أوروبا تستعد لحظر "الديزل" الروسى وتوقعات بارتفاع عالمى فى سعر الوقود

تغطية جديدة قدمها تليفزيون اليوم السابع، عن دخول الحظر الشامل على استيراد المنتجات النفطية الروسية إلى أوروبا، حيز التنفيذ، خلال ساعات، ضمن مجموعة العقوبات الواسعة ضد الكرملين بسبب الحرب الأوكرانية.

ووفقًا للخبراء، سيكون له آثار جانبية قصيرة المدى عندما يتعلق الأمر بالتزود بالوقود، وأهمها أنه سيؤدى إلى ارتفاع عالمى في أسعار الوقود، خلال الأشهر المقبلة.

ومن المقرر أن يشمل الحظر الأوروبي وقف استيراد الديزل بشكل كامل من روسيا.. بالرغم من أن أوروبا لا تزال تعتمد على وارداتها من روسيا كمصدر أساسي للديزل، حيث أن أوروبا تستورد حوالى 220 مليون برميل من الديزل الروسى خلال العام الواحد بمعدل 700 الف برميل يوميا.

ويرى الخبراء أن هذا القرار سيؤدى إلى ارتفاع واضح في أسعار الوقود عالميا، وسيؤثر ذلك على جميع القطاعات، لأن أوروبا تعتمد بشكل أساسي على روسيا في إمدادها بالديزل ، ورغم العقوبات فإن أكثر  من 44% من واردات أوروبا من الوقود تأتى من روسيا.

ونظرا لهذا القرار فإن أوروبا ستواجه مشكلة خطيرة وهى الاعتماد القوى على الديزل الروسى.. ولذلك فقد يتعين على أوروبا أن تنظر إلى أسواق أخرى مثل الولايات المتحدة أو الشرق الأوسط أو الهند.

وأشار الخبراء إلى أن الخوف والاضطراب بشأن سوق متقلبة مثل سوق الوقود قد بدأ بالفعل في الظهور على أسعار الوقود، وارتفعت أسعار البنزين والديزل بنسبة 20٪ و 16.7٪ على التوالي في يناير ، وأصبحت أغلى بنسبة 1.5٪ و 1٪ في الأسبوع الماضي.

وبلغ متوسط ​​سعر لتر البنزين 95 ، 1.66 يورو في المتوسط ​​الأسبوع الماضي بينما بلغ سعر الديزل 1.7 يورو. ومع ذلك ، لا لم يصل كلا النوعين من الوقود إلى أعلى مستوياتهما على الإطلاق مثلما حدث في يونيو 2022 عندما ارتفعت أسعارهم إلى (1.94 و 1.9 يورو للتر على التوالي).

وقال فاتح بيرول، المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية .. أن روسيا فقدت أهم عميل لها.. لكن الواقع يقول إن تنفيذ هذا قد يكون أكثر صعوبة".

ووصفت صحيفة "20 مينوتوس" الإسبانية الديزل بأنه "عمود فقرى لاقتصاد أوروبا، حيث يعتبر بالغ الأهمية لاقتصاد أوروبا، فهو لا يقتصر على توفير الطاقة للشاحنات التي تنقل البضائع فحسب، بل يعمل أيضا على تشغيل أكثر من 40% من السيارات في الاتحاد الأوروبي.

قال ديفيد فايف كبير الاقتصاديين فى شركة أبحاث للسلع الأساسية في أوروبا .. أن الوقود يعتبر نقطة الضعف إلى حد كبير بالنسبة للاقتصاد الروسي.. ولكن لن يقوى الاتحاد الأوروبي على مواجهته طويلا..

وقال الرئيس السابق لأسواق الطاقة في وكالة الطاقة الدولية، نيل أتكينسون، إن أوروبا، والتي تمتلك مخزونات وافرة في الفترة الأخيرة، بات عليها ان تتنافس في الأسواق العالمية، وخاصة على مستوى تصدير المنتجات من الشرق الأوسط، والصين والهند.

كما حذرت وكالة بلومبرج، من صعوبة استبدال المنتجات الروسية من نوع الديزل التي تعمل على تشغيل السيارات والشاحنات والآلات الزراعية والسفن ومعدات التصنيع والبناء، إذا لم يتمكن المشترون الأوروبيون من العثور على امدادات بديلة، فإن العقوبات ستزيد من التكلفة على الصناعة المعتمدة على الديزل مثل الصناعات الغذائية، والزراعية، والنقل البري، وتجعل من الصعب على الحكومات كبح التضخم.