قرأت لك.. أخلاق الحداثة.. هل هناك مشكلة بين الفلسفة الأخلاقية والعالم الحديث؟

أخلاق الحداثة
أخلاق الحداثة
أحمد إبراهيم الشريف
نلقى الضوء على كتاب "أخلاق الحداثة" لـ تشارلز لارمور والذى ترجمه مايكل مدحت يوسف، وصدرت ترجمته عن المركز القومي للترجمة.
 
يقول الكتاب تحت عنوان "الأخلاق الحديثة والاختلاف المعقول" لا أقوم  في هذا الكتاب بتقصي التأملات الأبستمولوجية بمجرد الوقوف عليها فقط ولكن لأوضح بشكل أساسي كيف أن الفلسفة الأخلاقية في واحدة من المشكلات المحورية التي تركز عليها في أيامنا هذه لا بد أن تكون على اتفاق مع الحداثة.
 
إن العنصر الأكثر تميزا فى الأخلاق الحديثة هو الفكرة القائلة بأننا جميعا خاضعون لنوع من الأوامر الأخلاقية الملزمة، والتي تملى علينا كل ما يمكن أن يعبر عن اهتماماتنا المتنوعة، لكن مع ذلك هناك دوما اتجاه خفي من الشك، أعلن عن نفسه بوضوح متزايد فى السنوات الأخيرة بشأن إذا ما كان باستطاعة هذه النظرة الأخلاقية أن تكون سلطوية حقا بالنسبة لنا خاصة مع الأخذ في الاعتبار تراجع رؤى العالم الدينية.
 
يمثل هذا الاهتمام منبع الحنين لأخلاق الفضيلة أو الأسلوب الأخلاقي القديم الذي ذكرناه من قبل، وكما أجادل فى الفصلين الأول والثاني فإن هناك صعوبات لا يمكن تخطيها تقف فى وجه العودة إلى مثل هذه الأنماط القديمة من الأخلاق، ومع ذلك يمكننا أن نتفهم أهمية هذه العقبات فقط فى ضوء مفهوم عن الفلسفة يتميز بالحساسية التاريخية مثل المفهوم الذي قمت بوصفه، وذلك لأنها (أي العقبات) تتضمن مكونا أساسيا من مكونات الفهم الحديث لذواتنا.
 
إن العنصر الحاسم في الخبرة الحديثة هو إدراك أن البشر العاقلين يميلون بطبيعتم للاختلاف مع بعضهم بعضا حول معنى الحياة. 
 
أصبحنا نتوقع فى المحادثة المنفتحة والحرة حول الحياة المكتملة أو الخير البشرى أو التحقق الحر للذات وهي أفكار أساسية لمفاهيم الأخلاق القديمة المتمركزة حول الفضيلة، إنه كلما ازاد النقاش ازاد الاختلاف بصورة أكبر ختى مع أنفسنا، ولا يعد هذا المنظور (انظر الفصل السابع) ممثلا بما يسمى عادة بالمذهب التعددي أو الاعتقاد بأن الغاية من الخير البشري ليست واحدة بل هناك العديد من الصيغ التي لا تقبل الاخنتزال لأي أساس مفرد مثل السعادة أو الحرية أو المعرفة.
 
إن التعددية ذاتها هي واحدة من الأشياء التي يختلف حولها البشر العاقلون في حقيقة الأمر يعد توقع الاختلاف المعقول بمنزلة وجة نظر أقل استقرارا من المذهب التغددي، وهي وجهة نظر تسير فى الاتجاه المضاد لبعض من أكثر مفاهيمنا المسبقة عمقا فى التراث الغربي، وهو الإقرار فيما يتعلق بالأمور فائقة الأهمية.. ليس من المرجح أن يوحدنا العقل سويا بل إنه بالأحرى يفرقنا.
 
كانت هذه الخبرة غائبة عن أخلاق الفضيلة المميزة للعصور القديمة والوسطى لكنها كانت تلوح أكثر فى أفق الفكر الحديث المبكر لقد كان هذا درسا وعيناه جيدا عل  سبيل المثال بواسطة أكثر من قرن من الحروب الدينية فى الأخلاق الحديثة فلم توقع الاختلاف المعقول بتحويل الانتباه صوب نواة أخلاقية يستطيع البشر العاقلون على الرغ من من اختلافاتهم حول طبيعة الحياة الخيرة أن يتفقوا عليها، هذا هو المطلب الذي يجب على فكرة الأوامر الأخلاقية أن تستوفيه.
 
الحداثة
الحداثة

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

لمسة الأبطال.. محمد صلاح ضمن قائمة ملوك الحسم في تاريخ الدوري الإنجليزي

سيدة استولت على أموال الشباب بزعم العمالة بالخارج والجهات المختصة تباشر التحقيق

موعد مباراة الأهلى أمام فاركو اليوم الجمعة فى الدوري المصري والقناة الناقلة

أشرف زكى يصدر قرارا بمنع الفنانين الحديث عن أزمة بدرية طلبة بأى وسيلة إعلامية

مصرع صيدلى فى حادث تصادم ملاكى وموتوسيكل بقنا


رادار المرور يلتقط 1131 سيارة تسير بسرعات جنونية خلال 24 ساعة

مواعيد مباريات اليوم الجمعة 15-8-2025 في ملاعب العالم والقنوات الناقلة

منتخب السلة راحة اليوم ببطولة الأفروباسكت لكرة السلة

موعد مباريات اليوم الجمعة 15 -8 -2025 في الدورى المصرى

محمد صلاح يتصدر تشكيل فانتازى الدورى الإنجليزى للجولة الأولى وغياب مرموش


جدول ترتيب الدورى الممتاز الخميس 14 أغسطس 2025.. المصرى يتصدر

تعرف على حالات يحق لرجل المرور سحب التراخيص من السائق على الطرق

زوجة تلاحق زوجها بدعوى حبس بسبب 200 ألف جنيه.. التفاصيل

إعفاء طلاب الثالث الإعدادى بالعامين الدراسيين 2026 و2027 من أعمال السنة

وزير التعليم يعلن تطبيق أعمال السنة على الصف الثالث الإعدادى

بدء هدم عمارة هندسة السكة الحديد بميدان رمسيس لتوسعة كوبرى أكتوبر.. إنشاء موقف متعدد الطوابق للقضاء على العشوائية وإزالة كافة الأكشاك والمحال المنتشرة بالميدان.. وتجهيز مول تجارى ومكاتب إدارية بديلة.. صور

قرار مهم لوزير التربية والتعليم بعد قليل

تشكيل بيراميدز والإسماعيلي في الجولة الثانية من الدوري

سموتريتش: نتنياهو يدعم ثورة الاستيطان بالضفة الغربية

طقس شديد الحرارة غدا ورطوبة مرتفعة والعظمى بالقاهرة 38 درجة وأسوان 49

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى