مصر والسعودية.. نموذج تكامل الأدوار

بيشوى رمزى
بيشوى رمزى
بيشوى رمزى
يبدو أن الحديث عن قوة العلاقة بين مصر والمملكة العربية السعودية أصبح بمثابة القضية التي لا تقبل مجالا للشك أو التأويل، في ظل العديد من الحقائق التي تدور في معظمها حول العديد من المواقف، التي تبادل فيها البلدين الدعم، من أجل تحقيق مصالحهما المشتركة، وكذلك لتحقيق أكبر قدر من الاستقرار الإقليمي، لتتحول العلاقة مع مرور السنوات إلى حالة أشبه بـ"التكامل" ذو الأبعاد المتنوعة، تتراوح بين التاريخ والجغرافيا، وما يتخللهما من عمق استراتيجي، يرتبط بالهوية الثقافية تارة، والدينية تارة أخرى، لتصبح علاقتهما "أبدية"، ترتبط ليس فقط بالإطار الدبلوماسي التقليدي، وإنما امتدت إلى الشعوب، التي تبدو متقاربة في العادات والتقاليد.
 
إلا ان قوة العلاقة بين البلدين، ربما لا يقتصر في تأثيره، على النطاق الثنائي، وإنما يمتد إلى أطر أخرى لا تقل أهمية، ربما أبرزها الإطار العربي، في ظل تأثيرهما الكبير، وقدرتهما الكبيرة على الحشد، وهو ما يساهم في تعزيز العمل العربي المشترك بصورة كبيرة، بينما يبقى ممتدا إلى النطاق الإقليمي الأوسع، في منطقة الشرق الأوسط، باعتبارهما أساسا للتوازن، في مواجهة محاولات الاستقطاب، وإثارة الفوضى من قبل القوى الأخرى، بينما يمتد تأثير حالة الارتباط بين البلدين إلى نطاق عالمي أوسع، مع بزوغ الأزمات الدولية الأخيرة، والتي تتسم بطبيعة استثنائية، ذات أبعاد زمنية وجغرافية غير محدودة النطاق، ربما تأكل الأخضر واليابس، حال فشل العالم في احتوائها.
 
فلو نظرنا إلى النطاق الإقليمي الضيق، ربما نجد أن المملكة العربية السعودية لعبت دورا رئيسيا في إنقاذ المنطقة من غياهب الفوضى إبان "الربيع العربي"، عندما راهنت على دعم إرادة ملايين المصريين في 30 يونيو، في مواجهة العالم، بل ودعم القاهرة لاستعادة مكانتها الإقليمية، ليعملا معا بعد ذلك من أجل تحقيق قدر من الاستقرار في المنطقة بأسرها، ومن ثم التحرك نحو استعادة الزخم للقضية الفلسطينية، وهو النهج الذي حقق نجاحا كبيرا منقطع النظير في السنوات الأخيرة، مع عودة الاهتمام الدولي الكبير بالقضية التي اتسمت بمركزيتها في الأجندة العربية منذ عقود طويلة من الزمن، وهو ما يبدو بوضوح في الاحتشاد الإقليمي والدولي الكبير في مؤتمر القدس، الذى عقد مؤخرا بالجامعة العربية، انتصارا للمسجد الأقصى والمدينة المقدسة.
 
بينما تحمل العلاقة القوية بين البلدين بعدا عالميا، في ظل المستجدات الأخيرة، وأبرزها حالة "الأزمة" الممتدة والمركبة، على غرار الوضع في أوكرانيا، ومالاته على العديد من دول العالم، في ظل التراجع الكبير في قضايا أمن الطاقة، وأمن الغذاء، والتي باتت تواجه تهديدات حقيقية، للشعوب، بينما تزداد الأوضاع الدولية سوءا مع تفاقم ظاهرة التغيرات المناخية، والتي تمثل صراعا من نوع جديد، يعكس حربا بين الإنسان والطبيعة، من أجل البقاء، بعد سنوات من السياسات التي تبنتها العديد من دول العالم وفي القلب منها القوى الكبرى، والتي اعتمدت نهجا يقوم على تجريف الطبيعة وإهمالها، طمعا في تحقيق أكبر قدر من التنمية الاقتصادية.
 
وهنا أصبح تصاعد الدور الدبلوماسي لكل منهما مدعوما من الآخر، ومكملا له في نفس الوقت، لمواجهة الأزمات الكبرى في العالم، وهو ما يبدو في المشاركة المصرية الفعالة في القمم الدولية التي استضافتها المملكة مؤخرا، سواء القمة العربية الصينية، أو قبلها القمة العربية الأمريكية، واللتين استهدفتا تعزيز العلاقة بين العرب والقوى الدولية المتنافسة، في ظل حالة من الاستقطاب الدولي على المنطقة، بينما دعمت المملكة استضافة مصر لقمة المناخ، والذي أطلق خلاله ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان النسخة الثانية من مبادرته "الشرق الأوسط الأخضر"، بالشراكة مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهو ما ساهم في زيادة الزخم على القمة العالمية، والتي تناقش أحد أخطر التحديات التي تواجه العالم في الآونة الأخيرة.
 
وهنا يمكننا القول أن العلاقة بين مصر والسعودية تمثل ليس مجرد حالة انسجام دبلوماسية، بين دولتين وإنما تعكس حالة من التكامل التام، ينطلق من الجغرافيا، في ظل تكامل التأثير بينهما على المستوى القاري بين آسيا وإفريقيا، وانطلاقا نحو الدور، في ظل سعيهما الدؤوب لتحقيق الاستقرار الدولي والإقليمي، ناهيك عن الاهتمام بالجانب التنموي، عبر تدشين المشروعات العملاقة، والعمل معا على تعميم تجربتهما في مناطقهما الجغرافية، وهو الأمر الذي من شأنه تعزيز حالة الاستقرار، خاصة في الدول التي تعاني جراء الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وهو ما يصب في نهاية المطاف في صالح العالم في صورته الجمعية.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

موعد مباراة مصر ونيجيريا الودية قبل انطلاق بطولة أمم أفريقيا والقناة الناقلة

سقوط حاويات فارغة من أعلى قطار بجوار طريق الإسكندرية الزراعي دون إصابات

البطل الأسترالى أحمد الأحمد يوجه رسالة لأمه من المستشفى.. فيديو

مانشستر يونايتد يتعادل مع بورنموث 4-4 في مباراة مجنونة بالدوري الإنجليزي

حالة الطقس اليوم الثلاثاء 16 ديسمبر.. انخفاض بالحرارة وأمطار بعدة مناطق


موعد مباراة المغرب والأردن في نهائي كأس العرب 2025

الأرصاد تتوقع فرص سقوط أمطار على القاهرة الكبرى وتحذر من سيول بهذه المناطق

طلاق المخرج حسام الحسينى وزوجته رسميا بعد 21 عاما من زواجهما

لحظات رعب في المغرب.. فيضانات إقليم آسفى تخلف 51 قتيلا ومصابا والحصيلة فى تزايد.. استمرار البحث عن مفقودين.. تعليق الدراسة 3 أيام.. الوكيل العام للملك يفتح تحقيقا موسعا.. والأرصاد تحذر من طقس عنيف غدا.. فيديو

الأردن يفوز على السعودية ويواجه المغرب فى نهائى كأس العرب 2025


ابنة شقيقة طارق الأمير: دكتور حسام موافى طلب من الأطباء تركيب جهاز لتنظيم ضربات القلب لخالى

موعد مباراة مصر ونيجيريا الودية استعدادا لكأس أمم أفريقيا

حقيقة تصنيف مواليد الثمانينيات ضمن كبار السن في منظمة الصحة العالمية

صور الأقمار الصناعية.. تدفق السحب وتوقعات أمطار بهذه المحافظات تصل للسيول

الأرصاد تحذر: تدفق السحب الممطرة وأمطار على هذه المحافظات الساعات المقبلة

بعد عام من الغموض.. اتهام زوج ملكة جمال سويسرا بتقطيع جثتها وطحنها فى الخلاط

الطقس غدا.. أجواء شتوية وأمطار واضطراب بالملاحة والصغرى بالقاهرة 13

كل ما تريد معرفته عن المغربي يوسف بلعمري أول صفقات الأهلي الشتوية

الأرصاد تحذر هذه المحافظات من أمطار خلال ساعات وتتوقع وصولها إلى القاهرة

الأهلي يترقب وصول يوسف بلعمري للقاهرة لإجراء الكشف الطبي

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى