"مثلث" الاستقرار في الاستراتيجية المصرية.. سيناء نموذجا

بيشوى رمزى
بيشوى رمزى
بيشوى رمزى
ربما تبقى رهانات الدولة المصرية، مرهونة بسيناء، فكانت تلك البقعة من أرض مصر، مركزا لاهتمام المصريين، ليس فقط على المستوى الرسمي، وإنما على المستوى الشعبي، منذ عقود طويلة من الزمن، وهو الأمر الذي ربما غاب عن الإدراك عن لعقود، عندما اقتصر التركيز على تحرير الأرض من براثن الاحتلال الغاشم، عبر الانتصار العظيم في أكتوبر 1973، لتواجه تلك الأرض المقدسة، بعد ذلك عقودا من الإهمال، جعلتها مركزا للتهديد الأمني، وهو ما بدا في السنوات الأخيرة، خاصة مع اندلاع "الربيع العربي" وربما قبله، عندما سيطرت على عقول الشباب، الذين عانوا الفقر والتهميش، والبطالة، ليكونوا سلاحا ربما أشد وطأة وحدة من الاحتلال، وأكثر فتكا من تداعياته.
 
وهنا تبدو معضلة سيناء، متعددة الأبعاد، بدأت بالاحتلال، لتمر بعده بالتهميش، والذى ترتب عليه غياب الوعي، ليكون الجانب الأمني برمته في خطر، عبر تفشي جماعات الظلام، التي ربما سعت إلى تعويض الفراغ الناجم عن غياب الدولة، في مرحلة ما بعد "التحرير"، وهو الأمر الذى أدركته "الجمهورية الجديدة" في أعقاب 30 يونيو، حيث تبنت خطة شاملة، تحمل العديد من المسارات، ارتكزت في بدايتها على الذراع الأمني، لتحرير الأرض مرة أخرى، ولكن من براثن الإرهاب، بينما حملت معها آلتها التوعوية، والتي تهدف في الأساس إلى إعادة توجيه "البوصلة" الفكرية لأبنائها، لتكون سلاحا مهما ورئيسيا في الحرب على الإرهاب، وهو ما يمثل نهجا جديدا ورائدا، بعدما اقتصرت في الماضي على اعتماد النهج الأمني البحت لردع الميليشيات، دون سبيل لتغيير الأفكار والرؤى، والتي تمثل الأساس الذي تعتمده تلك الجماعات للبقاء والحشد.
 
بينما تبقى التنمية مسارا ثالثا مهما يضاف إلى المسارين الأولين، وهو ما يبدو في المشروعات العملاقة التي تتبناها الدولة المصرية، في إطار مساعيها نحو تحسين حياة ألاف البشر الذين يقطنون تلك القطعة الغالية من أرض مصر، وهو ما يمثل جزءً رئيسيا من استراتيجية الحرب على الإرهاب، بينما تمثل، في الوقت نفسه، امتدادا للخطة التي تتبناها لتحقيق "التنمية المستدامة"، وهو ما يبدو في حقيقة الأمر في العمل الذى اتسم بحالة من الشمولية في كافة محافظات الجمهورية، والتي شهدت توسعا، سواء من الناحية الجغرافية، عبر اقتحام الصحراء، وتأسيس المدن الجديدة تارة، أو من حيث البنية الأساسية، والتي من شأنها توسيع حلقات الاتصال بين كافة مناطق الدولة، تارة أخرى، أو تنويع النشاط، بين الزراعة والصناعة، عبر استغلال إمكانات كل منطقة، لتحقيق أكبر قدر من التكامل الاقتصادي في الداخل، ومن ثم أكبر قدر من الاكتفاء الذاتي.
 
الخطة المصرية ذات المسارات المتنوعة، تمثل في حقيقتها مفهوم "التنمية المستدامة"، والتي تبدو أبعادها مرتبطة ببعضها، فالنمو الاقتصادي، ليس منفصلا عن الواقع السياسي أو الأمني وحتى جوانب أخرى، على غرار الأوضاع البيئية والاجتماعية، غيرها، بينما يبقى مرتبطا في الوقت نفسه بحياة البشر، وأفكارهم، فالعملية التوعوية تمثل جوهر بناء الإنسان، والذي يمثل أساس العملية التنموية، والتي تصب بالنفع على حياته.
 
فلو نظرنا إلى الأوضاع الأمنية المستقرة، نجدها عاملا مهما لجذب الاستثمارات، وبالتالي تحقيق حالة من الرواج الاقتصادي، بينما تبقى الأخيرة، دافعا لحشد المواطنين، المنتفعين من الاستقرار، للوقوف صفا واحدا خلف دولتهم في مواجهة أية محاولات من شأنها تعكير الصفو المجتمعي أو إثارة الفتن، أو نشر الإرهاب، للإبقاء على الحالة التنموية، لتصبح التنمية عاملا مشتركا، سواء لتحقيق الرخاء الاقتصادي الذى تتطلع إليه الدولة المصرية ومواطنيها، من جانب، أو كأداة مهمة في الحرب ضد الإرهاب، وهي الحالة التي عبر عنها الرئيس عبد الفتاح السيسي في حديثه خلاله حول الأمن والوعي والتنمية، والتي تمثل مثلث الاستقرار، في كافة أنحاء الجمهورية، ولكن تبقى سيناء، ربما بسبب ما شهدته من ظروف دامت لعقود، أو بسبب مكانتها في القلوب أحد أهم الرهانات في هذا الإطار.
 
وهنا يمكننا القول بأن مثلث الاستقرار، يمثل جوهر الاستراتيجية المصرية المزدوجة لتحقيق الأمن والتنمية، في إطار من الشراكة، بين المواطن والدولة ومؤسساتها، لتحقيق التنمية في صورتها الكلية، مع العمل على المستوى الإقليمي، عبر تعميم التجربة المصرية من جانب، مع تقديم الدعم والمساعدة، لدحض المخاطر التي تواجه دول الجوار، في ارتباط وثيق بين الداخل المصري والمحيط الإقليمي.
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مصرع عبد الرحمن فيصل لاعب نادى الشمس فى حادث سير

فيديو يرصد اللحظات الأولى فى حادث وفاة جوتا نجم ليفربول

قراءة مبسطة بـ قانون الإيجار القديم بعد التعديلات الجديدة.. إجابات واضحة لأسئلة المستأجرين والملاك.. معرفة القيمة ومصير العقود القديمة والموقف الكامل للمؤجر بعد 1996.. وحالات الإخلاء والبدائل المتاحة

"فى لحظة ينتهى كل شيء".. كوكا ينعى جوتا ويعزى محمد صلاح

وفاة جوتا.. كريستيانو رونالدو فى رسالة مؤثرة: أمر لا يصدق


شكاوى من صعوبة امتحان الكيمياء للثانوية العامة 2025.. الطلاب: أسئلة كثيرة مستواها مرتفع وتفوقت على الفيزياء.. طلبة أدبى: الجغرافيا متوسطة من حيث الصعوبة.. صفحات الغش تنشر الأسئلة والإجابات.. ووزارة التعليم تحقق

"احترقت بالكامل".. شاهد سيارة جوتا لاعب ليفربول بعد حادث وفاته

اليوم الـ 636 الجريمة مازالت مستمرة فى غزة.. الاحتلال يستهدف الجائعين منتظرى المساعدات.. الجيش يكثف عملياته فى القطاع.. وأمريكا تتجه لتمديد وقف إطلاق النار بعد فترة الـ60 يوما

تفاصيل جديدة فى وفاة جوتا لاعب ليفربول وشقيقه بحادث مروع

يانيك فيريرا يظهر فى الزمالك اليوم لتوقيع العقود والإعلان الرسمى


رحيل مفاجئ يهز عالم كرة القدم.. مصرع ديوجو جوتا لاعب ليفربول وشقيقه فى حادث مأساوى بعد زفافه بـ 10 أيام.. دوري الأمم الأوروبية يرسم البسمة الأخيرة على وجه نجم الريدز.. والاتحاد البرتغالي ينعيه بكلمات مؤثرة

شاهد آخر هدف لـ جوتا مع ليفربول قبل رحيله فى حادث مروع

دهست 4 أسر داخل حديقة.. مأساة حى النرجس تبدأ بكارثة وتنتهى بتصالح مفاجئ

صدمة جديدة.. مصرع شقيق جوتا فى حادث لاعب ليفربول المروع

وزارة العمل تعلن عن وظائف جديدة بشركة كهرباء بمرتبات تصل إلى 13 ألف جنيه

قانون الإيجار القديم لا يقترب من عقود 1996.. العقد شريعة المتعاقدين

هشام جمال يحتفل بتخرج زوجته ليلى.. وأحمد زاهر: ربنا يبعد عنكم العين

عميد معهد القلب الأسبق يفسر أسباب وفاة المطرب أحمد عامر

تفاصيل دهس تريلا لـ 7 سيارات على الطريق الدائرى بالمعادى.. صور

نقابة الموسيقيين تقرر إقامة عزاء للفنان الراحل أحمد عامر تقديرًا لمسيرته الفنية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى