الدبلوماسية المصرية.. جماعية العمل الإقليمى فى مواجهة الأزمات

بيشوى رمزى
بيشوى رمزى
بيشوى رمزى
حالة من الزخم الدولي، باتت تحظى بها الدبلوماسية المصرية في المرحلة الراهنة، مع تفاقم الأزمات، وهو ما يبدو في تحولها إلى محطة مهمة، يتوقف عندها زعماء العالم وكبار المسؤولين في الآونة الأخيرة، بينما يحملون طموحات وآمال، تتراوح بين الشراكة الهادفة إلى تحقيق المصالح المشتركة، من جانب، والقيام بدور من شأنه احتواء الأزمات الراهنة، والتي باتت تتجاوز منطقة الشرق الأوسط، وعلى رأسها الأزمة الأوكرانية، والتي تحمل تداعيات كبيرة، على كافة مناطق العالم بعدما ضربت قطاعات حيوية تمس حياة الشعوب، على غرار الغذاء والطاقة، ناهيك عن تزامنها مع أزمتي الوباء والتغير المناخي، وتأثيراتهما غير محدودة النطاق، والتي قد تأكل الأخضر واليابس حال الفشل في اتخاذ إجراءات دولية جماعية جادة لاحتوائها.
 
ولعل الحديث عن التحول الكبير في الدور المصري، من مجرد قيادة منطقتها الجغرافية المحدودة إلى نقطة استقطاب دولي، يتجلى بوضوح، في العديد من المشاهد الأخيرة، منها جولة الرئيس عبد الفتاح السيسي الآسيوية، والتي شملت الهند وأرمينيا وآذربيجان، والتي تعكس تجاوز النطاق الاقليمي، نحو أفاق دولية أوسع، في ضوء ما حظت به من حفاوة كبيرة سواء على المستوى الرسمي أو الإعلامي، بينما استقبلت "أرض الكنانة" وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ليتبعها مباشرة زيارة الوزير سامح شكري إلى موسكو، في مؤشر صريح للدور الذي باتت تلعبه الدولة المصرية في الآونة الأخيرة باعتبارها "نقطة اتصال" بين أقاليم العالم، وهو ما يمنحها مساحة أكبر من المناورة، تضفي عليها مزيدا من القدرة على الدفاع، ليس فقط عن حقوقها، وإنما حقوق أقاليمها المتشعبة، وشعوب دولهم، الذين باتوا يدفعون ثمن طموحات وأطماع القوى الكبرى، والتي تدفع العالم نحو "حافة الهاوية".
 
فلو نظرنا إلى التحركات الدبلوماسية المصرية الأخيرة، نجد أن ثمة اقتحاما مصريا لمناطق الأزمات الدولية الساخنة، خارج نطاق الشرق الأوسط، بعد عقود من الانكفاء على صراعات المنطقة، وهو ما يرجع في جزء منه لكونها ساحة الصراعات الدولية من جانب، ناهيك عن حالة الهيمنة الأحادية المطلقة، التي حرمت مصر من الامتداد نحو نطاق أوسع على المستوى الدولي، وهو ما يعكس قدرات كبيرة على القيام بدور أكبر، ينطلق من مواقفها الحيادية، تجاه مختلف الأزمات الراهنة، يؤهلها للقيام بدور الوسيط بين مختلف أطراف النزاعات القائمة، وعلى رأسها الأزمة الأوكرانية.
 
الدور المصري المرتبط بالأزمات الراهنة، يبدو مختلفا عن الماضي، ليس فقط فيما يتعلق بامتداده الجغرافي كما أسلفت، وإنما يمتد إلى طبيعته، فهو ليس مقتصرا على البحث عن دور فردي لتوسيع دوائر التأثير المصرية، وإنما يحمل كذلك عملا جماعيا مع الشركاء في مناطقها الجغرافية، بحثا عن دور أكبر لأقاليمها، التي عانت قدرا كبيرا من التهميش خلال العقود الماضية، إلى الحد الذي تحول بعضها ساحة للصراع، على غرار الشرق الأوسط، بينما تحول البعض الأخر لمناطق تعاني من أزمات اقتصادية وإنسانية طاحنة، على غرار بعض دول إفريقيا. 
 
العمل الجماعي بين مصر وشركائها الإقليميين، ساهم إلى حد كبير في زيادة الزخم الذي تحظى به عدة دول في المنطقة، وهو ما يبدو في حالة الاستقطاب الدولي الذي باتت تحظى به المنطقة، وهو ما يبدو في الصراع بين القوى الدولية الكبرى لحشد الدول العربية والافريقية وراءها، خلال الأشهر الماضية، عبر قمتين أحدهما أمريكية وأخرى صينية مع الدول العربية، عقدتا في المملكة العربية السعودية، وقمة أمريكية إفريقية في واشنطن، في انعكاس صريح لاتساع أهمية تلك الأقاليم على المستوى الدولي.
 
وهنا تبدو الرؤية المصرية قائمة على منطلق جماعي إقليمي، بعيدا عن منهج الاستئثار بالقيادة الفردية، عبر استحداث أدوار جديدة، يمكن من خلالها تحقيق حالة من التعددية في القيادة الإقليمية، ناهيك عن توسيع دور أقاليمها على المستوى الدولي، مما يفتح الباب أمام تنمية قدرة الدول على مجابهة الأزمات وتداعياتها من خلال المشاركة في حلها، مع إضفاء مساحة من المناورة السياسية يمكن من خلالها تحقيق المزيد من الزخم فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية العالقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، بالاضافة إلى استثمار اللحظة الراهنة لتخفيف حالة المنافسة الاقليمية نحو مزيد من التكامل في الأدوار
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

رسميا.. النصر يعين جورجي جيسوس مديرا فنيا للفريق الأول بعقد لموسم واحد

النيابة تقرر حبس المتهمين بالاعتداء على سيدات المنصورة 4 أيام

شادية عبد الحميد تكشف تفاصيل انتحال سيدة صفتها والنصب على تيسير فهمى بـ2000 جنيه

الداخلية تكشف تفاصيل ضرب سيدات بالمنصورة بسبب شقة.. فيديو

الرجل الطائر صانع البهجة.. تفاصيل مصرع محمود عبد الغنى لاعب الفلاى بورد بالغردقة خلال استعراضه بحمام سباحة.. اختل توازنه أثناء أداء إحدى الحركات واصطدم بالرخام.. ونقل جثمانه لمسقط رأسه بالمنوفية.. صور


غزل المحلة يضم إسلام أرموشة لاعب المريخ البورسعيدي

الإعلان عن قبول دفعة جديدة للالتحاق بالمعاهد الصحية للقوات المسلحة 2025/2026

وزارة الصحة توجة رسائل هامة للحماية من الإصابة بالأمراض الجلدية فى الصيف

مدحت صالح يفتتح مهرجان الصيف الدولى فى دورته الـ22 بمكتبة الإسكندرية

أرسنال يعلن توقيع أول عقد احترافي مع كامرون إسماعيل صاحب الأصول المصرية


الطقس غدا شديد الحرارة رطب وشبورة وسحب منخفضة والعظمى بالقاهرة 35 درجة

الصحف العالمية اليوم: ترامب سيعلن عن خطة جديدة لتسليح أوكرانيا اليوم.. الديمقراطيون يستعدون لانتخابات الرئاسة 2028 مبكرا.. جدل فى بريطانيا بعد تكهنات رفع الضرائب على العمال.. الملك تشارلز يستضيف ترامب فى سبتمبر

إعلام الاحتلال: استهداف قوة إسرائيلية بصاروخ مضاد للدروع فى خان يونس بغزة

فات الميعاد 24.. هل ستؤول حضانة الطفلة ريم إلى جدتها أم إلى خالتها؟

إيلين دى جينيريس تدعم روزي أودونيل لهذا السبب.. اعرف التفاصيل

تشيلسي كبير العالم.. البلوز يلقن باريس سان جيرمان درسًا فى فنون الكرة بنهائي المونديال.. عملاق لندن يهدي إنجلترا وصافة الأبطال ويعادل إنجاز البايرن.. وصحف فرنسا تهاجم كتيبة إنريكي بعد ضياع السباعية التاريخية

لقى مصرعه خلال عرض استعراضى بالغردقة.. النيابة تصرح بدفن جثمان لاعب فلاى بورد

شينخوا: مصر والصين تعمقان تعاونهما الاقتصادى وتعزيز شراكتهما الاستراتيجية

نتيجة الثانوية العامة 2025.. استمرار التصحيح الإلكترونى لكراسات الإجابة

زيزو يظهر لأول مرة فى التتش اليوم لبدء رحلة الإعداد مع الأهلي

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى