيع مستوى تصدره الرئيس عبد الفتاح السيسي، وعاهل الأردن الملك عبد الله الثاني، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، من جانب، والزيارة التي يجريها الأمين العام أحمد أبو الغيط إلى العاصمة البلجيكية بروكسيل، للقاء مسؤولي الاتحاد الأوروبي، من جانب آخر، وذلك لإجراء مناقشات حول القضية الفلسطينية ومستقبلها، وسبل الوصول إلى حلول من شأنها العودة مجددا إلى مائدة التفاوض، وإحياء حل الدولتين بما يتوافق مع قرارات الشرعية الدولية، بالإضافة إلى تخفيف حدة التوتر على الأراضي الفلسطينية، في الفترة المقبلة، تمهيدا لإجراءات فعلية.

ولعل توقيت الزيارة التي يجريها أبو الغيط إلى بروكسيل، في ذاتها تحمل رسالة، مفادها تحويل التعهدات التي وضعتها الدول العربية على عاتقها، خلال المؤتمر، داخل أروقة "بيت العرب" إلى عمل، من شأنه تحقيق إنجازات ملموسة، فيما يتعلق بالقضية، التي تمثل أولوية قصوى فى الأجندة العربية، منذ عقود طويلة من الزمن، وهو الأمر الذي يتزامن مع انطلاق حقبة دولية جديدة، ذات إطار تعددي، يمكن إضفاء مساحة كبيرة من المناورة، للدبلوماسية العربية، سواء على المستوى الفردي، في إطار القوى الرئيسية بالمنطقة، وعلى رأسها مصر، أو الجمعي، تحت مظلة الكيان المشترك.

وخلال الزيارة، عقد أبو الغيط اجتماعا ثلاثيا مع مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، ووزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، وذلك لمناقشة المستجدات على الساحة الفلسطينية، والكيفية التي يمكن بها احتواء الانتهاكات المتزايدة، التي ترتكبها قوات الاحتلال، بحق الفلسطينيين ومقدساتهم، وسبل العودة إلى دائرة "الشرعية الدولية"، والتي طالما انتهكتها إسرائيل على مدار سنوات وعقود، دون رادع دولي.

الاجتماع
الاجتماع

 

في هذا الإطار، علق أبو الغيط على اللقاء عبر حسابه على موقع "تويتر" بقوله إن اللقاء كان مهما، مشددا على أن الهدف منه هو تعزيز مبادرة السلام العربية، وإحياء جهود صنع السلام بالشرق الأوسط، وذلك من خلال الأساسيات المتفق عليها ودون تعديل لأولويات المبادرة بأي شكل.

ويمثل الحديث عن المبادرة العربية، والتي أطلقها العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز، في عام 2002، محل اهتمام كبير من قبل الجامعة العربية، حيث تبقى المرجعية الأهم لعملية السلام، وهو ما أكدته في العديد من المناسبات، ربما أبرزها خلال أعمال القمة العربية بالجزائر في نوفمبر الماضي، قبلها خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، في سبتمبر الماضي، عندما التقى أبو الغيط والوزير السعودي، وبوريل لإحياء الذكرى الـ20 لانطلاقها، وهو ما يعكس الرؤية العربية القائمة على رفض أي بديل لها في إطار التسوية الشاملة، القائمة على حل الدولتين، بقيام الدولة الفلسطينية على حدود 4 يونيو 1967، والقدس الشرقية عاصمة لها.

اللقاء الثلاثي
اللقاء الثلاثي

 

وتعتمد الجامعة العربية آلية الحشد، لتحقيق أكبر قدر ممكن من الزخم للقضية في المرحلة الحالية، وتحقيق طفرة كبيرة فيما يتعلق بالمساعي المرتبطة بالحصول على أكبر قدر من الدعم الدولي، وهو ما يبدو في المشاركة الكبيرة التي حظى بها مؤتمر القدس أمس الأحد، في ظل الحضور الكبير، الذي تجاوز "الهوية" العربية، إلى نطاق أوسع، تجلى في مشاركة مسؤولي منظمات إقليمية أخرى، على غرار مجلس التعاون الخليجي ومنظمة عدم الانحياز ومنظمة التعاون الاسلامي، ناهيك عن مشاركة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، والذين اجتمعوا لنصرة القدس تحت راية "بيت العرب"، تأكيدًا على الهوية الثقافية والدينية للمدينة.

وهنا يقول أبو الغيط "سنواصل الجهد مع الشركاء ونستقطب اهتمام ودعم ومشاركة اطراف عديدة اخري".

وتتسم الجهود العربية الأخيرة للانتصار للقضية الفلسطينية، بمثابة "سبقا" مهما في ظل دبلوماسية "التنويع"، والتي تتراوح بين حشد المواقف الدولية، على غرار الاتحاد الأوروبي، كما يبدو في الزيارة الحالية لأبو الغيط إلى بروكسيل، من جانب، أو الأدوات، التي تهدف في الأساس إلى تغيير قواعد "المقاومة" المتعارف عليها، عبر التحرك على مسارات متعددة في آن واحد، منها ما هو قانوني، ودبلوماسي، بالإضافة إلى انتهاج بعدا تنمويا، بدا بوضوح خلال مؤتمر القدس، والذي حمل عنوان "صمود وتنمية".

فمن بين أبرز المخرجات التي أسفر عنها المؤتمر، إنشاء آلية تمويل تطوعية في إطار جامعة الدول العربية لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة في مدينة القدس، وهو ما يمثل دعما للسكان في المدينة المقدسة، في إطار مقاومتهم للاحتلال وانتهاكاته التي ترتكب يوميا سواء عبر التهجير والهدم والاعتقالات أو انتهاكات المقدسات الإسلامية والمسيحية.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

إعفاء طلاب الثالث الإعدادى بالعامين الدراسيين 2026 و2027 من أعمال السنة

وزارة التعليم: تطبيق أعمال السنة على طلاب الثالث الإعدادى العام الدراسى 2028

وزير التعليم يعلن تطبيق أعمال السنة على الصف الثالث الإعدادى

بدء هدم عمارة هندسة السكة الحديد بميدان رمسيس لتوسعة كوبرى أكتوبر.. إنشاء موقف متعدد الطوابق للقضاء على العشوائية وإزالة كافة الأكشاك والمحال المنتشرة بالميدان.. وتجهيز مول تجارى ومكاتب إدارية بديلة.. صور

كريم محمود عبد العزيز ينفى شائعة انفصاله عن زوجته


7 سيارات إطفاء تحاول السيطرة على حريق بمصنع بلاستيك بالقناطر الخيرية

بعد توجيه وزير الأوقاف برعايته الصحية.. قصة إمام مسجد بقنا طعنه لص

5 معلومات عن مباراة الأهلى وفاركو غدا الجمعة فى الدوري المصري

ترامب عن لقاء بوتين فى ألاسكا: العقوبات جاهزة إذا لم نصل لنتيجة

مصابة بحادث طريق الواحات أمام النيابة: الشباب طلبوا منا النزول من السيارة


وزارة الإنتاج الحربى تشارك فى المعرض الدولى السابع لتكنولوجيا الليد ونظم الإضاءة

اتحاد الكرة يرد على شكوى الزمالك ضد زيزو ..اعرف التفاصيل

سلوت: جاهزون لضربة البداية أمام بورنموث والصفقات الجديدة تُصعب المنافسة

أبطال خارقين.. صحف العالم تتحدث عن تتويج باريس سان جيرمان بالسوبر الأوروبى

ضربة قاتلة للإرهابية.. باحث فى شؤون الجماعات المتطرفة يكشف لـ"اليوم السابع" ماذا يعنى تصنيف أمريكا للإخوان منظمة إرهابية؟.. خبير علاقات دولية يؤكد: لن يسعفهم الدستور الأمريكى بمنظومة حرياته

الأهلى يخاطب رابطة الأندية بشأن استقدام حكام أجانب لمباراة بيراميدز

وفاة بطل حريق شبرا الخيمة متأثرا بإصاباته بحروق فى جميع أنحاء جسده

خطة أمنية لتأمين مواجهة بيراميدز والإسماعيلي في دوري نايل

موعد مباراة ليفربول ضد بورنموث فى افتتاح الدورى الإنجليزى

وزيرة التنمية المحلية تعتمد حركة محليات محدودة تتضمن 12 سكرتيرا عاما وسكرتيرا مساعدا فى 10 محافظات.. منال عوض: ضرورة التواجد الميدانى وخدمة المواطنين وحل مشاكلهم.. وتؤكد: تقييم مستمر للقيادات لتصعيد المتميزين

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى