روايات القرن الجديد.. بابا سارتر للكاتب العراقى على بدر.. السخرية من الواقع

بابا سارتر
بابا سارتر
أحمد إبراهيم الشريف

نلقى الضوء على عدد من الكتابات المهمة التى ظهرت فى القرن الواحد والعشرين، واليوم ستكون رواية "بابا سارتر" للكاتب العراقى على بدر، وأتذكر كيف استولت على هذه الرواية تماما ودفعتنى للتفكير فى أشياء كثيرة، وكشفت لى العديد من أخطائنا فى التفكير دون أن يتنازل عن الفن فى الرواية.

يمكن القول إنها رواية ساخرة حيث يبدأ الراوى برسم التفاصيل الدقيقة لحياة عبد الرحمن، فيلسوف مدينة الصدرية "العراقية"، الذى كان يعيش حياة الفيلسوف الفرنسى جان بول سارتر إلى حد التطابق، فهو يشبهه فى كل شيء، تسريحة شعره، نظارته، ملابسه، وكان يتمنى لو كان الوجود عادلاً ومتساوياً وأخلاقياً، حتى يكون أعور ليتشابه مع عور سارتر، وهذا النقص كان يترك لديه شعوراً قاسياً حين كان يعيش فى باريس عاصمة الوجودية، يُحضر لدراسة الدكتوراه فى الفلسفة الوجودية فى جامعة السوربون أواخر الخمسينات. ولئن فشل فى دراسته وترك العلم لأهله فقد عاد بزوجة شقراء فرنسية على عادة العراقيين (فإن لم يكن بالعلم فبمصاهرة أهل العلم على الأقل)، كما قال نورى السعيد يوماً.

عاد عبد الرحمن من باريس إلى بغداد، أوائل الستينات، عودة أبدية، مع زوجته الفرنسية، معللاً النفس بحياة فلسفية دون شهادة فى الفلسفة، فاستقبله المثقفون بعاصفة من التصفيق والتشجيع، فأطلق عبارته الشهيرة (ما معنى الشهادة فى عالم لا معنى له).

ابتداء من هذه اللحظة يتابع الكاتب رصد حياة الشارع الثقافى فى بغداد وبيروت ودمشق وانتشار الوجودية بين المثقفين العرب. رواية ساخرة عن المثاقفة مع الغرب، رجال ونساء غريبو الأطوار، عاهرات مثقفات، برجوازيون ثوار، سياسيون دجالون، مغامرون وعسكر يصنعون الحياة فى بغداد حيث الحانات والمقاهى والأقبية والأوتيلات. رواية من روايات ما بعد الحداثة، خليط من الأتوفكشن والسرد الموضوعى واللغة المنفلتة.

وعلى بدر كاتب عراقى صدر له العديد من الأعمال منها (بابا سارتر شتاء العائلة، الطريق إلى تل المطران،  الوليمة العارية، صخب ونساء وكاتب مغمور، مصابيح أورشليم، الركض وراء الذئاب، حارس التبغ، ملوك الرمال، الجريمة، الفن، وقاموس بغداد، أساتذة الوهم، الكافرة، عازف الغيوم، الكذابون يحصلون على كل شيء، حفلة القتلة.

بابا سارتر
بابا سارتر

 

 

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

برشلونة كامل العدد امام إسبانيول في ليلة حسم لقب الليجا

النقض تؤيد حكم الإعدام للمتهم بقتل "فتاة البراجيل"

ننشر تفاصيل اجتماع وزير الكهرباء برؤساء شركات التوزيع والإنتاج لتأمين الشبكة خلال الصيف.. تكثيف التحصيل لسداد مستحقات البترول.. الوزير يؤكد ضرورة إنهاء كافة أعمال الصيانة لتجنب حدوث أعطال خلال الموجة الحارة

ترامب يطرح فكرة السيطرة على غزة مجددا.. ويؤكد: سأحولها لـ "منطقة حرية"

مقتل إنفلونسر فى المكسيك خلال بث مباشر.. والسلطات تؤكد إجراء تشريح للجثة.. صور


المعمل الجنائى يعاين حريق هيش ونخيل بكورنيش النيل فى مصر القديمة

مواعيد مباريات اليوم.. إسبانيول ضد برشلونة وشباب مصر فى أفريقيا

العالم هذا الصباح.. ترامب لأمير قطر: سيكون هناك عرض جوى بمشاركة أحدث الطائرات.. كييف: لم نتلق ردًا من موسكو حول مشاركة بوتين فى محادثات إسطنبول.. وزيرة خارجية كندا تتهم إسرائيل باستخدام نقص الغذاء سلاحا فى غزة

22 برنامجًا للحماية الاجتماعية بتكلفة 635 مليار جنيه سنويًا.. سياسيون: "تكافل وكرامة" وقانون الضمان الاجتماعى تتويج لجهود القيادة السياسية لحماية الفئات الأولى بالرعاية.. ويؤكدون: تعكس أولوية بناء الإنسان

التغير المناخى لعنة أمريكا اللاتينية المستمرة.. موجات الحر البحرية تسبب تأثيرات سلبية.. ظاهرة النينيو أدت لتفاقم أزمة الاحتباس الحرارى والجفاف.. ونفوق الكائنات البحرية وتبييض الشعاب المرجانية أبرز العواقب


الأطفال تموت جوعًا ومرضًا.. تحذيرات أممية من استمرار الحصار على سكان غزة.. الصحة العالمية: القطاع يواجه أسوأ أزمات الجوع فى العالم.. أوتشا: الاحتلال الإسرائيلى يعرقل مهام أفراد الإغاثة لمنع إنقاذ حياة الأهالى

طوارئ بجامعة عين شمس استعدادا لامتحانات نهاية العام.. فرق طبية وسيارات إسعاف بالقرب من اللجان تحسبا لأى حالات طارئة.. ومنع الغش على رأس الأولويات.. كلية الإعلام تعلن الجداول.. و"الآثار" تحظر التدخين داخل اللجان

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى