التراحم فى بيئة العمل

محمود عبد الراضي
محمود عبد الراضي

ربما نقضى ساعات طويلة فى "العمل" لا نقضى مثلها مع أسرنا، وربما نرى وجوه الزملاء طوال سنوات العمل الممتدة أكثر مما نرى وجوه الأهل والأقارب، ومن ثم يتطلب علينا أن يسود بيننا التراحم داخل بيئة العمل، بين المدير والموظف، وبين الزملاء فيما بينهم.

"التراحم" يكون له مفعول السحر في زيادة إنتاجية العمل، وخلق أجواء مناسبة للإبداع، وتعظيم الإنتاج، فيجب علينا ألا تتساقط منا بعض القيم الرائعة، ونتناسى وسط زحمة الأيام أخلاقيات جميلة، منها "الرحمة"، التي يفقدها البعض مع نمط الحياة السريع، حتى أصبح البعض يتعامل مع "الرحمة" بسخرية، فتعرضت لاقصاء ممنهج من الحياة الحديثة.

ربما تكون الحياة أحيانا قاسية بما يكفي، فواجبنا أن نرحم بعضنا، ونربي أبنائنا على "التراحم" والمحبة والود، فـ"التراحم" سعادة ومحبة وإسعادا للبشرية.

للآسف، مع ظهور أنماطا مختلفة وجديدة على حياة البعض، أطلقوا عليها "الحياة الحديثة"، يتسارعون فيها على "المادة"، تسببت في تآكل الرحمة، التي باتت لا تُبذل إلا بمقابل، أو تنفيذا لنصوص تعاقدية.

مع هذه الحياة الصعبة، التي يعيشها البعض، والتي تتسم بالجمود، وتتساقط منها القيم الأخلاقية، باتت ابتسامة الوجه وملامح التعاطف والتراحم تتلاشى، ويبدو أن السبب يعود إلى تمكن المادية وتوغلها في النفس وأنماط التفكير، حتى باتت الرحمة لا تحضر إلا في إطار المنفعة البحتة.

إذا، تقلص مساحات الرحمة لدى البعض، لعدة أسباب، ربما أبرزها تعمق فكرة المادية وتغلغلها في تفكير ووجدان البعض، حتى باتت قلوبهم كأنها قطع من صخر، لا تعرف الرحمة ولا الشفقة هرولة وراء المادة.

علموا أولادكم، "التراحم" ولين القلوب، فمن لان قلبه وأقترب دمعه، وشعر بغيره، يستحق أن يكون "إنسانا"، فينظر الله لقلوب الناس، وأجمل ما يرى فيها نقائهم ورحمتهم بغيرهم، فلو استطاع كل إنسان منا أن ينتصر على قسوته وغضبه، لتحول العالم لكتلة سلام.

دربوا أنفسكم، على أن القلوب السعيدة، هي من ترحم وتلين وتلطف ولا تحقد وترضى بكل حال، وأعلموا أن الرحمة عاطفة إنسانية راقية مركبة، تجد فيها الحب والتضحية وانكار الذات وتقودك للتسامح والعطف والعفو والوفاء والكرم، فاحرصوا عليها، حتى تعود لمجتمعنا أخلاقه الجميلة.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

سنة دون مبرر.. غلق الوحدة السكنية يوجب إخلاءها فى قانون الإيجار القديم

تأكيدا لليوم السابع.. الزمالك ينهى أزمة مستحقات البرتغالى جوزيه جوميز بالتراضى

الشيبي رجل مباراة بيراميدز والإسماعيلي بدروي Nile

رسميا.. منتخب مصر يتأهل إلى ربع نهائى بطولة الأفروباسكت

ترامب: بوتين لن يسيطر على أوكرانيا فى وجودى


رقم قياسي لـ مصر في حضور الجماهير بمونديال ناشئي اليد رغم وداع البطولة.. صور

وزارة التعليم: تطبيق أعمال السنة على طلاب الثالث الإعدادى العام الدراسى 2028

رغم جاهزية اللاعب .. إمام عاشور خارج مباراة الأهلى وفاركو

بيكهام يعوض غياب ياسر إبراهيم في تشكيل الأهلي أمام فاركو

فيريرا : استيعاب اللاعبين سيستغرق وقتاً ولم يعجبنى الاحتفال بعد انتصار سيراميكا


فضيحة جديدة.. إعلامية من باراجواي تكشف المستور عن كاسياس

رنا سماحة وجابر جمال يتعاونان فى أغنية رومانسية جديدة بعنوان "هختار حبه"

سيول وأمطار غزيرة تضرب وادى الأربعين بسانت كاترين.. فيديو

وزير الاتصال الحكومى الأردنى: هرطقات "إسرائيل الكبرى" ستتحطم أمام صلابة العرب

وزير خارجية بريطانيا يبلغ عن نفسه بعد رحلة صيد مع نائب ترامب بسبب "سنارة"

عبور 21 شاحنة مساعدات إماراتية ضمن القافلة الـ15 للفلسطينيين بقطاع غزة

السجن المؤبد لأفراد تشكيل عصابى تخصص فى الاتجار بالمخدرات بالقناطر الخيرية

ضبط سائق سيارة فارهة حاول الهرب بعد ارتكابه حادثا مروريا بكوبرى أكتوبر.. فيديو

جوزيف عون: لبنان ليس مفلسا بل مسروقا ومشكلتنا تكمن بشكل كبير فى الفساد

الصحف العالمية اليوم: ترامب يتبنى لهجة مختلفة حول روسيا وبوتين قبل قمة ألاسكا.. حلفاء أمريكا يهددون بعدم شراء طائرات F-35.. ستارمر يستبدل 30 ألف جندي في كييف بـ"قوة طمأنة".. و856 حريق غابات في بريطانيا بـ2025

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى