الوعي المزيف وغياب القدوة

زكى القاضى
زكى القاضى
بقلم زكى القاضى

في ندوة عقدها المجلس الأعلى للثقافة، بالاشتراك بين لجنتي مواجهة التطرف والإرهاب ولجنة الشباب بالمجلس، وشرفها بالحضور عدد من الأصدقاء الأفاضل ومنهم الصديق والأخ النائب محمد السباعى، عضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب، والصديق العزيز طارق الخولى، عضو مجلس النواب عن التنسيقية، و في حضور الصديقين مؤمن ممدوح، و حازم الملاح، أعضاء لجنة الشباب، كان حديث الندوة حول مفهوم تشكيل الوعي، أو بالمعنى العلمى المحترف الذى أطلقه الدكتور أحمد زايد على عنوان الندوة، وهو " تأطير الوعى"، وربما يرتبط الهدف الرئيسي من تلك الندوة بكل ما نقوم به في الدولة المصرية عموما في السنوات العشر الأخيرة، فكلنا نحتاج لوعي حقيقى منضبط، يستقرئ الوضع العام، ويفهم ماهو المصدر فيه، وماهي آليات الوعي القادم من الأبواب الخلفية، أو من الأطراف الخارجية، و ذلك حتى تستقيم محاولات المؤسسات الوطنية المعنية، وهو ما يستدع العمل على مفهوم تأطير الوعى المجتمعى بشكل أكبر، بحيث نصل بالمستقبلين لبداية الطريق، وهى اللحظة التي يمكن ترك الفرد فيها لما اكتسبه، بدلا من إرهاق الدولة طوال الوقت بوسائل إضافية حول ضرورة العمل على فرز الوعى، وتقديم المعلومات بشكل سهل للجمهور، خشية تركهم لمفهوم الوعي المزيف.

وبين حديث المشاركين، وبتقديم منضبط للغاية من الدكتور عبد الوهاب جودة، أستاذ علم الاجتماع، وقفت عند بعض الأمور التي ذكرت على لسان صديقي النائبين محمد السباعى، وطارق الخولى، واللذان تحدثا حول مفهوم اليأس والإحباط، و غياب القدوة أمام الشباب، والمراحل التي مرت على الوعى المصرى في الأعوام ما بعد 2011،  وحقيقة أن الطرح الذى ذكراه الصديقين تحديدا يشغلنى للغاية، وهو كيف يمكننا تقديم نموذج رائد للشباب، يقتدون به، بدلا من أن يكون قدوتهم "البلوجرز" ومن على شاكلتهم، وأصبح مقدمي برامج الطبخ و الرياضة هم نجوم المنازل، وبدلا من البحث لأطفالنا عن منفذ إعلامي لتقديمهم للعالم، نجد الأسر تتواصل مع برامج الطبخ لمشاركة أبنائهم، وفى ذلك السياق تحديدا نجد عشرات الأمثلة، و حتى نفهم فكرة اليأس والإحباط التي يتم تصديرها في الوعي الجمعي، والتي ترتبط بمفهوم آخر هو مفهوم الوعى المزيف، فلقد تكون عبر عدة عقود مضت وعي مزيف، وهذا الوعي يعتمد على عدم المواجهة الحقيقية للمشاكل، بحيث تبوأ مع الوقت أشخاص موقع مسئولية وهم أشخاص غير مؤهلين، بل تم دفعهم دفعا لأماكنهم، فصار مع الوقت أيضا هناك مؤسسات يحكمها هؤلاء الأشخاص، فصارت المؤسسات نفسها مفرغة من مضمونها الحقيقى، و في حالة الارتباك تلك، والتي غابت عنها الدولة تماما، والأشخاص المعنيين فيها، تكشفت الأزمة فى عام 2011 و ما جرى فيه، بحيث تفاجئنا حينها بعشرات الشخصيات التي تحتل الصفوف الأولى سواء في التأييد أو المعارضة، وهم لا يمثلون مضمونا حقيقيا، مما دفع بالبلاد للمسارات التي عاصرناها عقب ذلك، لأن الوعي الحقيقي وقتها كان غائبا، و متروكا لمساحة الوعي المزيف، والتاريخ الموازي.

في وقائع الندوة أيضا تحدث الدكتور ماجد عياد، أستاذ الذكاء الاصطناعى، حول فكرة تصدير الوعى المزيف للجمهور، وهذا أمر لن أذهب إليه في مقالى، ولكن أدعو الجميع لمتابعة الدكتور ماجد عياد، ومحاضراته على وسائل التواصل الاجتماعى، حتى تتحقق الفائدة المرجوة، بالإضافة لمتابعة نشاط السادة الأفاضل أعضاء لجنة مواجهة التطرف والإرهاب بالمجلس الأعلى للثقافة وهم المستشار أيمن فؤاد، والدكتور عبد الغنى هندى، والدكتور عبد الوهاب جودة، والدكتور ماجد عياد، والدكتورة بثينة عبد الرؤوف، والدكتور الفاضل مسعد عويس، والدكتور هدى زكريا، و ومقرر اللجنة الدكتورالمخضرم أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، فلكلا منهم نشاط علمى وأثر تاريخي في غاية الأهمية، يجب الانتباه إليه جيدا، ووضعه أمام أطفالنا وشبابنا ليتعلموا منه، وهي رسالة و أمانة يجب التدقيق فيها، والسعي إليها، وتطبيقها لعلها تأتي بنتائج تؤمن مستقبل جيل لا يجد من يقتدى به.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

4 مواجهات قوية اليوم فى الجولة الرابعة لمسابقة دوري نايل

موعد مباراة الأهلى مع غزل المحلة اليوم فى الدوري المصري والقناة الناقلة

"يا حامل القرآن ".. محمد عادل أصغر مبتهل معتمد رسميا بإذاعة القرآن الكريم.. حصل على أول إجازة للقراءة والترتيل فى سن 15 سنة.. والده كان يحضر له تسجيلات للقراء والمرتلين الكبار.. ويؤكد: بداية طريق.. صور

وزارة الصحة تكشف عن أسباب الإصابة بسرطان البروستاتا.. تفاصيل

الآن.. بدء تصويت المصريين فى الخارج بأستراليا


تفاصيل تعرض موكب وزير الكهرباء لحادث مرورى بصحراوى الإسكندرية أثناء توجهه لمدينة العلمين.. إصابة الدكتور محمود عصمت باشتباه فى كسر باليد وزوجته بكدمات طفيفة.. وتعرض اثنين من الحرس لإصابات خطيرة

الصحة اليمنية: ارتفاع عدد ضحايا القصف الإسرائيلي على صنعاء لـ6 قتلى و86 جريحا

نجاة وزير الكهرباء بعد حادث مروري أثناء توجهه لمدينة العلمين

مباشر الميركاتو.. تعرف على آخر تطورات سوق الانتقالات الصيفية

مواعيد مباريات اليوم في الجولة الرابعة لـ "دوري نايل"


وليد خليل: فيفا حكم لغزل المحلة بـ96 ألف دولار حق رعاية إمام عاشور

سقطة جديدة للإخوان.. أحزاب: محاولات الإرهابية التظاهر أمام السفارات المصرية إفلاس سياسى ومحاولة فاشلة لتصدير صورة سلبية عن الدولة المصرية..ونواب: مصر قادرة على صد أى اعتداء ومواصلة جهودها لدعم غزة رغم المضللين

أحمد جمال عن نجاح حفل ختام القلعة: كاملة العدد وبستناها من السنة للسنة

3 اتهامات تواجه عصابة الثقب الأسود بالجيزة.. اعرف التفاصيل

التعادل 1-1 يحسم مواجهة فولهام ضد مان يونايتد فى الدورى الإنجليزي.. فيديو

ستراسبورغ ضد نانت.. التعادل السلبى يحسم الشوط الأول بمشاركة مصطفى محمد

النجوم العرب يدعمون أنغام بعد تعرضها لوعكة صحية.. صابر الرباعى: "أزمة وتعدى".. وائل جسار: إحنا كلنا بنحبك ونتمنى لكِ السعادة والصحة.. وليد توفيق: جمهورك الكبير قلقان عليكى وبيدعى من قلبه ترجعى أقوى من الأول

"ارسل ابنك".. عائلات الرهائن يحذرون نتنياهو من عرقلة أى اتفاق لوقف حرب غزة

أخطر 5 اعترافات لقاتلة أسرة دير مواس: "مشيت فى جنازتهم علشان أبعد الشبهة"

اعترافات صادمة لقاتلة أسرة دلجا بدير مواس: وضعت لهم السم والسبب ضرتي

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى