اسمى زيزفون.. أحزان "جهيدة" وآلام سوريا كما روتها سوسن جميل حسن

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
بقلم أحمد إبراهيم الشريف

رحلة صعبة وممتعة في الوقت نفسه قضيتها مع رواية "اسمى زيزفون" للكاتبة السورية سوسن جميل حسن، الصادرة على منشورات الربيع، والمرشحة ضمن القائمة الطويلة لجائزة الرواية العربية "البوكر"، فهي رواية عن سوريا بأحزانها المتواصلة، عن الإنسان عندما يكون مفردًا وحيدًا، يواجه كل شيء دون أمل في النجاة، رواية عن التاريخ بتبعاته والحاضر بثقله والمستقبل بغموضه.

والرواية هي حكاية "زيزفون" التي تمردت على كل شيء، بداية من اسمها الأول "جهيدة"، لقد غيرته ولم تخضع له أبدًا، وسعت بكل قوة لأن يكون اسمها "زيزفون"، وعندما نتعرف عليها في الرواية سندرك بالفعل أنها شخصية قادرة رغم بساطتها على صنع ما تريد وما تشاء.

ويمكن اعتبار "زيزفون" شاهدة على قرابة ستين عامًا من تاريخ سوريا، بكل ما حدث في المجتمع من صراعات دينية وسياسية، بكل ما تم فيه من "انتهازية"، وبكل ما جرى في حياة الناس من حلم وظلم، ومعها نعيش التغيرات التي طرأت على المجتمع السوري.

تقدم لنا "زيزفون" من خلال قصتها سوريا في عصرها الراهن، حيث الحرب واقع يومي، بكل ما يتبعها من شهداء وموت وتفجيرات وتدمير وإحساس بالنهاية، حيث الناس مهزومون بشكل واضح، تطاردهم الكوابيس وينتظرون غدًا لا يعرفون خط سيره.

أول ما يتضح لنا في الرواية من الجانب الفني أن سوسن جميل حسن، مبدعة كبيرة تعرف كيف تحكى القصة، تعرف كيف تبدأ وكيف تنتهي، إنها تبدأ من العودة من الموت، حيث "زيزفون" تروح في غيبوبة فيظنها الناس قد ماتت، ويبدأون فى تجهيزها للدفن، لكن ابن أخيها اكتشف أنها لا تزال تتنفس، إنها بداية مهمة لإنسان يفكر فى الحياة بشكل مختلف.

قدمت الرواية تشريحًا لكثير من النماذج البشرية فى المجتمع السوري، ونتوقف أما أربع شخصيات مهمة، الأول "سعيد" بكل ما يمثله من عقل ورفض للإهانة ورغبة فى الحلم والنجاة وبناء المجتمع ومساعدة الناس، لكن الحياة فى سوريا أجبرته على العزلة، حتى مات فى "غموض"، وهو بالنسبة للرواية حلم لم يتحقق يمثل القدرة والحب بينما يراه الناس مجنونا.

الشخصية الثانية، "شعبان" أخو زيزفون، وهو عكس شخصية "سعيد" إنه رجل تحكمه المصلحة دائما، لا وقت للقلب أو العواطف ولا مكان للحلم، إنه نتاج طبيعى للأحداث الدامية التى تجرى فى البلاد.

الشخصية الثالثة، "منيِّر" ذلك الذى يمثل الفطرة بكل ما فيها من جمال وبساطة، هو الإنسان الراغب فى المساعدة، حتى إن رآه الناس "مخبولا".

والشخصية الرابعة التى تطلبت التوقف أمامها هو "عبد الجليل" الواشى الذى يعيش على أذية الناس، ومن خلال هذه الشخصيات وضعتنا سوسن جميل حسن فى نموذج مصغر لما يجرى فى الدول التى تواجه الأزمات والمشكلات الكبرى والصغرى.

جانب فنى مهم استخدمته الكاتبة عندما قسمت الفصول إلى جزأين، أول يتناول ما يحدث الآن، وجزء ثان أطلقت عليه "من الدفتر" قدمت فيه ماضيها وماضى البلاد، كل ذلك فى سرد شيق وجميل.

عندما تبدأ في رواية "اسمى زيزفون" فإنك لن تتوقف حتى تنتهي منها، وستخرج منها مستمتعا بنص أدبي وغاضبا عما يجرى في سوريا.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات بولاية هيماشال براديش الهندية لـ 63 قتيلا

اندلاع حريق هائل فى مبنى سكنى ببولندا

استشهاد 15 فلسطينيا فى قصف الاحتلال خيام النازحين بمواصى خان يونس

صفقة محمد شريف تفتح أبواب الرحيل مُجدداً أمام وسام أبو على من الأهلى

طريق الموت ينهى رحلة جوتا نجم ليفربول.. تقرير يفضح كارثة الطريق الأخطر بإسبانيا


أجواء شديدة الحرارة رطبة.. تفاصيل حالة الطقس والظواهر الجوية المتوقعة اليوم

اتصال هاتفى بين وزير الخارجية والهجرة ونظيره النرويجى

المحكمة العليا تؤيد ترامب في معركته لترحيل مهاجرين إلى جنوب السودان

بعد رفض التصالح.. متى يتم الفصل فى قضية الحجر على أموال نوال الدجوى؟

محمد ياسر يُرحّب بتمديد عقده مع الأهلي قبل الرحيل على سبيل الإعارة


صراع القارات على زعامة العالم يشتعل في مونديال الأندية

تجربة سياحية فريدة.. اكتشف سحر حمام كليوباترا الملكى فى مرسى مطروح (صور)

مدربون يظهرون لأول مرة فى الدورى المصرى.. ريبيرو وفيريرا الأبرز

كارلوس ريف.. كهوف مرجان تسحر الغواصين فى أعماق البحر الأحمر.. غطاء مرجانى حى تتراوح نسبته بين 50% و80%.. وتعد بيئة خصبة للكائنات البحرية الفريدة.. ويصل إليها سياح العالم لمشاهدة جمال الطبيعة.. صور

قدم الآن.. 1787 فرصة عمل بمشروع الضبعة النووى بمرتبات تصل لـ11 ألف جنيه

شاهد لحظة غرق حفار البترول العملاق فى البحر الأحمر.. فيديو

شمس لا ترحم ورطوبة تثقل الأنفاس.. حالة الطقس اليوم الجمعة 4 يوليو 2025

إلغاء رحلة مصر للطيران من وإلى باريس غدا بسبب إضراب مراقبى الحركة الجوية بفرنسا

حزب الجبهة الوطنية يستعرض الرموز الانتخابية لمرشحيه

ليفربول يعلن تجميد القميص رقم 20 تخليدا لـ ديوجو جوتا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى