"حياة كريمة" تدخل السرور على أهل الصعيد.. نجع جبران يرى النور لأول مرة بعد إطلاق التيار الكهربائى.. توصيل كابلات بطول 1700 متر و15 ألفاً موصلات كهربائية.. والأهالى: نشعر بالحياة بفضل مشروعات المبادرة الرئاسية

محافظ أسوان: هدفنا توفير خدمات البنية الأساسية للمناطق المحرومة

فى منطق نائية تبعد عن مدينة أسوان بما يزيد عن 40 كيلو متراً، تقع قرية جبران أو "نجع جبران" كما هو معروف عنها، وبسبب موقعها بعيداً عن العمران فى منطقة جبلية يعانى سكانها من عدم وجود خدمات الكهرباء وظل سكانها يعيشون حياة بدائية بدون تيار كهربائى، حتى جاءت المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" لتحول القرية إلى معيشة حضارية تتمتع بخدمات البنية الأساسية.

"اليوم السابع" يسلط الضوء على فرحة سكان نجع جبران التابع لمركز نصر النوبة بمحافظة أسوان، بتوصيل خدمة التيار الكهربائى لأول مرة فى تاريخ القرية بعد تدخل المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، التى كانت سبباً فى إسعاد عشرات الأسر من سكان هذه القرية النائية.

يصف حسن محمد حسن، الشهير بـ"حسن جبران"، مزارع، من أهالى نجع جبران فى أسوان، الحياة فى القرية خلال السنوات الماضية بأنها كانت "ميتة بلا روح"، حيث أنها كانت تتوقف مع حلول المساء، ويلتزم سكان النجع ديارهم ولا يخرجون إلى الشوارع التى تخلو من الإضاءة بسبب عدم توافر كهرباء بالقرية، وكانت النساء والأهالى يحبسون أطفالهم فى البيوت خوفاً من مهاجمة الحيوانات الضالة والمفترسة وخوفاً عليهم من لدغات العقارب والثعابين التى كانت تنتشر بكثرة فى المكان.

وقال حسن جبران، أن الحياة فى القرية بدائية لأبعد ما يتخيل الجميع نظراً لعدم توافر كهرباء، ويعتمد السكان فى احتياجاتهم على أقرب منطقة عمرانية وهى قرية بلانة التى تبعد نحو 7 كيلو متر عنهم، وكانوا خلال شهر رمضان يضطرون إلى جلب ألواح الثلج من مصانعها بمدينة كوم أمبو ويستخدمون فى ذلك وسائل نقل على ثلاث أو أربع مراحل لنقل الثلج إلى القرية حتى يستطيعون توفير مياه مبردة لهم خلال شهر الصيام.

وأضاف، أن "حياة كريمة" جاءت لإنقاذ سكان نجع جبران، وتوفير خدمة التيار الكهربائى بالمكان وبدأت المشروعات بتنفيذ توصيلات الخطوط الكهربائية فى الشوارع وجارى استكمالها للمنازل، لتعم الفرحة على الجميع داخل نجع جبران التى عانى سكانها لسنوات طويلة من أزمة عدم توافر كهرباء وتحققت أحلامهم بفضل المبادرة الرئاسية.

وفى السياق، أشار محمد أحمد، مزارع، من أهالى القرية أيضاً، إلى نقص الخدمات الأساسية الأخرى فى القرية، لدرجة أن الأهالى كانوا يضطرون لقطع مسافة لنحو 5 كيلو متر مشياً على الأقدام وصولاً لأقرب مدرسة ابتدائية، وكان البعض الآخر يلجأ لتسريب أبنائه من التعليم فى مراحل مبكرة لعدم توافر مدارس بالقرية، والتى تم حلها بعد ذلك ببناء مدرسة تعليم مجتمعى وتم تشغيل المرحلة الإعدادية لأول مرة هذا العام، وعلق قائلاً: "لكن الكهرباء كانت من المطالب الضرورية للسكان ولا حياة بدونها".

وتابع: منذ حوالى 10 سنوات تدخلت إحدى الجهات المانحة ونفذت مشروع لتوليد الكهرباء بواسطة ألواح الطاقة الشمسية، وهو ما أعطى بارقة أمل لأهل القرية فى توفير تيار كهربائى ولو بشكل ضعيف، ولكن مع مرور الوقت لم تفى هذه الألواح بالغرض منها ولا تقوى على تشغيل أجهزة منزلية مع بعضها مثل الثلاجة أو التليفزيون أو حتى مبردات المياه، بالإضافة إلى أنها استهلكت مع الوقت وتعطلت ولم نجد من يجرى صيانة لها.

ومن جانبه، أكد اللواء أشرف عطية، محافظ أسوان، أن فرحة البدو الرحل من أهالى قرية جبران تعكس الحياة التى يعيشونها حيث أنهم يعيشون فى منطقة صحراوية تبعد مسافة من الحضر وقرية بلانة الأم، وأيضاً بعد أن عاشوا عقود طويلة فى الظلام نظراً لبعد المسافة، معتمدين على وسائل الطاقة البديلة عن الكهرباء، حتى جاءت مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى " التطوير الشامل للريف المصرى.. حياة كريمة" لتتحول حياة أكثر من 500 مواطناً ومواطنة من الظلام إلى طاقة نور بعد إطلاق التيار الكهربائى بالقرية ضمن المشروعات التى تشهدها قرى المحافظة.

وكشف اللواء أشرف عطية، عن أهمية المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" وثمارها الإيجابية فى الارتقاء بالظروف الاقتصادية والتعليمية والصحية والثقافية وغيرها من الظروف المجتمعية، بجانب تحسين مستوى المرافق العامة وتوفير خدمات البنية الأساسية من أجل توفير حياة كريمة لأهالينا بكافة القرى والنجوع المستهدفة.

وفى السياق، صرح ناجح مصطفى، رئيس وحدة حياة كريمة بمحافظة أسوان، بأن الأهالى قدموا شكرهم لرئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى، على تدخل مبادرة حياة كريمة لقريتهم النائية، ووجهوا الشكر أيضاً لمحافظ أسوان، نظراً جهوده فى المتابعة الميدانية المتواصلة لنسب ومعدلات التنفيذ الجارية بالمشروعات التنموية والخدمية ضمن هذه المبادرة الرائدة وحرصه على دفع معدلات الإنجاز للانتهاء من كافة المشروعات فى مواعيدها المحددة.
 

وأوضح رئيس وحدة حياة كريمة، أنه تلبيةً لمطالب واحتياجات الأهالى بدء تشغيل مشروع توصيل خدمات الكهرباء لشوارع ومنازل هذه القرية المحرومة والذى يضم شبكات بأطوال 1.7 كم من الكابلات، و15 كم من الموصلات الكهربائية، و60 كشاف، ومحول كهربائى قدرة 200 ك.ف.
 

يشار إلى أن محافظة أسوان، تشهد تنفيذ حزمة من المشروعات غير مسبوقة فى كافة المبادرات الرئاسية وقطاعات العمل العام والتى ظهرت بشائرها من خلال تنفيذ 516 مشروعاً لمبادرة حياة كريمة، فيما جارى العمل فى 682 مشروعاً من إجمالى 2321 مشروعاً بالمرحلتين الأولى والثانية، وبتكلفة تصل لحوالى 21 مليارا و208 مليون جنيها، تجرى داخل 39 وحدة محلية قروية أم و116 قرية وتابع و380 نجعاً وكفراً وعزبة.

توصيل الكهرباء للقرية

حياةكريمة فى القرية

سعادة الأهالى بإنارة الشوارع

فرحة الأهالى

أهالى القرية

تطوير قطاع الكهرباء