الطاقة الشمسية VS الوقود الأحفورى فى أفريقيا.. تقرير: الطاقة المتجددة ستوفر 9.9 مليار دولار فرص استثمار بحلول 2030.. انتشرت بكثرة بالمناطق الريفية.. وانخفاض تكلفتها رفع فرص الاستثمار فيها خلال العقدين الماضيين

تبشر الطاقة المتجددة بمليارات من فرص الاستثمار فى القارة الأفريقية، وتقوم حاليا عددا من الحكومات الأفريقية بتكييف أطرها التنظيمية لتحسين دمج الطاقة الشمسية اللامركزية فى أنظمة الطاقة الخاصة بها، هذا من أكده تقرير صادر وكالة "إيكوفين" الدولية للدراسات الاقتصادية.

وذكرت الوكالة، أن أنظمة الطاقة الشمسية اللامركزية فى أفريقيا ستوفر نحو 9ر9 مليار دولار من فرص الاستثمار والتمويل فى القارة الأفريقية بحلول العام 2030، مشيرة إلى أنه فى حين أن أكثر من 600 مليون أفريقى لم يحصلوا على الكهرباء بعد، فإن أنظمة الطاقة الشمسية اللامركزية تكتسب أرضية فى المناطق الحضرية وتوفر فرصا كبيرة للمستثمرين.

وأشارت الوكالة إلى التقرير الصادر من قبل المركز الأوروبى لإدارة سياسات التنمية، هو مركز أبحاث مقره هولندا، بعنوان " تطوير الطاقة النظيفة فى إفريقيا"، والذى أكد أن دول القارة لديها زيادة كبيرة فى نشر هذه الأنظمة الشمسية خارج الشبكة، لا سيما فى المناطق الريفية، حيث تعمل على استبدال مولدات الديزل باهظة الثمن بتكاليف معقولة.

وأوضح التقرير أنه فى الفترة ما بين عامى 2016 و2019 تمكن حوالى 5ر8 مليون شخص فى إفريقيا جنوب الصحراء من الوصول إلى الكهرباء من خلال أنظمة الطاقة الشمسية خارج الشبكة، كما استحوذت القارة على 70% من الاستثمارات المسجلة فى أنظمة الطاقة الشمسية اللامركزية الموزعة على مستوى العالم بين عامى 2010 و2020 وكانت كينيا وأوغندا وتنزانيا ونيجيريا الدول الرئيسية المستفيدة من هذه الاستثمارات، التى زادت من متوسط 5ر0 مليون دولار فى العام 2010 إلى أكثر من 380 مليون دولار فى عام 2020 على نطاق قارى.

وأكدت الوكالة أن عددا من الحكومات الأفريقية تقوم بتكييف أطرها التنظيمية لتحسين دمج الطاقة الشمسية اللامركزية فى أنظمة الطاقة الخاصة بها.. لافتة إلى أن أنظمة الطاقة الشمسية اللامركزية، والتى كانت فى الأصل مخصصة للمناطق الريفية النائية، تتطور بسرعة فى المدن الأفريقية.

وسلطت الوكالة الضوء على دراسة للمعهد الفرنسى للعلاقات الدولية والتى أشارت إلى أن القدرة الشمسية اللامركزية التى تم تركيبها فى 14 مدينة أفريقية، منها واجادوجو وأكرا وكيب تاون وداكار ولاجوس ونيروبى ونيامى وويندهوك، تتراوح ما بين 184 إلى 231 ميجاواط.

ولفتت الوكالة إلى أن الاستثمارات فى الطاقات المتجددة زادت بقوة فى القارة على مدى العقدين الماضيين ويرجع ذلك على وجه الخصوص إلى الانخفاض المستمر فى تكلفة هذه الطاقات، وخاصة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، مقارنة بالوقود الأحفورى.

وذكرت أنه بين عامى 2000 و2020، اجتذبت أفريقيا ما يقرب من 60 مليار دولار فى استثمارات الطاقة المتجددة (باستثناء الطاقة الكهرومائية واسعة النطاق)، وبين عامى 2010 و2020، زادت هذه الاستثمارات عشرة أضعاف، من متوسط 5ر0 مليار دولار سنويا إلى 5 مليارات دولار سنويا، وهو معدل نمو أعلى من جميع مناطق العالم الأخرى، ومع ذلك، فإن المجموع التراكمى لهذه الاستثمارات يمثل 2% فقط من الاستثمارات فى الطاقة المتجددة على نطاق عالمى.

وأضافت (إيكوفين) إلى أن الطاقة المتجددة تمثل فى الوقت الراهن نحو 3% من إجمالى إنتاج الطاقة فى القارة، لكن هذا الرقم يخفى تفاوتات كبيرة بين البلدان.. لافتة إلى أن كينيا والمغرب تتصدران الدول الأفريقية فى مجال الطاقة المتجددة بحصة تزيد على 10% فى مزيج الطاقة، فى حين أنه فى البلدان المنتجة للنفط والغاز مثل نيجيريا وليبيا والجزائر، لا تزال حصة الطاقة المتجددة فى مزيج الطاقة ضئيلة.

ولفتت إلى أن بعض الدول الأفريقية المنتجة للهيدروكربونات اتجهت إلى الاستثمار بقوة فى الطاقة المتجددة.. مشيرة إلى الاتفاقيات التى أبرمتها مصر بقيمة عشرات المليارات من الدولارات مع مجموعات الطاقة الدولية لإنتاج الهيدروجين الأخضر فى نطاق المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، كما قامت السنغال، التى تستعد للانضمام إلى نادى الدول المنتجة للغاز الطبيعى بزيادة قدرتها المركبة على الطاقة المتجددة بأكثر من 10% فى العام 2021.