د. داليا مجدى عبد الغنى تكتب: ميثاق أمانة

د. داليا مجدى عبد الغنى
د. داليا مجدى عبد الغنى
ميثاق الأمانة، لا يقل في أهميته عن ميثاق الشرف، فهذا الميثاق لا يخضع للأحكام الدولية، ولكنه يخضع للأحكام الإنسانية في المقام الأول والأخير.
 
فميثاق الأمانة هو أن تصدق القول مع مَنْ أمامك، وأن تكون صريحًا معه على الأقل فيما يخصه، فهو يعني الكثير، فأن تُعاهد إنسانًا على أمر ما، وتُقسم له بأنك لن تخون العهد، وستظل أمينًا عليه طيلة عمرك، فهذا يعني أنك لابد أن تُوفي بعهدك، لسبب بسيط للغاية، أنك لا تدرك مدى قسوة الموقف عندما تخون أمانتك وعهدك معه، فربما تتسبب في إيذائه نفسيًا، لأنه سيفقد إحساسه بالأمان، وربما تزرع بداخله عقدة نفسية، تجعله لا يمنح الثقة لأي إنسان مهما كان.
 
فللأسف نحن نتصرف ونسلك سلوكيات لا إرادية، دون أن نُفكر في المردود الذي ينعكس من ورائها، ودون أن نقدر تبعاتها على الآخرين، فما أصعب أن تجعل كلمتك مُجرد حروف ليس لها قيمة أو معنى، فهذا في حد ذاته خيانة لنفسك، فلابد أن تخلق حالة من المصداقية مع نفسك ومع الآخرين، وأن تجعل الأمانة نُصب عينيك، بمعنى أن تفي بوعودك وعهودك، والأهم من ذلك أن تعيش بوجه واحد، فلو أحبك إنسان بسبب استشعاره لسمو أخلاقك، وطيب نشأتك، وصدق حديثك، فكم سيُؤلمه اكتشاف أنك تملك وجهًا آخر، مُجافيًا تمامًا لوجهك الذي عرفك به، وتعلق بك من خلاله، فأنت في هذه الحالة تخلق فجوة إنسانية بينك وبينه، وبالقطع ستفشل في تضييقها والسيطرة عليها مع الزمن.
 
وهناك سؤال يُساورني بشدة، ما الذي يستفيده الإنسان من خرق العلاقات الإنسانية التي تربطه بالآخرين؟ هل هذه قوة من وجهة نظر البعض، أم تُراه يستشعر أن الآخرين مجرد دُمى عليه أن يحركهم كيفما يشاء، ووقتما يشاء، ربما سينجح لبعض الوقت في شرخ الآخرين من ضحاياه، ولكنه في الواقع سينكسر مع الزمن ومع الأيام، ولن يجد من يربأ صدعه مهما حاول، لأن الضربة سترد عليه بلا شك، لأن القدر يأبى الظلم، ولابد أن يرده إلى الظالم، ومَنْ يخون أمانته، سواء في كلماته، أو سلوكياته، أو أحاسيسه، فبالقطع سيجني ثمار كل هذا مهما طال الزمان أو قصر، ويكفي أنه سيخسر إنسانًا صدقه الوعود، وأخلص له في الإحساس، فما قيمة أن تكسب موقفًا خلقته أنت في لحظة قوة وهمية، وتخسر مقابله إحساس صادق وحقيقي كان سيدوم معك طيلة العمر، لو كنت حافظت على ميثاق أمانتك؟
 
ففكروا قبل أن تتحدثوا مرة، وقبل أن تتصرفوا مرتين، وقبل أن تتخذوا القرار ألف مرة، لأن هناك أشخاص وأشياء وذكريات لو ذهبت مرة، لن تعود لك مرة أخرى، حتى لو بكيتها مليون ألف مرة.
 
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

هدوء ما قبل الإعلان.. آخر تطورات نتيجة الدبلومات الفنية 2025

الزمالك يكرم الجهاز المعاون لأيمن الرمادى وطبيب الفريق

إحباط تهريب 300 كائن حى نادر بمطار القاهرة.. الأنواع المضبوطة شديدة الخطورة وتنشر أمراضا وفيروسات وبكتيريا غريبة لا نملك أمصالا لها.. وتتسبب فى خسائر فى الثروة الحيوانية

فلومينينسي ضد تشيلسي.. جواو بيدرو يدون أول أهدفه مع البلوز "فيديو"

السجن 10 سنوات لـ7 متهمين بدفن شاب حيا داخل ماسورة مياه فى المحلة


الاهلى يستقر على تمديد وتعديل عقد أليو ديانج في معسكر تونس

قياسات طبية لنجوم الأهلي بالقاهرة قبل معسكر تونس

بطل من الحماية المدنية.. قطع إجازته ليخمد حريق سنترال رمسيس ..صور وفيديو

مانشستر يونايتد يضع فاردى ضمن خيارات تدعيم الهجوم فى الدورى الإنجليزى

الاتحاد السكندري ينهي إجراءات استعارة لاعب الزمالك


سقوط 5 شهداء في قصف إسرائيلي على حي الزيتون بقطاع غزة

ليبيا تطرد وزراء داخلية إيطاليا واليونان ومالطا ومسؤولا أوروبيا

المشدد 15 عاما لشقيقين لإتجارهما فى المخدرات بجنوب سيناء

37 مترشحًا بانتخابات مجلس الشيوخ فى اليوم الرابع من فتح باب تلقى الأوراق

أرنولد قبل مواجهة باريس سان جيرمان: كل شيء يسير بامتياز فى ريال مدريد

وزارة الرياضة تعلن موافقة مجلس النواب على تعديلات قانون الرياضة

الزمالك يستعد للموسم الجديد بـ8 تدعيمات قوية.. وحسم موقف الراحلين قريبا

تداول فيديو لحريق مصنع إسفنج دمياط ..استمرار محاولات السيطرة على النيران

فرنسا تشدد الخناق على الإخوان.. ماكرون يعلن إجراءات حازمة لمواجهة التطرف

بطل من ضهر بطل.. ابن الشهيد امتياز كامل يكتب فصلا جديدا من الفداء بحريق رمسيس

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى