عائشة إبراهيم لجائزة البوكر: لست ممن يملكون رفاهية طقوس الكتابة لهذا السبب

عائشة إبراهيم
عائشة إبراهيم
كتب بلال رمضان
قالت الكاتبة الليبية عائشة إبراهيم، التى وصلت روايتها "صندوق الرمل" إلى القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية، البوكر، فى دورتها لعام 2023، : لا يمكننى أن أدعى أننى أملك الرفاهية وأقول إنني من أولئك الذين يملكون طقوساً في الكتابة.
 
وقالت الكاتبة الليبية عائشة إبراهيم، خلال حوار أجراه معها الموقع الرسمى لجائزة البوكر للرواية العربية: لقد بدأت كتابة الرواية في شهر أبريل 2020، أما فكرة الإلهام فجاءت من خلال تساؤل يراودني: كيف يشعر الطرف المعتدي في الحرب؟ ما هي الطريقة التي أفرغوه بها من إنسانيته ودفعوه لكي يقتل إنساناً آخر؟ لا شك أن ذلك يستوجب المرور بمرحلة تعبئة فكرية مكثفة، وصادف أن استمعت إلى أغنية إيطالية شدت انتباهي بعنوان "طرابلس أرض الحب الجميلة" أطلقتها مغنية إيطالية اسمها جيا جارسيندا خلال العام 1911، وتحولت إلى فيلم لاحقاً في العام 1954.
 
وتابعت عائشة إبراهيم: الأغنية شدت انتباهي وتعقبتُ مناسبتها من خلال المصادر الإيطالية، فأحالتني إلى المناخ العام في إيطاليا، الطموحات والصراعات السياسية وحملة التحشيد للغزو، تأثير الدعاية وحملات الإعلام لتحشيد الجنود والرأي العام، كل ما أعرفه سابقاً عن الحملة الاستعمارية على ليبيا هو ما تقدمه كتب التاريخ من زاوية الجهاد الليبي، ولدينا في الموروث الثقافي والشعبي آلاف القصص التي تغطي تلك الفترة، لكن لا نعلم ماذا عن الجانب الآخر؟ لماذا وكيف تمت التعبئة الإعلامية والسياسية والعسكرية، تتبعتُ الخيوط لأكتشف جوانب أخرى مظلمة من حقبة الاستعمار، تتحدث عن نساء ليبيات تم ترحيلهن الى مستعمرات العقاب، الصحافة الإيطالية تتحدث عن ذلك في كثير من المصادر والمقالات، وحين عدتُ إلى المصادر الليبية، على الأقل الوثائق المتاحة في مركز جهاد الليبيين استغربت كيف تُطوى تلك الصفحة البشعة وتختفي ما يزيد على مئتي امرأة ليبية في جزر باردة مهجورة في جريمة ضد الإنسانية، دون أي ذنب اقترفنه، ودون أي تهمة أو محاكمة عادلة، ربما لا يمكن تقديم الجناة إلى العدالة ولكن الرواية هي محاكمة أخرى للجناة تتجدد بعدد القراء، كاللعنة تطارد القاتل مع كل قراءة جديدة. 
 
وأشارت عائشة إبراهيم إلى أنها استغرقت ثمانية أشهر في كتابة الرواية، وتقريبا أربعة أشهر في تنقيحها، وأما عن مكان الإقامة وقت كتابة الرواية، فقالت: "في الحقيقة كنت نازحة مع عائلتي على إثر الحرب في طرابلس ليبيا التي تواصلت منذ منتصف العام 2019 إلى قرابة نهاية العام 2020، في ذلك الوقت غادرنا بيتنا الواقع في منطقة الحرب، وبدأت كتابتها في بيت ريفي قديم بقرية نائية غرب طرابلس عشنا فيه ظروفاً نفسية بائسة، كانت الكتابة هي الضوء الوحيد الذي ينير عتمة تلك الفترة".
 
أما عن طقوس الكتابة لديها، فقالت: يجب أن أعترف بأن ظروفي ليست مثالية للكتابة. وظيفتي تستدعي الالتزام بالدوام ثمان ساعات يوميا. أعمل أيضاً محرّرة أخبار صحفية، وهي مهنة تستهلك الكثير من الطاقة الفكرية. أمّا على الصعيد العام، فأنا أقيم في منطقة غير مستقرة. عشت تجربة الحرب والنزوح بكلّ مرارتها وآلامها النفسية. لذلك لا يمكنني أن أدّعي الرفاهية وأقول إنني من أولئك الذين يملكون طقوساً في الكتابة. لست من الذين يجلسون على الشرفة عند السابعة صباحاً ويحتسون القهوة ويكتبون بمزاج رائق. كما أنني لست من الذين يتوافر لهم وقت للسهر يقضونه في التأمل وترقّب الإلهام من وحي الليل ونجومه وسكونه. أنا في أغلب أوقاتي أركض بين المسؤوليات الوظيفية والأسرية. لكن عندما تحين لحظة الكتابة، فهي لا تستأذن أحداً. تأتي كحالة من حنين غامض لشيء مجهول، لعوالم بعيدة كأنها حياة ماضية سبق لي أن عشتها بروح أخرى وجاءت لتملي تفاصيلها. أعرف تماماً اللحظة التي يجب عليّ أن أستسلم فيها لفعل الكتابة. اللحظة التي يتعاظم فيها القلق إلى منتهاه، وتتخلق الأفكار بإلحاح مثير، وتطلّ الشخصيات برؤوسها من خلف الستائر والجدران. حينها يجب أن أنتبذ لي ركناً لأتصارع مع هذه القوى الغامضة، فأنا لا أكتب فقط من أجل الإنجاز، لكن من أجل التخلص من ذلك القلق، والسيطرة على شحناته المتدافعة.
 
أما عن مشروعها الأدبي المقبل، فقالت عائشة إبراهيم: هناك أفكار لكنها لم تختمر بشكل كاف، كما أنني أؤمن بفكرة أن أفضل أعمالي هو ما لم أكتبه بعد، وبالتالي يجب أن تحقق روايتي الجديدة نقلة نوعية في مسيرتي، وأن تكون مختلفة ومتميزة عن تجاربي السابقة.
 
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

جنايات المنصورة تحيل أوراق عربي الجنسية للمفتي لقتله صديقه وقطع جزء من جسده

الطقس غدا.. انخفاض بالحرارة وأمطار وشبورة والصغري بالقاهرة 13 درجة

وزير الداخلية يعتمد نتيجة قبول دفعة جديدة بأكاديمية الشرطة للعام 2025/2026.. قبول 2757 طالبا بعد اختبارات دقيقة بأحدث التقنيات.. 48 ألف متقدم والنتيجة تعتمد على الشفافية.. اختيار عناصر نسائية وخريجى الحقوق

رجل يحاول انتزاع سلاح من يد أحد مرتكبى هجوم سيدنى الإرهابى.. فيديو

الرغبة تحسم انتقال آية النادي لتدعيم صفوف طائرة الأهلي


نتيجة كلية الشرطة 2026 كاملة لجميع التخصصات.. بالأرقام

بدء إبلاغ المقبولين بكلية الشرطة بنتائج القبول للعام الدراسى الجديد

مستشار الرئيس للصحة يوصى بالبقاء بالمنزل عند الشعور بأعراض الأنفلونزا "A"H1N1

سعد الصغير ينتقد غياب المطربين عن عزاء أحمد صلاح: مهنتنا مناظر أمام الكاميرات

قبول 1550 طالبًا من خريجي الحقوق بأكاديمية الشرطة


قبول 800 طالب من الحاصلين على الثانوية بأكاديمية الشرطة

وزير الداخلية يعتمد نتيجة قبول دفعة جديدة بأكاديمية الشرطة

تفاصيل عرض المليون دولار من برشلونة لضم حمزة عبد الكريم وموقف الأهلي

اعرف الرابط الرسمى للاستعلام عن نتائج اختبارات كلية الشرطة

صور الأقمار الصناعية.. تدفق للسحب مصحوبة بأمطار متفاوتة الشدة على هذه المناطق

100 مليون جنيه إسترليني تهدد بقاء محمد صلاح في ليفربول

إخطار المقبولين بكلية الشرطة للعام الدراسي الجديد هاتفيًا وبرسائل نصية

أكاديمية الشرطة تعلن نتيجة الطلاب المتقدمين لها اليوم

عمر مرموش فى اختبار صعب مع مان سيتي أمام كريستال بالاس قبل أمم أفريقيا

6 جواهر تتألق فى كأس عاصمة مصر مع الأهلي والزمالك والمصري

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى