وزير الأوقاف: كلما تطاول أحد على كتاب الله زاد عدد المؤمنين به

محمد مختار جمعة وزير الأوقاف
محمد مختار جمعة وزير الأوقاف
كتب لؤى على
افتتح الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف المسابقة العالمية التاسعة والعشرين للقرآن الكريم صباح اليوم بحضور كل من الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، والمستشار علاء الدين فؤاد وزير شئون المجالس النيابية، و‏الدكتور نظير عياد نائبًا عن الإمام الأكبر الدكتور أحمد ‏الطيب شيخ الأزهر، والدكتور شوقي علام مفتي الديار ‏المصرية، ‏وعدد من  العلماء والسفراء والإعلاميين، وضيوف مصر من المحكمين والمتسابقين المشاركين في المسابقة العالمية للقرآن الكريم في دورتها التاسعة والعشرين تحت اسم  القارئ الشيخ مصطفى إسماعيل.
 
وهذا نص كلمته: 
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه إلى يوم الدين.
معالي السادة الوزراء والعلماء والقراء والسفراء.
ضيوفنا الكرام .. الجمع الكريم.
يسرني ابتداء أن أرحب بحضراتكم جميعًا، وأن أنقل لحضراتكم تحيات معالي الدكتور المهندس/ مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء الذي شرفني بالإنابة عن سيادته في افتتاح هذه المسابقة. 
 
كما يسرني أن أتوجه بكل الشكر والتقدير لسيادة الرئيس/ عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية على تفضله برعاية هذه المسابقة وتكريمه السنوي لأوائلها في احتفال الدولة المصرية بليلة القدر وتوجيهه بمضاعفة جوائزها وإكرام أهل القرآن، فلا يُكرم أهل القرآن إلا كريم، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "إِنَّ مِنْ إِجْلالِ اللَّهِ تَعَالَى: إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبةِ المُسْلِمِ، وَحَامِلِ الْقُرآنِ غَيْرِ الْغَالي فِيهِ والجَافي عَنْهُ، وإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ المُقْسِطِ".
وبعد:
فإن الكمال لله (عز وجل) وحده، ولكلامه، ولكتابه العزيز، فهو كتاب الكمال والجمال لغة وأسلوبًا ومعنى، فالجمال والكمال يتدفقان منه تدفقًا لا حدود له ولا شاطئ له.
 
 فهو الكلام الذي يهجم عليك الحسن منه دفعة واحدة، فلا تدري أجاءك الحسن من جهة لفظه، أم من جهة معناه، فلا تكاد الألفاظ تصل إلى الآذان حتى تكون المعاني قد وصلت إلى القلوب.
 
وهو أصدق الحديث، وأحسنه، وأعذبه، وأزكاه، وأبينه، وأبلغه، وأفصحه، وأجمله "وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا"، "وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا".
من قال به صدق، ومن حكم به عدل، لا يشبع منه العلماء، ولا تنقضي عجائبه، ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه حيث يقول الحق سبحانه: "وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ"، لم تلبث الجن إذ سمعته أن قالوا: "إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا", وما أن سمع أحد الأعراب قوله تعالى: "وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ", حتى انطلق قائلًا أشهد أن هذا كلام رب العالمين لا يشبه كلام المخلوقين، وإلا فمن ذا الذي يأمر الأرض أن تبلع ماءها فتبلع، ويأمر السماء أن تقلع عن إنزال الماء فتقلع؟ إنه رب العالمين ولا أحد سواه.
القرآن شفاء ورحمة، حيث يقول سبحانه: " وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ"، وهو نور مبين، حيث يقول سبحانه: " وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا"، وهو أحسن القصص، حيث يقول سبحانه: " نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ"، وأحسن الحديث، حيث يقول سبحانه: "اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ"، ويقول سبحانه: "فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ * إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ * لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ * تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ"، ويقول سبحانه: "أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ".
وهو الكتاب الذي لا يمكن أن يناله التحريف ولا أن ينال منه تطاول المتطاولين، لأنه محفوظ بحفظ من لا يؤده حفظ السموات والأرض، وهو على كل شيء حفيظ، حيث يقول سبحانه: "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ"، فكلما ازداد تطاول المتطاولين عليه رددنا بمزيد من العناية به حفظًا وتلاوةً وفهمًا وتطبيقًا: سلوكًا وأخلاقًا ومنهج حياة، مع إكرام أهله وحفظته، فقد علمنا ديننا التسامي والرقي، وهذا هو منهج قرآننا الذي يحاولون النيل منه، ولكن هيهات، علمًا بأنه كلما تطاول متطاول على كتاب الله (عز وجل) ازداد إقبال الباحثين على دراسته وزاد عدد المؤمنين به، فلا يتطاول على كتاب الله (عز وجل) ولا يصدُّ عنه إلا شقي، حيث يقول الحق سبحانه: "وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا"، ويقول سبحانه: "قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ".
إنه كتاب القيم الإيمانية والأخلاقية والإنسانية في أسمى معانيها، يحدثنا عن كل شيء جميل، عن الصبر الجميل، والصفح الجميل، والهجر الجميل، والعطاء الجميل، والدفع الجميل، واللباس الجميل، وكل شيء في الحياة جميل.
فقد تحدث القرآن الكريم عن الصبر الجميل وهو الذي لا ضجر ولا شكوى معه، حيث يقول الحق سبحانه على لسان سيدنا يعقوب (عليه السلام): "فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ".
وتحدث عن الصفح الجميل وهو الذي لا منّ معه، حيث يقول الحق سبحانه مخاطبًا نبينا (صلى الله عليه وسلم): "فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ".
وتحدث عن الهجر الجميل حتى مع الكفار والمشركين الذين آذوا نبينا (صلى الله عليه وسلم)، حيث يقول الحق سبحانه: "وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا".
وتحدث عن العطاء الجميل وهو الذي لا منَّ فيه، حيث يقول سبحانه: "وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا"، ويقول سبحانه: "ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى".
وتحدث عن الدفع الحسن الجميل، حيث يقول سبحانه: "وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ".
 وتحدث عن اللباس الجميل فقال سبحانه: "يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ"، ويقول السموأل بن عادياء:
إِذا المَرءُ لَم يُدنَس مِنَ اللُؤمِ عِرضُهُ
 
فَكُلُ لباس يَرتَديهِ جَميلُ
 
وَإِن أنت لَم تحمِل عَلى النَفسِ ضَيمَها
 
فَلَيسَ إِلى حُسنِ الثَناءِ سَبيلُ
 
فَنَحنُ كَماءِ المُزنِ ما في نِصابِنا
 
كَهامٌ وَلا فينا يُعَدُّ بَخيلُ
 
وَما أُخمِدَت نارٌ لَنا دونَ طارِقٍ
 
وَلا ذَمَّنا في النازِلينَ نَزيلُ
 
ولو تتبعنا مواطن الجمال والكمال في القرآن الكريم لفظًا أو معنىً لطال بنا المقام، وحسبنا أن نضع بين أيدي حضراتكم شذرات من ذلك سجلناها في كتابنا: "الكمال والجمال في القرآن الكريم". 
وختامًا أقول: هنيئًا لكم أهل القرآن، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "إنَّ للَّهِ أَهْلينَ منَ النَّاسِ قالوا: يا رسولَ اللَّهِ، من هُم ؟ قالَ: هم أَهْلُ القرآنِ، أَهْلُ اللَّهِ وخاصَّتُهُ"، وهنيئًا لآبائهم وأمهاتهم، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "مَن قرَأَ القُرآنَ وعَمِل بما فيه، أُلبِسَ والِداهُ تاجًا يومَ القيامةِ ضوءُه أحسَنُ مِن ضوءِ الشَّمسِ في بيوتِ الدُّنيا لو كانتْ فيكم، فما ظنُّكم بالذي عَمِل بهذا؟".
وأتمنى لجميع ضيوفنا طيب المُقام، وللمتسابقين كل التوفيق، فكلكم فائزون بالقرآن الكريم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

بالرغم من وداع المونديال.. مواهب مُبشرة فى صفوف منتخب ناشئى اليد

حبس المتهمين بمطاردة سيارة فتيات على طريق الواحات 4 أيام

بيان الفصائل الفلسطينية: نقدر الجهود المصرية الكبيرة بقيادة الرئيس السيسى

علاء زينهم: عادل إمام كان يفتخر بقصة كفاحي وعملي في شركة تأمين وسائق تاكسي

بيراميدز يهزم الإسماعيلي ويحصد أول فوز بالدورى فى مباراة البطاقات الحمراء


محمد الشناوي مرشح لحراسة عرين الأهلي أمام فاركو غداً في الدوري

إعفاء طلاب الثالث الإعدادى بالعامين الدراسيين 2026 و2027 من أعمال السنة

النصر يستعيد سيماكان قبل موقعة الاتحاد في السوبر السعودي

صحتك بالدنيا.. نصائح لكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة للحماية من الموجة الحارة.. دراسة تكشف أسباب تمتع بعض المسنين بذاكرة خارقة.. مكملات غذائية تتفاعل مع أدويتك.. وأطعمة تجنبها وأخرى تناولها أثناء علاج السرطان

تأهل الدنمارك والسويد لنصف نهائي مونديال اليد للناشئين


بيكهام يعوض غياب ياسر إبراهيم في تشكيل الأهلي أمام فاركو

فيريرا : استيعاب اللاعبين سيستغرق وقتاً ولم يعجبنى الاحتفال بعد انتصار سيراميكا

كريم محمود عبد العزيز ينشر صورة مع زوجته ويتغزل فيها: بحبك

الأرصاد تحدد موعد انكسار الموجة الحارة وتحذر من أمطار رعدية.. فيديو

ترامب عن لقاء بوتين فى ألاسكا: العقوبات جاهزة إذا لم نصل لنتيجة

إكسترا نيوز: 141 شاحنة مساعدات تدخل إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم

طقس شديد الحرارة غدا ورطوبة مرتفعة والعظمى بالقاهرة 38 درجة وأسوان 49

رئيس الموساد: إسرائيل عازمة على احتلال غزة إذ لم تحدث انفراجة فى المفاوضات

موعد مباراة مصر وإسبانيا في ربع نهائي بطولة العالم تحت 19 عاما لكرة اليد

مصر تنتفض ضد أوهام إسرائيل الكبرى.. تحذيرات من مخطط صهيوني لتغيير خرائط المنطقة.. سياسيون: أطماع مرفوضة تكشف الهدف من حرب غزة.. مصر حائط صد أمام محاولات تصفية القضية الفلسطينية.. ويدعون لتعزيز الاصطفاف الوطني

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى